عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السادة تنابلة البرلمان

فى عام 2009 بعد إعلان قرار فض الدورة البرلمانية لمجلس الشعب، نشر المجلس إحصائية عن عدد الجلسات والحضور، وعدد الاستجوابات المقدمة وأسئلة الإحاطة،

يومها توقفت أمام رقم شديد الطرافة والغرابة، وهو عدد السادة النواب الذين لم يتفوهوا بكلمة واحدة طوال الدورة البرلمانية، بمعنى آخر عدد النواب الذين لم يتقدم أحدهم باستجواب أو بيان عاجل، أو طلب إحاطة، أو استفسار طوال انعقاد الدورة البرلمانية، أو بمعنى ثالث النواب الذين كانوا يذهبون للبرلمان لكى يصرفوا بدل حضور الجلسات، وبدل الانتقال، ويتناولون الوجبات الساخنة ويوقعوا بعض الطلبات.
عدد هؤلاء السادة كان 35 عضوا، حوالي 10% من تعداد الأعضاء آنذاك، يومها لم أصدق الرقم، واتصلت ببعض الأصدقاء والزملاء الذين يتابعون البرلمان وأكدوا الرقم، وأتذكر أنهم وصفوهم بالنواب التنابلة، وقد حاولت أن أستوعب الحالة وأتفهم الوضع واتفق مع الزملاء بأنهم مجموعة من التنابلة بالفعل، لكن للأسف بحسبة بسيطة اكتشفت ان هذا الرقم قد يتضاعف إلى أكثر من نصف تعداد الأعضاء إذا احتسبنا بعض الأسئلة التافهة أو التي تخدم على مصالح مقدمها، وحاولت بقدر المتاح أيامها ان أصل لإحصائية المجلس عن الغياب والحضور، وعدد الأسئلة وطلبات الإحاطة المقدمة من كل عضو، والمبالغ التى صرفها كل عضو كبدل حضور أو كمكافأة شهرية، وحجم المبالغ التى صرفوها من خزينة البرلمان تحت عنوان سلفة او بدل مواصلات وانتقالات وسكن وغيرها، بحيث نلم بمصروفات كل عضو فى الدورة، وحجم الأموال التى تتكلفها الدولة، لكن لا أخفى عليكم أننى واجهت صعوبة فى الحصول على هذه الإحصائيات.
لهذا اكتفيت يومها بأن كتبت وطالبت بأن تقوم الدولة بإلزام الأعضاء التنابلة بإعادة جميع الأموال التي صرفوها من المجلس، مثل بدل الجلسات، وبدل الطعام، والسفر، والسكن، والانتقال، والقروض، كما طالبت بحرمانهم من المشاركة السياسية بالترشح أو التصويت مرة أخرى. لماذا؟
لأن هؤلاء النواب الـ 35 يمثلون دوائر مماثلة لعددهم، تضم آلافاً من المصريين وربما الملايين، ذهبوا

إلى صناديق الاقتراع واختاروهم لكي يتفاوضوا مع الحكومة حول حقوقهم في تشريع القوانين، وفى فرض الضرائب، وفى إيجاد فرص عمل لأولادهم، وفى توفير مرافق عامة وصيانتها، وإنشاء مصانع ومؤسسات، مدارس وجامعات، وفي توفير رغيف خبز صالح للاستهلاك الآدمي، اختاروهم لكي يضمنوا لهم علاجاً مجانياً، وكوب مياه نظيفاً، والتصدي للفساد والاحتكار والبطالة والركود، ويواجهون الذين استولوا على الأراضي الصالحة للزراعة والمعدة للبناء، اختاروهم لكي يشاركوا في صياغة واتخاذ القرار، لكن للأسف هؤلاء السادة كما دخلوا المجلس خرجوا منه، والذي يبحث وراءهم سيجدهم من الذين حضروا جميع الجلسات لكي يحصلوا على البدل المالي، ويجد أنهم قد سافروا في العديد من الرحلات والزيارات التي قام بها أعضاء المجلس، كما سيجد أن بعضهم لم ينضم لأية لجنة من لجان المجلس، أو أنه انضم والتزم الصمت مثلما يفعل داخل الجلسات العامة.
على أية حال يجب أن نضع بعض المواد فى لائحة البرلمان تلزم الأعضاء التنابلة بأن يردوا الأموال التى صرفوها او صرفت عليهم خلال الدورة البرلمانية، وان تسقط عضوية النائب الذي يمر شهر دون ان يشارك بطلب إحاطة او سؤال أو غيرها مما يساهم فى بناء وإصلاح هذا الوطن، البرلمان القادم يجب ان يخلو من النصابين والتنابلة وسماسرة التأشيرات وتجار الخدمات.

[email protected]