عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد..فرمطة النظام

نعم الشعب يريد فرمطة النظام، ولن نقبل من د.عصام شرف رئيس حكومة الفلول، ولا من المجلس العسكري الحاكم، سوى فرمطة النظام السابق بأكمله، وما أعنيه بالفرمطة هو تغيير النظام ككل، وقد رفعت هذا الشعار هنا منذ أسبوعين أو أكثر، وطالبت بمسح النظام السابق سواء برجاله وتوابعهم أو بسياساته وآلياته من ذاكرة الذهنية السياسية للبلاد، والنظام السابق ليس حسنى مبارك وأولاده، ولا العادلى أو الشريف أو عز أو غيرهم ممن شاركوا الديكتاتور في نهب أموال وأحلام وسنوات من حياة المصريين ولا النظام السابق هو الصحفيون والإعلاميون والسياسيون والكتاب الذين ارتضوا أن يكونوا خداما وعملاء لرجال النظام وأجهزته الأمنية المختلفة، ولا النظام السابق بعض القضاة الذين كانوا يتعاونون مع الأجهزة الأمنية، ولا هو الكوادر الثانية والثالثة التي تدير الوزارات والمؤسسات الآن، النظام السابق كل هذا بالإضافة إلى منهجه وسياسته التي كرس لها منذ أكثر من ثلاثين سنة وعششت في ذهنية ونفوس وعادات كل من عمل وانتفع من الفساد، والثورات كما سبق وأشرت في مقالات سابقة تقام لتغيير الأشخاص والآليات، وليس لتبديل أشخاص بأخرى من داخل دائرة رجال النظام أو من خلال حاشيته التي صنعتها الأجهزة الأمنية خلال السنوات الماضية،

ما نشاهده ونعانى منه في إدارة البلاد منذ خروج الشعب المصري في 25 يناير،( سواء من بعض قرارات المجلس العسكري، أو من قرارات وسياسات الحكومة)، لا يعنى بالمرة أن الشعب سبق وخرج في ثورة، ولا أنه كان يطالب بإسقاط النظام، ولا أنه دعا إلى نظام سياسي جديد،، ولا أنه رفع شعارات: حرية وعدالة اجتماعية، بل يعنى أن الشعب بجميع أطيافه وطبقاته وفئاته انتفض من اجل بعض المطالب الفئوية.

وإذا كان القائمون على إدارة البلاد لا يمتلكون القدرة على التمييز بين تغيير النظام وتبديل رجال النظام، فعليهم أن يرحلوا ويتركوا مقاعدهم لمن يمتلك قدرات تساعده على الفهم والتمييز والتغيير واستحداث نظام سياسي ديمقراطي جديد، نظام سياسي يستوعب تطلعات وأحلام هذا الشعب، يتميز بالشفافية والآدمية والعدل والمساواة والتعددية والحرية، نظام سياسي يؤمن للمواطن البسيط متطلباته الاقتصادية والسياسية والأمنية.

ما نراه منذ قيام الثورة لا يختلف كثيرا أو

قليلا عن النظام السابق، فلول النظام السابق وتوابعهم هم الذين يديرون البلاد بنفس الآليات والسياسات القاصرة، في الوزارات، والمؤسسات، والهيئات الحكومية، في الصحافة والفضائيات، في الشرطة، في القضاء، وفي الجامعات، وأداء المجلس العسكري الحاكم وحكومته الرخوة لا يختلف كثيرا عن أداء النظام السابق، وربما يحسب للنظام السابق قبضته ومحافظته على الاستقرار.

المؤسف في الأمر أن إدارة البلاد خلال الفترة الماضية تؤكد أن المسئولين عن الإدارة لا يمتلكون رؤية ولا قبضة قوية تمكنهم من انتشال البلاد من الفوضى، بل نظن أن العديد من قراراتهم تساعد وتشجع على الانفلات واستمرار حالة الرخاوة التي نعيشها منذ شهور، كما نظن أيضا أن ما يشاع عن وجود ثورة مضادة، هو من صنيعة الأجهزة الأمنية التي مازالت ممتدة من النظام السابق، ونظن كذلك أن هناك مخططاً بالفعل لإفشال ثورة الشعب المصري، لكن ليس لصالح فلول قديمة أو لحساب أجندات أجنبية ، بل لحساب بعض الشخصيات والأجهزة التي تدير الآن البلاد.

اليوم نحن نخرج إلى ميدان التحرير ليس لنتمسك بثورتنا، ولا لكي نذكر ونتذكر مطالبنا،، ولا لكي نطالب بتنفيذ بعض الاحتياجات الفئوية الملحة، بل نخرج لكي نقول للمجلس العسكري الحاكم، وإلى عصام شرف رئيس حكومة فلول النظام: الشعب يريد فرمطة النظام، وإذا كنتم غير قادرين على فرمطة النظام السابق(أشخاص وسياسات) وتسطيب نظام سياسي جديد، ننصحكم بالرحيل وترك الفرصة لشخصيات أخرى تمتلك الرؤية والقدرة على الفرمطة والتسطيب.

[email protected]