مستشفي العباسية
منذ أكثر من عام بعد صدور قانون الصحة النفسية، تلقيت رسالة من أحد الأطباء المصريين، حذر فيها من محاولة الحكومة هدم مستشفي العباسية للأمراض النفسية وبيع أرضه لرجال الأعمال، وقد نشرت نص الرسالة تحت عنوان"طبيب من مصر"، وبعد أيام نفت الحكومة نيتها في هدم مبني المستشفي أو نقله لمكان آخر.
وأكدت أنها مجرد شائعات، واليوم بعد أن أعلنت الحكومة نيتها عن نقل المستشفي إلي مدينة بدر، وتحويل موقعه إلي عدة مولات، وجب علي أن أعيد نشر بعض من نص رسالة الطبيب التي نشرتها من أكثر من عام، والتي تؤكد كذب الحكومة، وقد كتبت يومها أقول:"من أحد الأطباء الشرفاء في هذا الوطن وصلتني هذه الرسالة :"لاعتبارات الأمان الشخصي اسمح لي بألا أذكر اسمي أو أي بيانات عني، سيدي أتشرف أن أرفق لسيادتكم نسخة من القانون رقم 71 لسنة 2009 والمزمع تطبيقه خلال الفترة القادمة، وهو يعتبر تجسيداً صارخاً للفساد المنتشر ببلادنا، والذي يمكن فئة من الاستيلاء علي أرض مستشفي العباسية للأمراض النفسية، والتي تقدر بمليارات من الجنيهات.
صدر القانون مؤخراً(في 14 مايو 2009) تحت مسمي قانون رعاية المريض النفسي، وبموجبه سيتم تسريح كافة المرضي النفسيين والعقليين من المستشفيات الحكومية، ولن يسمح ببقاء أي مريض بالمستشفي بحد أقصي ستة أشهر، بغض النظر عن كفاية علاجه وحالته وخطورته وفترة العلاج الواجب اتباعها، بدعوي عدم استيعاب المستشفيات لكافة المرضي، وكذلك حماية للمرضي من إيذاء الممرضين والمعالجين، وأنا في قلب المستشفي أؤكد لسيادتكم أنه صرح عظيم، وإن كان به بعض الانحرافات فهي فردية، يمكن التغلب عليها بمزيد من التدريب للممرضين والمتابعة والرقابة، وليس بإزالة المستشفي من الوجود، القانون الجديد سيؤدي إلي تفريغ هذه المستشفيات
سيدي برجاء المساهمة بأي صورة مشروعة في إلغاء هذا القانون حماية لهؤلاء المرضي المساكين، وحماية لتراب وأراضي هذا الوطن الذي ضاع الكثير منها هباءً، أطلب من سيادتكم التوجه بالنداء إلي السيد رئيس الجمهورية والسيدة الفاضلة سوزان مبارك، فهما وبحق سيمدان يدا العون لحماية هؤلاء المرضي المساكين من التشرد والضياع في الشوارع.، إلي هنا انتهي نص الرسالة، ولصاحبها أقول له: ربما سمع الرئيس استغاثتك منذ أكثر من عام، وربما سيسمعها اليوم، لكن في أغلب الأحوال سيهدم المستشفي وتباع الأرض لرجال الأعمال، والله الموفق.