معهد أورام جنوب الوادي
هل إهمالنا لمحافظات الصعيد وصل إلى حد القتل؟، هل لهذه الدرجة لم نعد نلتفت لإخوتنا وأولادنا فى الصعيد؟.
أرسلت لى زميلة شابة من أسيوط بعض موضوعات نشرتها لكى أقيم جهدها وأسلوبها، اسمها رشا هاشم، والموضوعات نشرت فى موقع اسمه «المندرة»، يهتم بأهل الصعيد، أول موضوع كان تحقيقا صحفيا عن معهد الأورام فى أسيوط، ويعرف بمعهد أورام جنوب الوادي، قلت أقرأ وأجاملها، لكن صدقونى إذا قلت لكم إنها أبهرتنى بحسها وصياغتها الأدبية من أول سطر، رسمت صورة أقرب للوحة:
«صورة قاتمة جسدتها ملامح جسد نحيل ينهشه المرض يومًا تلو الآخر، يبدل لونه ويُسقِط شعره.. أناس افترشوا أسرتهم، بين معاناة الألم والأوجاع وانتظار العلاج أو الموت فى أى لحظة، يرتبط مصيرهم برقم فى تسلسل الأدوار بالمستشفيات الحكومية لتلقى العلاج إن كانوا فقراء، قد يحالفهم الحظ ويصلون للدور قبل أن يصل لهم الموت، أو أن تقتل فيهم الأدوية الكيماوية الحياة قبل خروج الروح، إن كانوا قادرين على العلاج، فالسرطان لا يُفرق بين غنى وفقير، لكن الفرق.. أن المأساة تكون أكبر عند الفقراء».
بعد أن انتبهت من دهشتى أخذتنى إلى مشكلة فى غاية الخطورة، وهى أن معهد الأورام الذى يستقبل مرضى السرطان بجنوب الصعيد، سوف يغلق أبوابه أمام المرضى فى شهر يونيو القادم، لماذا؟.
بسبب توقف جهاز المعجل الخطي، وهو جهاز يولد الإشعاع لعلاج الأورام السطحية والداخلية، وعمر هذا الجهاز، حسبما جاء فى موضع الزميلة الشابة رشا، عشر سنوات، والجهاز الموجود فى المعهد يعمل منذ عام 1998، وأطباء المعهد ومديره أكدوا انه بدأ يتعطل، وسوف يتوقف عن العمل تماما فى يونيو القادم، وهو ما يعنى إغلاق المعهد فى وجه المرضى من أهالينا فى الصعيد، تكلفة شراء الجهاز تقدر بـ 12 إلى 20 مليون جنيه، فى حين أن المعهد يتبع وزارة التعليم العالى وليست الصحة، وميزانيته فيها محدودة.
والحل؟، هل سنترك مرضانا يموتون أم يقوم أهلهم بحملهم إلى القاهرة؟.
أعتقد أن مبلغ 20 مليون جنيه ليس كبيراً، ونقترح أن
أظن أننا لو تبرع بعض المواطنين بجنيه واحد كل شهر أو كل أسبوع، سوف نشترى أكثر من جهاز، كما أننا يمكن ان نبنى فى كل محافظة معهداً ونقوم بتجهيزه، لذا نطالب وزارة التعليم العالى ووزارة الصحة بفتح حساب فى أحد البنوك للتبرع بجنيه واحد أو أكثر، بهذا الجنيه نضمن إن شاء الله ان يجد مرضانا سريرا وجهازا وطبيبا لعلاجهم، أو نبحث عن آلية أخرى غير الحساب البنكى لكى نسهل على المواطنين، كأن تخصص إحدى شركات المحمول رقما يتم التبرع عليه بجنيه من حساب اى محمول، أو إضافة الجنيه لكل فاتورة أو كارت، المهم أن ننقذ مرضانا، ولتكن البداية بمعهد جنوب الوادى.