رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كيلو أجنحة فراخ لو سمحت

قبل انتخاب المشير عبدالفتاح السيسى بفترة، تلقيت رسالة من محاسب خدم مصر 31 سنة، يحكى فيها ظروفه المعيشية قبل وبعد تقاعده، وطالبني يومها بأن أنشرها وأوجهها للمشير السيسى باعتباره مرشحاً للرئاسة، لأنها حسب تأكيده تمثل حال معظم المتقاعدين، وقد نشرتها بالفعل، واليوم أعيد نشرها لكي يتذكر وينتبه الرئيس السيسى للظروف القاسية التى تمر بها الأسر التي تقاعد ربها:

« أستاذ علاء عريبى.. تحية طيبة وبعد، تابعت ما كتبته عن حد ادني للمعاش، بالمصادفة وجدت مقالك فى نص صفحة لجريدة الوفد لف لى فيها بائع الخضار خضراوات، شد انتباهي مقالك، نفضت الورقة وقرأت المقال، تعرف يا أستاذ علاء المبلغ الذي اقترحته 2500 جنيه كحد أدنى للمعاش، والله لا يكفى لكى تعيش الأسرة حياة كريمة أو كما تقول آدمية، ودون أن أطيل عليك سأروى لك تجربتي قبل وبعد التقاعد لكي تستخلص أنت مبررات ما قلته سابقا، أنا يا سيدى تقاعدت منذ شهور بسيطة، وآخر راتب تقاعدت عليه كان خمسة آلاف و400 جنيه، ولدى من الأولاد ثلاثة جميعهم شباب في الجامعات، صدقني إذا قلت لك إن راتبي لم يكن يكفى مصروفاتنا الشهرية، حيث إننا بعد ان تصدعت العمارة التي كنا نسكن بها انتقلنا إلى شقة إيجار جديد، قيمة الإيجار الشهري ألف و500 جنيه، أضف لها قيمة فاتورة الكهرباء والغاز والمياه والتليفون، كان يتبقى لنا حوالي 2500 جنيه، وكنا مطالبين بأن نعيش بها، نأكل ونركب المواصلات وندفع الدروس والمذكرات، ونشترى كسوة الصيف والشتاء، كيف؟، بالجمعيات وغيرها، وطبعا تعرف غيرها جيدا وهو الاستغناء عن بعض الاحتياجات الأساسية، اللحوم نشترى اثنين كيلو نقسمه على أربع مرات ونشترى فرختين، أغلب البيوت تفعل هذا وكنا نشترى العيش المدعم الذى لا يصلح للحيوان، الحمد لله كانت ماشية، هنعمل إيه؟، الناس كلها كده.
المهم بعد أن تقاعدت فوجئت بأن معاشي 800 جنيه لا غير، قل بالله عليك ماذا أفعل بها؟، وكيف ألبى بها احتياجات الأسرة؟، وكيف أسدد قيمة إيجار الشقة، تعرف ماذا فعلنا؟، أحكى لك: بحثنا عن شقة غرفتين وصالة فى العديد من الأحياء بمبلغ مائة جنيه فى الشهر، وللأسف لم نجد، ذهبنا إلى إحدى المناطق العشوائية ونجحنا بحمد الله فى العثور على شقة غرفة وصالة بمائة وعشرة جنيهات، ومنعنا تماما اللحمة والفراخ التي كنا نشتريها، ومنعنا دخول

السمن، وتجنبنا الخضراوات المكلفة، وبعد ان كنت أرتدى بدله أصبحت أخرج بقميص وبنطلون، وأولادي اكتفوا بالجينز يختبئون فيه، عندما يمرض احدنا نذهب إلى الصيدلية يصف لنا الصيدلي العلاج ونكتفي بشراء شريط فقط، وقد بحثت عن عمل رغم كبر سنى، والحمد لله كما يقولون ألقط رزقى.
تعرف يا أستاذ علاء ، كان نفسي بعد السنين اللى قضيتها فى خدمة بلدى أن أرتاح فى شيخوختي ولا أحتاج أو أمد يدي لأحد، صدقني إذا قلت لك إنني أشعر بالانكسار والهزيمة والذل لأنني لم اعد قادرا على توفير الطعام لأولادي، بعد 31 سنة خدمة لمصر يا أستاذ علاء ننام بدون عشاء أو نأكل العيش الحاف، نشترى الأجنحة من السوق.
هحكيلك على منظر لم أنسه فى حياتى، فى أحد الأيام نزلت السوق لأشترى نص كيلو أجنحة للأولاد، وعندما كان الفرارجي يلف لى الأجنحة لكى يعطيها لى، انشقت الأرض ودخل أحد الزملاء في العمل المحل لكى يشترى فرختين، وهو يسلم على ويسأل عن أحوالي، قال لى الفرارجي: خد الأجنحة بتاعتك يا حاج، اندهش زميلي وأنا ارتعشت من الخزي والذل، وأخذت الكيس وحييته ورحلت دون أن أكمل حديثى معه، والله يا أستاذ علاء بكيت وأنا أسير ولم أحك لأولادي الموقف.
أستاذ علاء، بلغ الفريق السيسى والحكومة والناس أجمع، نحن المتقاعدين نشعر بالمهانة والذل، نرجوكم، نرجوكم أن تعيدوا لنا كرامتنا وآدميتنا، نحن كنا نخدم مصر، وشبابنا ضاع فى خدمتها، لماذا تهينوننا وتكسروا أولادنا، أستاذ علاء أرجوك ألا تنشر اسمي، ربنا يتولانا برحمته ويخرجنا منها على خير».

[email protected]