عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الفن لا يقاس بالباذنجان

نكرر ما سبق وقلناه: البعض فى اليسار المصرى وتوابعهم حاول منذ سنوات التأصيل لما اصطلح عليه بـ حرية الإبداع وحرية التفكير، وهذه الحرية كما يرونها غير محدودة لا سقف أو ضابط لها، لا يحدها الشرع ولا يقيدها العرف ولا تخضع لقانون، تخضع فقط لأريحية المبدع وقناعاته، وعندما يصطدم المبدع بأحد أعماله مع المجتمع، ترفع الرايات: لا صوت يعلو على صوت الإبداع، وتمنح خلال المصادمات صكوك الحصانة لخيال المبدع، وبالطبع يتقدم صفوف حرية المبدع من يستفيدون من الخيال الحر، الممثلون والممثلات والمخرجون وكتاب السيناريو، وأغلب نقاد ومحررى الصفحات الفنية، وغيرهم ممن يستفيدوا من الخيال الحر.

ــ الرجل فنان ولا يمكن تقييد خياله
ــ والشرع؟
ــ ما دخل الشرع بالخيال
ــ والعادات والتقاليد؟
ــ الفن توعيه
ــ والأخلاق؟
ــ الإبداع لا يقاس على الأخلاق
ووسط تبادل الطرفين اتهامات بالتشدد والتطرف والفسق والفجور، يلتزم معظم النخب بموقف المشاهد فقط، لماذا؟، لأنه يخشى اتهامه بالرجعية أو التخلف أو الجهل، وكأننا اعتدنا اشتعال هذه المعارك مع تجاوز خيال أحدهم للمستقر عليه ذهنيا وبصريا، أو مع انحراف أحدهم بحرية الخيال عن ما اعتدنا عليه من خيال فى أعمالهم،  بعد أيام تفتر وتخفت المعركة مثل مئات المعارك التى سبقتها فى هذا الشأن، ثم ننصرف وننسى حتى تشتعل معركة جديدة مع مخيلة وخيال جديد، وللأسف مع تكرار هذا المعارك لا نتوقف أبدا للتأمل والسؤال: لماذا دائما حرية المبدع تتجلى فى المشاهد الجنسية؟، لماذا لم نر خيال الفنان والمبدع فى مسألة فكرية؟، ولماذا دائما تشتعل معركة الحريات بسبب غرف النوم؟.
«داخلى: مساء أو صباحا: الممثلة متجردة من بعض ملابسها مع الممثل على السرير فى غرفة النوم، أو فى الحمام أو بملابسهما على السلم، أو فى المطبخ..»، ما هو الإبداع فى هذا المشهد؟، جميع النساء يفعلن ما تفعله الممثلة، نفس الحركات والأصوات والأوضاع، وكل الرجال يفعلون ما يفعله الممثل، ما هو المبدع والمدهش والمستنير فى المشهد؟.
يقولون إن هذا المشهد يخدم السياق، أى سياق؟، ولماذا هذا السياق دائما يرتبط بالمشاهد الجنسية؟، ولماذا لا نستخدم الإيحاء والرمز الفني؟، هل الرمز والإيحاء يفسدان السياق؟، هل يحدا من خيال المبدع الفنان المستنير؟، ولماذا

خيال سعادته لا يتسع ولا يتجلى سوى فى المشاهد الجنسية أو المشاهد المثيرة جنسيا؟، ولماذا يقبل المبدع المستنير قيود الفضائيات العربية وحدودها لخياله ولا يقبله فى مصر؟، لماذا لا ترفع رايات الحريات عندما تقصقص الفضائيات العربية من خياله وإبداعه؟، لماذا نشاهد خياله فى هذه الفضائيات دون أن نشعر أن حريته قيدت وأن سياقه بتر وفسد؟.
فى مقال الأمس تساءلنا: أليست هذه المشاهد تعد مخالفة صريحة لقانون العقوبات؟، الذى قرأ قانون العقوبات يعلم جيدا أن بعض المواد وصفت هذه المشاهد بالفاحشة، وأكدت أنها منافية للآداب العامة، وهو ما يعنى أن هذه المجتمع له آدابه التى يجب احترامها، لهذا عاقبت الدولة من يخالف هذه الآداب بالحبس وبالغرامة، ويتم تنفيذ العقوبة على من يروج لهذا الأعمال المنافية سواء بالكتابة أو بالتصوير أو بالرسم أو بالنحت أو بالصوت، كما أنها تعاقب من ينشرها ويروج لها فى أى وسيلة نشر، ويعاقب أيضا من يمارسون الفحش أو يخالفون الآداب العامة فى الطريق العام.
هل هذه المشاهد تخدم السياق العام للفيلم أو للعمل الابداعى؟، فى ظنى أنها لا تخدم سوى منتج الفيلم والعاملين فيه، لأن هذه المشاهد تجر العديد من المراهقين والشباب من غرائزهم إلى السينما لمشاهدة الفنانة الفلانية وهى تتعرى وترفع راية الفن والإبداع..
استدراك: أحد النقاد أكد لقناة فضائية ضمن أزمة فيلم «حلاوة روح»: الفن لا يقاس بالشرع ولا بالأخلاق.. فينك يا مرتضى منصور ترد عليه.

[email protected]