عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مقبرة للمسلم والكتابي

عندما كنت أقرأ فى مسألة دفن المسلم مع غير المسلمين فى مقبرة واحدة، اكتشفت أن القضية ليست فى توفير الأدلة الشرعية لحسم هذه المسألة، بل فى بعض

الأدلة التى أوردها الفقهاء، حيث يترتب على بعض هذه الأدلة إشكالية فى ظنى أخطر وأهم من حكم الشرع فى دفن المسلم مع المسيحى أو اليهودى او البهائى أو البوذى أو الصابئى أو مع الدرزى أو حتى مع الملحد، المشكلة الحقيقية فى أن بعض أو أغلب فقها المسلمين يرون أنه من أسباب التفرقة فى القبور هو عدم تأثر الميت المسلم بالعذاب الذى يقع على غير المسلم، الفقهاء المسلمون يرون أن غير المسلم يتعذب طوال اليوم فى قبره، ودليلهم على هذا العذاب قوله تعالى فى آل فرعون: «النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ــــ غافر: 46»، قال المناوى فى فيض القدير شرح الجامع الصغير: «فإن الميت يتأذى ويتضرر بجار السوء، وتختلف مراتب الضرر باختلاف أحوال المتضرر: شدة تعذيبٍ أو نتن ريحٍ أو ظلمة أو غير ذلك.
وقد قال الإمام النووى فى المجموع: «اتفق أصحابنا على أنه لا يدفن مسلمٌ فى مقبرة كفار، ولا كافرٌ فى مقبرة مسلمين»،وقال الشيرازى فى المهذب: «ولا يدفن كافر بمقابر المسلمين ولا مسلم فى مقبرة الكفار»، وقال الشربينى فى مغنى المحتاج: «ولا يجوز دفن مسلم فى مقبرة الكفار ولا عكسه وإذا اختلطوا دفنوا فى مقبرة مستقلة»، وقال الرملى بنحوه فى نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج.
وقال أبو النجا الحجاوى فى الإقناع: «ولا يجوز أن يدفن المسلم فى مقبرة الكفار، ولا بالعكس»، وقال: «يلزم تمييز قبورهم عن قبورنا تمييزًا ظاهرًا كالحياة وأولى، وينبغى مباعدة مقابرهم عن مقابر المسلمين وظاهره وجوبًا؛ لئلا تصير المقبرتان واحدة؛ لأنه لا يجوز دفنهم فى مقابر المسلمين، وكلما بعدت عنها كان أصلح».
هذا رأى الفقهاء القدامى، ماذا عن المتصدين للفتوى فى العصر الحديث؟، الحقيقة الوضع لم يختلف كثيرا، حيث اتفقوا على عدم الجمع بين المسلم وغير المسلم فى مقبرة واحدة، ففى سنة 1964 اتخذ أهالى سيدى سالم بمحافظة كفر الشيخ مكانا واحدا لدفن موتاهم، وقبل أن يستخدموها قيل لهم ارجعوا إلى حكم الشرع: هل يجوز الجمع بين المسلم وغير المسلم فى مقبرة واحدة؟، فأرسلوا إلى الشيخ أحمد هريدى مفتى الديار المصرية، فقال: المنصوص عليه فقها أنه يجب أن تخصص مقبرة لدفن موتى المسلمين ولا يجوز أن يدفن غير المسلم فى مقبرة المسلمين، ولا أن يدفن المسلم فى مقبرة غير المسلمين.
ووجه نفس السؤال إلى الشيخ جاد الحق 1979 وقال: المنصوص عليه شرعا أنه لا يجوز دفن جثة الميت المسلم فى مقابر المسيحيين. كما لا يجوز دفن جثة الميت المسيحى فى مقابر المسلمين، هذا إذا تعينت جثة الميت المسلم من جثة الميت المسيحى، إما إذا اختلطت جثث الموتى المسلمين مع جثث موتى المسيحيين ولم تعرف جثة الميت المسلم من جثة الميت المسيحى. فإنهم يدفنون جميعا فى مقابر المسلمين تغليبا لجانب المسلمين على المسيحيين. كما أنه لا يجوز شرعا دفن أكثر من ميت فى قبر واحد إلا للضرورة».