رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الديب والكاتب محمد أمين

اندهشت جدا عندما قرأت خبر تقديم المحامى فريد الديب بلاغا إلى هيئة المحكمة ضد الكاتب والصديق محمد أمين ، يتهمه فيه بإهانة المحكمة، وعرفت ساعتها أنه بدأ مرافعته فى قضية القرن بقراءة مقال الصديق، ثم قام بتسليم هيئة المحكمة نسخة من الجريدة ونسخة من البلاغ بتحريك الدعوى ضد الكاتب.

بعد فترة قصيرة عدت مرة أخرى للخبر، وكان منشورا فى بوابة الأهرام الخبرية، وحاولت أن أتابع ما كتب حول القضية فى المواقع الخبرية، وفى المساء جلست لمتابعة الخبر فى البرامج الخبرية، بماذا خرجت؟.
للأسف الشديد هذه القضية أثارت لدى سؤالين، الأول خاص بالمحامى فريد الديب، وهو: لماذا اختص الكاتب محمد أمين دون غيره ولم يحرك الدعوى ضد العديد من الكتاب الذين كتبوا ضده فى نفس اليوم وخلال الأيام السابقة، وتمادوا فى الهجوم عليه إلى حد السب والقذف؟، لماذا حرك الدعوى ضد محمد أمين الذى لم يسبه أو يقذفه؟
فى ظنى أن فريد الديب عمل بالمثل الشعبى القائل: اضرب المربوط يخاف السايب، حيث أن الديب اختار الكاتب محمد أمين على وجه التخصيص لاعتبارات عديدة، أهمها أنه ليس ضمن شلة، وان تقديمه للنائب العام لن يثير جلية ضده كبيرة، فى الوقت نفسه سوف يؤدى الأثر المطلوب وهو زرع الخوف فى قلوب الكتاب الذين يخشى مواجهتهم بشكل مباشر.
السؤال الثانى الذى خرجت به من متابعة قضية الديب والكاتب محمد أمين، هو: الشللية التى تسيطر على الإعلام وتوجهه، للأسف الشديد لم تذكر معظم الصحف والقنوات الفضائية خبر تحريك الدعوى ضد الكاتب محمد أمين، لماذا؟، لأنه ليس عضوا فى شلة من الشلل التى تسيطر على الإعلام المصرى.
تعالوا نعود بالذاكرة لبعض الوقائع التى حركت فيها دعاوى ضد بعض الصحفيين وبعض الكتاب الأعضاء فى شلة بعينها أو الكتاب والصحفيين التابعين للفكر اليسارى أو الناصرى، ما الذى يحدث: إذا كان المشكو فى حقه رئيسا للتحرير، يذهب إلى دار القضاء العالى وسط مجموعة من شباب الصحفيين فى جريدته، يحملون لافتات تندد بحبس الصحفيين، وبتقييد الحريات، وكسر الأقلام الشريفة المناضلة، ويهتفون لصالح الحريات، وحرية التعبير، ويصاحب رئيس التحرير بعض أصحابه من نقابة الصحفيين، قبل ذهابه يتصل ببعض أصحابه فى الفضائيات يرسلون كاميرا ومراسلاً، وتقوم القنوات بتغطية الهتافات واللافتات، ويقف بطل الحريات الذى يواجه الحكومة والفساد بصدر جسور وقلم كالمشرط، يقف أمام الكاميرا يعلن صموده وتحديه، ويحول قضيته «السب والقذف» من قضية شخصية إلى قضية رأى عام، ويؤكد تصديه لمن يحاولون تقييد الحريات وقمع الكتاب وقصف الأقلام، ويقدم نفسه شهيدا

من أجل حرية التعبير وعدم حبس الصحفيين والإعلاميين، وتنتقل الكاميرا من البطل المغوار إلى أحد أعضاء نقابة الصحفيين، ويكرر علينا نفس أو بعض ما قاله البطل، مؤكدا مساندة النقابة بمجلسها الموقر للبطل الكاتب الكبير فى معركته ضد تقييد الحريات، ويقرأ بعض فقرات من البيان الذي أصدرته النقابة، والذى تم توزيعه على الفضائيات والصحف والمواقع الخبرية، بعدها تنتقل الكاميرا إلى أحد المحامين من نفس التيار السياسى أو من الذى يكتبون فى جريدة بطل مصر فى الحريات لمسافات طويلة، ويعلن مساندة نقابة المحامين أو المعلمين أو الأطباء مع بطل مصر وكاتبها ومناضلها، ويكرر بعض ما قيل ويقال، بعدها تنقل الكاميرا إلى أحد القيادات الحزبية التابعة للتيار الفكرى والسياسى، ويكرر نفس المقولات الحنجورية، وفى المساء يعقد أعضاء الشلة فقرة بالبرامج يتصدون فيها لقضية بطل مصر فى الحريات للمسافات الطويلة، ويؤكدون رفضهم لتقييد الحريات وقصف الأقلام، وحبس الصحفيين، وفرض السيطرة والهيمنة على وسائل الإعلام، ويطالبون بإلغاء القوانين المقيدة للحريات، والمواد التى تعاقب الصحفيين والكتاب بالحبس، فى الصباح يتصدر خبر البطل المغوار الصفحات الأولى، وتعلن الصحف التابعة للشلة «مع بعضينا» مساندتها لبطل مصر فى الحريات لمسافات طويلة، ورفضهم حبس الصحفيين والكتاب، وتقييد حريات التعبير.
محمد أمين مثل حلاتى ليس عضوا فى شلة ولا يجيد تكوين الشلل، ولا يمتلك قدرة التقرب لأعضاء الشلة، لهذا غاب خبر تحريك الديب دعوي ضده عن الصحف والفضائيات، ولهذا اختاره فريد الديب دون غيره ممن لا يمتلك القدرة على مواجهتهم إعلاميا، فتحريكه الدعوي على أحدهم سوف يمنع عنه المياه والهواء فى الصحف والفضائيات، ولن يظهر بها قبل أن يسحب شكواه ويقدم اعتذاره لعضو الشلة.

[email protected]