عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عسكرة فلول النظام

لماذا يصر المجلس العسكري الحاكم علي أن يفرض فلول النظام السابق في تسيير شئون البلاد؟، لماذا يحاصر الشعب بشخصيات كان ولاؤها للرئيس السابق وابنه؟، لماذا يدفع بمن كانوا أدوات في عملية التوريث؟، ما الذي يسعي إليه المجلس العسكري من وراء هذه الفلول؟، لماذا جاء بوزارة معظمها ممن شاركوا في إفساد الحياة الاقتصادية والسياسية؟، لماذا يتمسك ببقاء شخصيات أعلن الشعب عن كراهيته لها مثل د.يحي الجمل وآخرين ؟، ولماذا يولي بعض الشخصيات التي تأكد أنهم تورطوا في خدمة النظام الفاسد وفي الترويج لخطة التوريث مثل تعيين السفير العرابي وزيرا للخارجية؟، هل تتمسكون وتدفعون بهذه الشخصيات لأنها كانت أدوات للنظام السابق وستظل أدوات لكم، أم أن بعضهم علي صلة قرابة ببعض العسكريين؟، هل ينوي المجلس عسكرة البلاد سواء ببعض الرتب العسكرية أو ببعض الأدوات والخدم؟.

 

أعلم تماما مثل غيري أن الأجهزة الأمنية هي التي كانت تدير البلاد، وأنها كانت صاحبة القرار في اختيار الشخصيات التي تدير الحكومة ومؤسساتها، وأن هذه الأجهزة متمثلة في جهاز الأمن القومي وجهاز أمن الدولة، كانت لهما اليد الطولي في الدفع بتوابعهما في الوزارات والمؤسسات والجامعات والأحزاب والصحف(حكومة، معارضة، مستقلة) والفضائيات، حتي اتحاد الطلبة كان يتم تشكيله من الأدوات والخدم، وأغلب ضيوف البرامج الفضائية والإذاعية، فالأجهزة الأمنية لم تترك شبرًا إلا واخترقته وسيجته ببعض الأدوات، وذلك لإحكامهم السيطرة علي الخطاب السياسي والديني والثقافي والاقتصادي والاجتماعي، والتأكد من خدمته للنظام الحاكم.

بعد الثورة تعطل جهاز أمن الدولة وتعثر لبعض الوقت، فأمسك جهاز الأمن القومي بزمام البلاد وحده، والمشاهد للساحة جيدا سيكتشف أن أغلب أدوات وتوابع جهاز أمن الدولة قد سقطوا أو تواروا، وأن الذي صمد منهم الذي كان يجمع بين الجهازين، حيث ساند الأمن القومي توابعه وأدواته، وظل معظمهم في مناصبهم.

وكان من الطبيعي أن يرجع المجلس العسكري ورئيس الوزراء إلي جهاز الأمن القومي عند ترشيح بعض الشخصيات لتولي مناصب قيادية أو استشارية، وقام الأخير بتفضيل أدواته، ولكي نكون منصفين فإن القائمين علي الاختيار(المجلس العسكري أو د.شرف) قد اختاروا من نفس الدائرة التي يقعون داخلها، إضافة إلي بعض معارفهم(زملاء، أصدقاء، أدوات ..)، ودفعوا بهذه الأسماء إلي الأجهزة الأمنية للكشف عنها، والطريف في هذا أن أغلب الذين تم ترشيحهم من داخل الدائرة أو من المعارف كانوا من

الأدوات أو يمتلكون مقومات الأدوات، فاختار جهاز الأمن القومي أدواته، والمنطقي أن هؤلاء الأدوات قد جاءوا من داخل الدائرة التي يتم الاختيار من داخلها منذ 30 سنة، وهذه الدائرة صنيعة النظام السابق، صنعتها له الأجهزة الأمنية(أمن قومي، أمن دولة)، صحيح قد تم الإطاحة ببعض الرموز من داخل الدائرة، لكن مازال التوابع يجلسون داخلها، ومازال بعضهم يشارك في إدارة شئون البلاد.

هذا في ظني هو سبب دفع وتمسك المجلس العسكري ود.شرف ببعض الشخصيات، وهو أيضا سبب الالتباس الذي نقع فيه عندما نتهم المجلس العسكري أو د. شرف بالاعتماد علي فلول النظام السابق، فهم يختارون من داخل الدائرة، والدائرة ضيقة والشخصيات بداخلها محدودة، ومعظمهم أدوات للأجهزة، كما أنهم كانوا جزءا من النظام السابق.

من هنا علينا أن نعيد صياغة الأسئلة التي سبق وطرحناها في مقدمة المقال، فلا يوجد مبرر علي الإطلاق لكي نسأل: لماذا يصر المجلس العسكري علي الدفع أو التمسك بفلول النظام السابق؟، وعلينا أن نسأل: لماذا يتمسك المجلس العسكري بهذه الدائرة؟، ولماذا لا يختار من خارجها؟، ولماذا يصر المجلس العسكري أن يترك الأمر في يد الأجهزة الأمنية؟، وإلي متي ستظل البلاد تدار من خلال أدوات الأمن؟، ولماذا يتمسك المجلس العسكري وحكومته بنفس آليات النظام السابق في إدارة شئون البلاد.

يقال إن الثورات عندما تقوم «تفرمط» ويندوز النظام السائد، فتقوم بمسح جميع سياسات وأجهزة وأدوات هذا النظام ، وتضع ويندوز أحدث لإدارة البلاد، فلماذا لم يفرمط المجلس العسكري حتي اليوم ويندوز النظام السابق المليء بالفيروسات والهاكرز والفساد؟.

[email protected]