عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أرملة سورية

«السلام عليكم.. بداية أعرفك بنفسى، أنا ملك الشايب سيدة أعمال فى استيراد وتصدير مستحضرات التجميل، وأنا من سوريا من أسرة مسيحية، وكنت متزوجة من رجل أعمال، ولكن تم الانفصال فى عام 2011، وتوفى فى أحداث الثورة فى سوريا من قبل المعارضة لأنه كان مساندا لنظام بشار الأسد, اعتنقت الإسلام بعد زواجى وأصبحت مسلمة، فواجهت العديد من المشاكل بسبب اعتناقى الإسلام وتهديدات كثيرة من أسرتى فى سوريا، لذلك رحلت إلى الولايات المتحدة وقمت بعمل لجوء سياسى بالأمم المتحدة، ومقيمة فى معسكر  بالكاريبى فى ميامى بمفردي. تعبت كثيرا ولا ارغب فى العودة إلى سوريا مرة أخرى.

إننى أتمنى أن يكون هناك تعاون بيننا إن شاء الله. اننى ابحث عن شريك لمساعدتى شخصيا فى عمل مشروعات عقارية وفنادق بإحدى دول الشرق الأوسط برأس مال 11.7 مليون دولار.أنا أرغب فى التعرف عليك أولا قبل أن أشرح الموضوع بالكامل وأنا فى انتظار بياناتك فى انتظار بياناتك الشخصية للتعارف ( الاسم والجنسية ومجال العمل ورقم الهاتف)، أشكرك جزيلا.. ملك الشايب.. بريدى الإلكتروني:  [email protected] هذه عينة من مئات الرسائل التى تصل منذ سنوات على بريدى الإلكترونى، جميعها من سيدات مات عنهن أزواجهن فى الحرب الأهلية السورية، وجميعهن قد ورثن ملايين الدولارات، وقبل استشهاده قام بتحويل هذه الأموال إلى أمريكا أو إلى أوروبا، وصاحبة الرسالة (مسيحية أو مسلمة) تطالبك بمساعدتها فى تحرير وديعة زوجها، أو مشاركتها بالمجهود فى تأسيس مشروع استثمارى كبير.
أذكر أن الرسالة تؤكد فيها السيدة أن زوجها ترك لها أولادًا لكنهم مازالوا صغارا فى سن الطفولة، لذلك هى تفكر فى اقامة مشروع استثمارى لكى تقوم على تربيتهم، ومعظم الرسائل تطالبك بأن ترسل بياناتك كاملة، وأن تحكى عن حياتك وظروفك الاقتصادية والاجتماعية، وكما تدعوك إلى التعارف لكى تستكمل معك مشوار حياتها، فهى أرملة ومازالت فى ريعان شبابها وتحتاج

لرجل تثق فيه وتعيش فى كنفه وحمايته.
بالطبع معظم الذين يمتلكون بريدا إلكترونيا يتلقون هذه الرسائل، وأظن ان أغلبهم قد قرأوها، وربما فكر بعضهم فى التجاوب مع هذه الأرملة طمعا فى الهجرة أو فى الثروة التى تركها لها زوجها، وربما تجاوب البعض بالفعل وكتب رسالة طويلة عريضة حكى فيها جميع ظروفه الاقتصادية والاجتماعية، وتضمنت رسالته جميع بياناته الشخصية، وربما تكون الأرملة السورية قد بادلته الرسالة بأخرى، وطرحت عليه العديد من الأسئلة، تضمنت بعض الاستفسارات عن أحوال البلاد والمظاهرات والتفجيرات وموقفك من الجيش والشرطة، ورأيك فى محاربة الإرهاب فى سيناء، وفى هدم الأنفاق وإقامة منطقة عازلة، وغيرها من الأحداث، وبالطبع ستقوم بالرد وتحكى لها بالتفاصيل المملة.
لا أخفى عليكم أن هذه الرسائل قد تكون من أجهزة أمنية أو مخابراتية لدول تناصب مصر العداء وتحمل لها الكراهية، وما يقوى ظنونى هذه ما نعرفه عن المرأة السورية من العفة والإباء والكرامة، أو كما يقولون: تموت الحرة ولا تأكل بثدييها»، ونصوص هذه الرسائل تتعارض تماما مع صورة المرأة العربية السورية.
من هنا نحذر شبابنا من الانجرار خلف هذه الرسائل، ونأمل أن تنتبه الأجهزة الأمنية (المخابرات وأمن الدولة) إلى النوافذ التى يحاول أعداء مصر الدخول بها إلى عقول شبابنا.

[email protected]