رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دعم علاج الفقراء

المتعارف عليه أن الدولة كما تدعم الوقود والخبز والمواصلات ومياه الشرب والكهرباء والغاز، تدعم أيضا العلاج فى المستشفيات وفى هيئة التأمين الصحى، وكما يذهب الدعم فى الوقود والكهرباء إلى غير مستحقيه، ويستفيد منه الأغنياء بشكل كبير، يذهب كذلك دعم العلاج لغير مستحقيه، أو كما يقال لا يستفيد من دعم العلاج القادر وغير المحتاج أكثر بكثير من المحتاج.

وخطورة هذا الملف ليست فى إهدار الأموال المخصصة على دعم علاج المحتاجين فحسب، بل فى حرمان المريض الفقير من الاستفادة بمميزات الدعم، أو حصوله على قدر يسير بمشقة كبيرة، أو استفادته بالقدر اليسير بعد إنفاقه بعض المبالغ لكى يصل لدرجة من الاستفادة.
نذكر بعض الحالات التى تخرق عدالة الاستفادة، على سبيل المثال: العلاج على نفقة الدولة فى الخارج والداخل يشمل النخب من وزراء وفنانين وكتاب وغيرهم من الفئات القادرة ماديا، وليس ممن يحتاجون بالفعل المساعدة، فليس جميع النخب قادرة ماديا وتعالج على نفقة الدولة، وبعضها قادر ويعالج على نفقة الدولة.
- أغلب الأطباء الذين يعملون فى التأمين الصحى لهم عياداتهم الخاصة، وبعضهم يستغل وظيفته فى تشغيل العيادة، حيث يذهب له المريض فى عيادته مرة كل شهر أو كل شهرين يسدد قيمة الكشف، لكى يسهل له الكشف فى التأمين وصرف العلاج الذى يحتاجه، الطريف أن بعض هؤلاء الأطباء من محدودى الكفاءة، رغم هذا تتجاوز الفيزيتا فى عياداتهم الـ150 جنيها، القادر على تسديد هذا المبلغ يمكنه الحصول على حقه فى الكشف وصرف الدواء من التأمين الصحي، وهذه المشكلة ليست بين أطباء التأمين الصحى والمستشفيات الحكومية فقط، بل تجدها فى عيادات أساتذة الجامعة كذلك، حيث يستغل بعضهم عمله بالمستشفى الجامعى لتشغيل عيادته، ويقال إن أغلب الحالات التى تدخل المستشفى فى الأقسام المجانية يتبعون عيادات الأساتذة.
- المراكز الطبية الحكومية المتخصصة، مثلها كسائر المستشفيات الحكومية ومستشفيات التأمين الصحى، يستغل بعض الأطباء فيها وظيفتهم لتشغيل عياداتهم، مركز السكر، والكبد، والقلب، وعلى وجه التحديد معهد

الكبد، المريض يذهب إلى الطبيب فى العيادة أولا لكى يفوز بحقه فى العلاج المدعم، وتستمر زيارته للعيادة شهريا طوال فترة علاجه من الفيروس لكى يسهل له صرف العلاج أسبوعيا أو كل شهر، وغير القادر ماديا عليه أن يتحمل الروتين ويقف فى الطوابير للحصول على حقنة والكبسولة.
- أطرف ما سمعت أن طبيبا من المسئولين عن مشروع علاج فيروس سى الجديد، الفيزيتا فى عيادته وصلت 600 جنيه، نعم 600 جنيه، لماذا؟، هل لأنه قد توصل لعلاج يقضى على الفيروس أم لأنه ولأنه ولأنه؟.
- يقال أيضا إن معهد القلب التابع للحكومة أغلب المرضى زبائن من عيادات بعض الأطباء العاملين بالمعهد، ويقال إن الفيزا فى العيادة وصلت 200 و300 جنيه.
- وحدة العناية التابعة لجامعة القاهرة، يقال أيضا أن إغلب المرضى زبائن من عيادات الأساتذة العاملين بالوحدة، والفيزا تجاوزت الـ200 جنيه شهريا.
هذه بعض الحالات لبعض الأطباء، لكن يجب أن نؤكد هنا أن هناك أطباء فى غاية النبل والإنسانية، يعامل المريض فى محل وظيفته كما يعالجهم فى عيادته، ومنهم من لا ينساق للجشع ومازالت قيمة فيزته يتحملها الجميع.
والحال على ما وضحنا كيف يصل الدعم لمستحقيه؟، ما هو السبيل لعلاج الفقراء؟، متى يحصل الفقراء على حقهم من دعم العلاج دون مشقة أو رشوة فى صورة فيزيتا؟.

[email protected]