رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لماذا لم يهرب علاء وجمال مبارك؟

أتفهم جيدا مبررات الرئيس مبارك للبقاء في مصر وعدم خروجه لبلد المنفى، فهو قد كبر في السن، وأصبح في سن الشيخوخة، وصحته لم تعد تساعده، والأيام المتبقية من حياته لم تعد كثيرة، والأفضل له أن يموت ويدفن في بلده بدلا من الموت في المنفى، لكن ما لا أفهمه ولا أجد له مبررا على الإطلاق، أن يظل جمال وعلاء وسوزان مبارك وأولادهم وزوجاتهم داخل مصر بعد تنحى الرئيس مبارك، لماذا لم يهربوا إلى الخارج؟، لماذا لم يفلتوا بأرواحهم وأموالهم؟.

لا شك أن وضع أسرة الرئيس مبارك بعد قيام الثورة أصبح محفوفا بالمخاطر، وكان من المنطقي قبل إعلان الرئيس مبارك تنحيه أن يجمعوا ما خف وزنه ويودعون بلدهم إلى بلد المنفى، وقد سمعنا بالفعل أن جمال وعلاء وأسرتهما والسيدة سوزان مبارك قد غادروا بالفعل إلى العاصمة البريطانية، وقيل إن جمال وأسرته والسيدة سوزان هم الذين سافروا، وعلاء وأسرته فضل البقاء بجوار والده، وسمعنا كذلك أن الرئيس مبارك استدعى جمال والسيدة سوزان، وطلب منهما العودة إلى البلاد.

وبغض النظر عما سمعناه وعما يتردد فالواقع يؤكد أن جمال وعلاء وأسرتهما والسيدة سوزان داخل البلاد ولم يغادروها، كما أن الواقع يؤكد كذلك أنهم واجهوا تحقيقات أمام النائب العام، وأنهم يواجهون تهماً بالتربح وسرقة أموال الشعب، واستغلال نفوذ، والاشتراك في قتل المتظاهرين إلى غير ذلك من الاتهامات السياسية والمالية، ناهيك عن الاتهامات التي سيواجهها جمال مبارك بصفته المسئول الأول (هو وبطانته) عن الفساد الذي شهدته البلاد في السنوات الماضية، حيث من المؤكد أن تصدر ضده أحكام تجعله يقضى السنوات الباقية له من العمر داخل السجن، وربما تطول هذه الأحكام زوجته وزوجة علاء وكذلك والدتهما، وهو ما يعنى هدم أسرتهما والحرمان من أولادهما، ويعنى أيضا الحياة داخل زنزانة والنوم على الأرض، أو كما يقولون: على البرش، ناهيك عن قضاء جميع أيامه مع الفئة أكثر سفالة وإجراما وانحطاطا في البلد، بعد أن كانوا يعيشون حياة رغدة يستجاب فيها لجميع طلباتهما.

أعتقد أن هذه الصورة قاتمة السواد السالبة لكل الحريات ولأي صورة من صور الآدمية، لم تغب لحظة عن فكر جمال وعلاء

وسوزان مبارك، ولا عن فكر زوجاتهما وأولادهما أثناء قيام الثورة، ولا حتى بعد تنحى الرئيس مبارك عن الحكم، وأظن كذلك أنهم كانوا على دراية  كفاية بنوعية المخاطر التي سيرونها مع بقائهما في البلاد، ابتداء من صيحات العامة، وهجوم الصحافة والفضائيات، والمطالبة بنصب المحاكمات، وصدور أحكام بالإعدام أو السجن مدى الحياة من العامة والنخب قبل عرضهم على القضاء، أضف إلى هذا رؤيتهم من كانوا يخدمون (من الخدم) يقومون بالهجوم عليهم سياسيا وإعلاميا وهم يتحولون في مواقفهم، ويا حبذا عندما يتابعون من داخل محبسهم ويسمعون ويقرأون ويشاهدون هؤلاء الخدم وهم يتصدون مشاهد الهجوم والسب، ويا سلام عندما يرتدى هؤلاء الخدم ثوب الثوار ويؤكدون في برامج التوك شوز أنهم كانوا ينتقدون وينصحون ويرفضون.

هذه الصورة كما قلت لم تكن بعيدة عن ذهنية جمال وعلاء وسوزان مبارك، ولا عن زوجاتهما، فلماذا لم يهربوا خارج البلاد؟، لماذا اختاروا البقاء؟، لماذا أقدموا على السجن وتشريد الأسرة؟، هل لثقتهم في براءة ذمتهم المالية؟، هل لأنهم لم يشاركوا في إدارة البلاد؟، هل لأنهم لم يكونوا ثروات تفوق دخلهم؟، لماذا اختار جمال وعلاء وأسرتهما والسيدة سوزان مواجهة هذه الصورة السوداء؟، هل لأنهم حصلوا على وعد من المجلس العسكري بعدم المساس بهم؟، هل المجلس العسكري وعدهم بمحاكمات صورية؟، ما هو نص الاتفاقية التي عقدها المجلس العسكري الحاكم مع علاء وجمال وسوزان مبارك مقابل عدم هروبهم إلى بلد المنفى؟.

[email protected]