رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

النحاس باشا ناظر الوقف

أهداني الصديق الأستاذ نبيل الجداوى وكيل أول وزارة سابق بالهيئة العامة للاستثمار، بعض الخطابات والكروت التى أرسلها الزعيم مصطفى باشا النحاس إلى جده الشيخ أحمد إبراهيم الجداوى رئيس محكمة طنطا الابتدائية الشرعية آنذاك، الكروت كانت بمناسبة مرض ألزمه الفراش فأرسل له الشيخ الجداوى كمية من الفستق، ونصح النحاس ان يأكله لأنه يعالج البرد، فأرسل النحاس للشيخ الجداوى كرتا يشكره فيه ويؤكد قبوله الهدية.

وبالنسبة للرسائل فهي موجهة من الزعيم النحاس إلى الشيخ الجداوى، أحدهما مؤرخ بتاريخ 9 مايو 1936، وهو نفس التاريخ الذي شكل فيه النحاس حكومته الثالثة، والخطاب الثاني كتب فى 2 نوفمبر 1936. 
وأهمية الرسالتين اللتين احتفظ بهما الشيخ الجداوى، وأهدانى إياهما حفيده الصديق نبيل الجداوى، فى أن الرسالتين تلقيان الضوء على جزء خفى بحياة النحاس باشا، وهو أنه قد تولى نظارة وقف مثله كسائر النظار، وهو وقف البدراوى باشا فى مدينة سمنود، ووقف السيد بك عبدالعال بسمنود أيضا، فقد رشحه الشيخ الجداوى لتولى النظارة ربما لأن الوقفين يتبعان المدينة التى ولد ونشأ فيها النحاس باشا. 
والمدهش فى الأمر قبول الزعيم مصطفى النحاس هذه الوظيفة، فى وقت يتولى فيه فاروق مملكة مصر تحت مجلس وصاية لعدم بلوغه سن الثامنة عشرة، وقيام النحاس بتشكيل حكومة تتوافق والمجلس وثقافة الملك الشاب، والمدهش كذلك أن يقبل نظارة الوقف فى ظل وجود وزير للأوقاف فى حكومته الجديدة وهو محمد باشا صفوت، ووسط انشغاله هو بعدة وظائف وهى رئاسة الوزارة ووزارة الداخلية ووزارة الصحة العمومية.
فى 9 مايو 1936 كتب النحاس للشيخ أحمد الجداوى رئيس محكمة طنطا الشرعية، التى كانت مكلفة بالإشراف على الوقف الخيرى وتعيين نظاره آنذاك بمديرية الغربية، يقول له: «حضرة صاحب الفضيلة الشيخ أحمد الجداوى رئيس محكمة طنطا الابتدائية الشرعية، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد فقد وصلنى خطابكم المؤرخ 15 صفر 1335(6 مايو 1936) الذى تطلبون منى فيه قبول نظارة وقف البدراوى باشا نزولا على رغبة علماء سمنود وأعيانها وأعيان أبى صير(قرية تتبع مدينة سمنود)، وإنى بالرغم من المهام الكثيرة التي تشغلني وأشرتم فضيلتكم إليها، لا يسعني إلا تلبية هذه الرغبة وقبول نظارة هذا الوقف رعاية للمصلحة العامة

التى أحرص عليها فى كل المناسبات وأقدمها على جميع الاعتبارات الأخرى، والله أسأل أن يوفقني إلى ما فيه خير الوقف، وتحقيق صالح المستحقين من ذرية الواقف ومن الفقراء واليتامى والمساكين، وتفضلوا فضيلتكم بقبول احترامي,, مصطفى النحاس، 9 مايو 1936».
بعد ستة أشهر من عمله ناظرا لوقف البدراوى، عرض الشيخ الجداوى رئيس محكمة طنطا الابتدائية الشرعية، نظارة وقف المرحوم السيد بك عبدالعال ( تابع لمدينة سمنود أيضا) ووافق النحاس باشا:
« مصر الجديدة فى يوم الاثنين 22 نوفمبر 1936، حضرة صاحب الفضيلة رئيس محكمة طنطا الابتدائية الشرعية، السلام عليكم ورحمة الله، وبعد، فردا على خطاب فضيلتكم المؤرخ 31 أكتوبر الماضى( قبل يومين من تحريره الرسالة) أتشرف بإبلاغكم أنى نزولا على رغبة أهالي سمنود، من علماء وأعيان وتجار وغيرهم الذين التمسوا من فضيلتكم إسناد نظر وقف المرحوم السيد بك عبدالعال إلينا بعد الحكم ابتدائيا واستئنافا بعزل ناظره السابق، وعلى تقدير فضيلتكم لا يسعنى رغم مشاغلي العديدة إلا القبول خدمة للصالح العام وبرا بالمستحقين، وتفضلوا بقبول فائق الاحترام، مصطفى النحاس».
أظن أن الباحثين مطالبون بأن يلقوا الضوء على هذا الجانب من حياة النحاس، ويوضحوا لنا المدة التى شغل فيها وظيفة ناظر وقف، ومدى كفاءته على إدارة الوقف؟، وكيف ترك هذه الوظيفة؟، هل عزل منها بعد تركه الوزارة وغضب القصر عليه؟، كما أنهم مطالبون بجمع وثائق هذه الفترة ودراستها بما يتوافق والظروف السياسية والاجتماعية والثقافية والقانونية آنذاك.

[email protected]