رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من الذي سيديرنا.. الأمن أم العسكر؟

الثورة وقد قامت، والرئيس وقيل إنه قد رحل، لماذا خرجنا بالأمس لميدان التحرير؟، هل لبطء القضاء وغياب العدالة؟، هل لانتشار فلول النظام؟، هل لكي نطالب بوضع حجر الأساس لنظام سياسي جديد؟، ما هي ملامحه؟، وما الذي نريده من النظام القادم؟، أن يضمن لنا المرتبات المرتفعة، والشقق ذات الأسعار المناسبة؟، أن يحقق لنا العدالة السريعة والناجزة؟ هل نريد منه أن يوفر لنا حقوقنا في التعليم، والعلاج، والعمل، والتقاعد، والتعبير، والاختلاف؟، هل ننتظر منه حرية وكرامة ووحدة وطنية؟، هل سيرعى التعددية الفكرية والدينية والحزبية؟، وما هو المطلوب من حكومة فلول النظام؟، وما الذي ننتظره من أعضاء المجلس العسكري الحاكم؟، هل كنا نسعى لتغيير الأفراد لفسادهم أم سعينا لتغيير النظام فكرا وأفراداً؟، ما الذي كان يجب أن يفعله المجلس العسكري الحاكم؟، فرمطة النظام؟، ولماذا تعمد المجلس العسكري عدم الفرمطة؟، وما هي المصلحة الغائبة من تجاهله مطالب الثورة؟، ولماذا يتعمد الاستعانة بتوابع النظام السابق وفلوله؟، هل تقصير المجلس العسكري بسبب قلة خبرة أعضائه؟، هل لخوفهم من عملية الفرمطة الكاملة؟، هل لأنهم يعتمدون على الأجهزة الأمنية في اتخاذ القرار؟، هل لأنهم مازالوا يفكرون بنفس آلية النظام السابق؟.

أظن أننا نواجه عقبة ليس من السهل تخطيها، وصعوبتها في أنها ترتبط بآلية تفكيرنا، فى كيفية رؤيتنا للحياة، المشكلة ببساطة تتلخص في أننا نرى العالم ونفكر فيه من خلال الأشخاص وليس من خلال الأفكار، نظن أن خلاصنا وحريتنا ورخاءنا وسعادتنا في اختيار الشخص المناسب، معه وفى ظله نعيش حياة جميلة وسعيدة، لهذا غالبا ودائما ما نبحث في هذا الشخص عن قدرات المخلص، البطل، النبى، المقدس، وهو ما دفعنا على مر التاريخ نعلى من شأن الأنبياء والحكام والأفراد، وننسب لهم ما يتجاوز بشريتهم، ارتبطنا بعبد الناصر فظهرت الناصرية والساداتية والأحمدية والشاذلية والحنفية والشافعية والأيوبية، وعرفنا نجم النجوم، وسيدة الشاشة، وسيدة الغناء، ومطرب الجيل، والكاتب المتفرد، والحزب الواحد، والشاعر الجبار، وكرسنا سنوات صبانا وشبابنا وشيخوختنا للحياة تحت مظلتهم، وأصبح مجرد التمرد أو التفكير في الخروج جريمة تهتز لها السماء، فالخروج على الحاكم أصبح حراماً شرعا، واستسلمنا للقهر

والفساد والديكتاتورية والمهانة والتخلف وعبادة الأشخاص.

الساحة السياسية منذ تنحى الرئيس مبارك، تعيش حالة من التربص والتوتر والتخوين والتخويف والإقصاء والفرز، ومازلنا نرى مستقبلنا من خلال نافذة النظام السابق، نسعى إلى الأشخاص، ونفكر في الأشخاص، ونروج لأشخاص، ونستبعد أشخاصاً، ونرشح أشخاصاً، وندفع بأشخاص، ظنا منا أن في تولى هذا أو ذاك (الرئاسة أو الوزارة) سوف تنجو السفينة نحو الدولة المدنية الحديثة، والمدهش أن معظم الشخصيات المطروحة لا تمتلك ما تقدمه سوى قدرتها على البقاء تحت الضوء، وغاب عنا أن صلاة الجماعة أفضل بكثير من صلاة الفذ، وأن الفرد البطل الأوحد يسكن فقط في القصص والحواديت، وأن الدول تقام وتدار بالمؤسسات وليس بالأبطال أو بالأنبياء.

لهذا علينا أن نترك الأشخاص ونسعى إلى الأفكار، علينا أن نفكر في النظام القادم: كيف نريده؟، وما هي ملامحه؟، وكيف يكون دستوره؟، وما هي قوانينه؟، وما شكل إعلامه ومؤسساته وخدماته؟، هل سنعتمد فيه على القطاع العام وملكية الدولة لقوى الإنتاج أم نجمع بين العام والخاص أم نتركه للقطاع الخاص وحده؟، هل سيكون نظام الحكم جمهوريا يمسك الحاكم بزمام الأمور جميعها أم سنأخذ بالنظام البرلماني؟، هل سنترك الحكم لحزب واحد أم ستشارك بعض الأحزاب في إدارة البلاد؟، هل سيهان المواطن في أقسام الشرطة وفى صناديق الانتخابات وفى سفاراتنا بالخارج أم ستصان كرامة وقامة المواطنين؟، هل ستدير هذا النظام وتختار شخصياته صناديق الاقتراع أم الأجهزة الأمنية؟.

[email protected]