رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تشويه الأحزاب السياسية

ما هى المعارضة؟، وهل الأحزاب التى كانت فى كرسى المعارضة خلال النظام السابق فرض عليها أن تظل على نفس المقعد؟، ما السر وراء تشويه الأحزاب الموجودة على الساحة القديم منها والحديث؟، ولماذا احترف البعض عملية تشويه هذه الأحزاب بالكتابة وبالتصريحات فى الفضائيات؟، هل ينفذون مخططا لإقصاء الأحزاب عن أغلبية برلمانية؟، ولمصلحة من؟، هل هؤلاء يقومون بتنفيذ أجندة لبعض رجال الأعمال؟، هل ينفذون مخططا للأجهزة الأمنية؟، لماذا سعى البعض إلى تشويه وتحطيم وإقصاء الأحزاب المصرية؟.

منذ فترة ليست بقصيرة ونحن نتابع البعض فى الصحف والفضائيات يشنون حملة شرسة ومشبوهة على الأحزاب السياسية، والإلحاح على أنها ضعيفة، وأنها لا تمتلك كوادر، وأنها مجرد أندية، وأنها لا تمتلك مقومات التواجد فى الشارع، وأنها لا تمتلك رؤية أو برنامجا للحكم، كما أنها لا يمكن أن تشكل حكومة قوية أو ائتلافا يصمد ويعمل على النهوض بالبلاد.
والذى يتأمل هذه الاتهامات على إجمالها من المفترض أن تطرأ فى ذهنه بعض الأسئلة، منها: هل الأحزاب والتكتلات السياسية بهذا السوء؟، هل بالفعل مجرد أندية ولا تمتلك كوادر ولا تصلح لأى شىء؟، وإذا كانت الأحزاب والتكتلات السياسية، القديم منها والحديث، القوى منها والضعيف، بهذا السوء، فمن الذى يصلح لإدارة البلاد؟، ولماذا يصنفونها دائما فى خانة المعارضة؟، وهل كتب عليها ان تظل فى مقاعد المعارضة؟، ولمصلحة من تشويه وتحطيم الأحزاب؟، ولمصلحة من يفسحون الطريق للحصول على أغلبية وتشويه الحكومة؟، ولماذا أغلب من يقومون بعملية التشويه يتبعون الأجهزة الأمنية؟، هل المطلوب اقصاء الأحزاب الوطنية لكى يركب البلاد بعض رجال الأعمال؟، هل الهدف من هذه العملية اعادة انتاج النظام السابق؟، هل يسعون إلى تفصيل برلمان يعيد نظام حكم الفرد؟، هل يخططون إلى تشكيل برلمان يتشابه وبرلمانات نظام مبارك والسادات؟
المفترض أن المراكز السياسية تتساوى بعد قيام الثورات بين جميع القوى السياسية فى البلاد، فقد أطاحت الثورة بالنظام السائد واتيحت الفرصة لجميع القوى السياسية لكى تشارك فى النظام الجديد، والناخبون هم الذين سوف يختارون من يمثلهم فى البرلمان ويشكل الحكومة، بمعنى آخر بعد قيام الثورة لم يعد هناك خانة للمعارضة وأخرى للحكومة، بل أصبح هناك قوى سياسية، وهذه القوى، كانت حزبية أو تكتلات أو جماعات، لا يمكن تصنيفها إلى معارضة وحكومة، وقيام البعض بتسميتها بالمعارضة يعنى أنه هؤلاء

يمثلون النظام السابق، النظام التى ثار الشعب ضده، حيث يجترون التصنيفات القديمة التى كانت سائدة قبل إطاحة الشعب بالنظام، بمعنى آخر إن الذين يحاصرون الأحزاب والقوى السياسية فى خانة المعارضة هم فلول النظام السابق، ويقومون بتشويه الأحزاب لكى يدعموا فلول النظام السابق، أو أنهم أدوات للنظام الحالي، يحاولون التكريس لرجاله وإفساح الطريق لهم لكى يستولوا على مؤسسات الدولة ككل، فيشوهون الأحزاب ورجالها وقدراتها لكى يقبل العامة على رجال النظام الحاكم ويختارهم كأغلبة فى البرلمان لتشكيل حكومة على مقاس الحاكم، تماما مثلما حاولت جماعة الإخوان بتمكين رجالها فى جميع مؤسسات الدولة.
ضعف الأحزاب السياسية من ضعف جميع القوى السياسية فى البلاد، ومرجعه الحصار والقيود التى فرضها النظام السابق عليها، فالأحزاب والقوى لم تختبر سياسيا طوال نصف قرن لأنها كانت مقيدة ومكبلة فى مقراتها، بعد قيام الثورة وازاحة النظام السابق برجاله الذين أفسدوا، المفترض أن تتولى هذه الأحزاب إدارة البلاد بقدر قوتها وثقل كوادرها وحجم برامجها، اما أن يقوم البعض بتشويهها وكسرها وتحطيمها والترويج بعدم صلاحيتها، فهذا يعد خيانة للثورة وللشعب المصرى، لأنه يعنى بالضرورة أن الشعب قد أخطأ بثورته على النظام السابق، وعليه إعادة رجاله مرة أخرى لأن الأحزاب التى كانت فى خانة المعارضة لا تصلح لإدارة البلاد، وهذا الترويج يشيع الفساد والفتنة والفوضى فى البلاد بين المواطنين.
من هنا الأحزاب المصرية، خاصة القديم منها: الوفد، والتجمع، والناصرى، مطالبة بالتصدى لهذه المجموعة المؤجرة لتشويه صورة القوة السياسية، مطالبة بفضح هؤلاء وكشف جهلهم ومخططاتهم للشعب المصرى.
[email protected]