رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كمائن لتعليم التنشين

يؤلمني جدا أن أرى شبابنا المجندين والضباط والأمناء وصف الضابط وهم يتساقطون يوميا بأيدي الإرهاب الغادر، وما يؤلمني أكثر أن أراهم صيدا سهلا لهؤلاء السفلة دون أن نعيد النظر فى خطط تأمين المنشآت والكمائن الثابتة والمتحركة.

الإرهابيون يدرسون جيدا المواقع التي يعتدون على أفرادها، ويخططون جيدا لتنفيذ العملية ولهروب المنفذين من موقع الحادث، فى الغالب، حسب الروايات التي تتناقلها وسائل الإعلام عقب كل حادثة، يتسلل الإرهابيون للموقع ويزرعون المتفجرات أو أنهم يمطرون الأفراد بالرصاص من فوق دراجة بخارية.
بعد كل حادثة نعتقد أننا سوف نعيد النظر فى كيفية تأمين الموقع ومن قبله الأفراد، وللأسف فى اليوم التالى يقع حادث آخر يتشهد ويصاب فيه أولادنا المجندون والأمناء والضباط، ويتضح أن نفس السيناريو تكرر فى تنفيذ العملية، الإرهابيون تسللوا فجرا أو ليلا ودسوا المتفجرات، او أن بعضهم وصل إلى الكمين يستقلون دراجة بخارية وأمطروا أولادنا بالرصاص، وفى كل مرة يفرون من موقع الحادث.
في اليوم التالي أو بعد لحظات من وقوع الحادث تنقل الفضائيات والمواقع الخبرية العديد من الروايات عن شهادات وشهود لم يروا شيئا، حتى المصابون ضربوا دون أن ينتبهوا للمعتدى.
السؤال: إلى متى نترك الكمائن والأفراد بدون تأمين؟ متى نفكر فى تحويل هذه الكمائن إلى مصايد للقبض على الإرهابيين أو تصفيتهم بدلا من كونها علامات او شواهد للتنشين كل من يمر عليها يتعلم النيشان فى أولادنا.
الذي شاهد كمائن الشرطة الثابتة يعلم جيدا أنه يسهل ضربها أو التسلل إليها، ويعلم أيضا أن القوة المتواجدة فيها غير مدربة جيدا على تأمين انفسها، حيث يضعون حاجزا من الحديد فى عرض الشارع ويقفون جميعا بجواره ينتظرون السيارات والدراجات البخارية، السيارات تصل لمكان الحاجز ويلتف حولها الضباط والأمناء والأفراد، وهذا المشهد هو الذي يتكرر في جميع كمائن الشرطة والجيش، وخطورته أنه يسهل على الإرهابي تفجير

نفسه فيهم، أو فتح النار عليهم من مسافة ويفر بدراجة بخارية.
قبل فترة اقترحنا على قيادات الداخلية أن تضع متاريس على مسافة من الكمين، وان تنشئ أكثر من مطب صناعي بمحيط الكمين لمسافة كيلو متر، بحيث يعرقل فتح النار على أولادنا بالكمين، وأيضا لكي يعوق هروب الجناة بسهولة من موقع الحادث، واقترحنا كذلك تركيب كشافات إضاءة فى محيط الكمين تكشف القادم وتخفى من يقفون أسفلها أو خلفها من أولادنا، واقترحنا تركيب كاميرات فى محيط المنشأة أو الكمين تسجل حركة السيارات والدراجات البخارية بشكل دقيق، واقترحنا مد الكمائن بسيارات دفع رباعي وبدرجات بخارية تساعد فى مطاردة الإرهابيين، واقترحنا توزيع القوة فى محيط الكمين وعدم وقوفهم مجموعة حول الحاجز الحديدي، واقترحنا نزول قيام أحد أفراد الكمين بتوقيف السيارة على مسافة من الكمين للكشف عن أفرادها، وعدم التفاف أعضاء الكمين جميعهم على السيارة.
قد تكون هذه الاقتراحات غير مفيدة، لكننا فى النهاية نطالب قيادات الداخلية أن تعيد النظر مرة أخرى فى شكل الكمائن وموقعها، وتعيد النظر في كيفية تأمينها وتحويلها لمصايد لتصفية الإرهابيين أو القبض عليهم، فحياة أولادنا المجندين والضباط والأمناء وصف الضابط أهم بكثير من أن نتركهم هكذا يتعلم الإرهابيون فيهم التنشين.

[email protected]