رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التعليم غير الديني بالأزهر

طرحت بالأمس فكرة توسع جامعة الأزهر في التعليم غير الديني، وإقامة كليات في الطب والعلوم والترجمة والهندسة والتربية الرياضية وغيرها العشرات، وتساءلت عن المبرر وراء إقامة الأزهر كليات غير دينية، هل «لأزهرة» مؤسسات الدولة مثلما كانت جماعة الإخوان تحاول «أخونة» مؤسسات الدولة؟، ما هو الهدف من هذه الكليات طالما هي موجودة في الجامعات غير الدينية؟

بعد نشر المقال تلقيت العديد من الاتصالات، بعضها من أساتذة بجامعة الأزهر, وبعضها من أساتذة بكليات غير دينية، وبعضها من المهتمين، ومع اختلافهم وتنوعهم انقسموا إلى فريقين، البعض اعترض بشدة على فكرة إلغاء هذه الكليات من جامعة الأزهر، واقتصار كلياته على علوم الدين، وأشاروا إلى ان خريج الكليات غير الدينية من جامعة الأزهر يختلف عن نظيره فى الجامعات الأخرى فى أنه يلم ببعض علوم الشريعة, ويحفظ أجزاء من القرآن، وتمنى البعض من هذا الفريق أن تتبع سائر الجامعات جامعة الأزهر فى الجمع بين العلوم الشرعية وغير الشرعية، كما تمنت قلة من هؤلاء «أزهرة» مؤسسات الدولة، خاصة أننا سنتعامل مع من يعرفون كتاب الله وسنة رسوله، نسيت أن  أذكر أن جميع أعضاء هذا الفريق نفى بشدة كون الأزهر أو علومه حضانة للتشدد والتطرف، وأرجعوا التشدد الفكري إلى انتساب البعض إلى الجماعات السياسية والجماعات التي اختلقت فقهها الخاص البعيد عن وسطية الأزهر.
الفريق الثاني وافقني الرأي وطالب بعودة الأزهر إلى وظيفته وتخصصه بتدريس علوم الدين، كما طالب قيادات الأزهر بإعادة النظر فى المناهج التي تدرس للتلاميذ في المعاهد وللطلبة فى الكليات، وتنقيتها من الفكر المتشدد، وتعليم الطلاب كيفية نقد هذه الأفكار وإظهار تشددها والرد عليها من خلال كتاب الله وسنة رسوله وإجماع الصحابة، كما طالبوا بالتشديد على إعمال الفكر والاجتهاد واستبعاد أسلوب التلقين والحفظ، وأكد البعض ان جمال الدين الأفغاني وتلميذه الشيخ محمد عبده عندما طالبا بإصلاح التعليم بالأزهر في نهاية القرن التاسع عشر وتدريس العلوم غير الدينية مثل الفلسفة والأدب والحساب والجغرافية وغيرها، كان بهدف استفادة الطالب من هذه العلوم، وألا يكون منعزلا عن العالم وتقدمه، خاصة انه سوف يكون مطالبا برأيه في بعض المستجدات العلمية.
على أية حال قد نتفق مع بعض الرافضين فى أن خريج الكليات غير الدينية من جامعة الأزهر قد يكون ملما ببعض علوم الشريعة ويحفظ بعض أجزاء القرآن، لكن ليس هذا حجة لوجود هذه الكليات فى جامعة الأزهر، ويمكننا أن نقرر على تلاميذ المدارس الحكومية

وطلاب الكليات العلمية مواد من علوم الدين، حتى يتخرج الطالب ملما بشىء من السنة والفقه وحافظا لبعض أجزاء من القرآن، ونقرر على التلاميذ والطلبة المسيحيين ما تقرره الكنيسة من علوم دينية.
يبقى لنا أن نؤكد على موقفنا من هذه الكليات والمعاهد، ونطرح القضية على الحكومة والرأى العام، ونكرر تساؤلنا: ما المستهدف منها؟، ولماذا لا يقتصر التعليم بالأزهر على علوم الدين فقط؟
وقبل أن ننهى نذكر أن المشكلة لا تقف عند حد عشرات الكليات غير الدينية، مثل الهندسة والطب والعلوم والاقتصاد المنزلي والتربية الرياضية وطب الأسنان، واللغة العربية، وتجارة، وترجمة ولغات وغيرها، بل إن المشكلة فى توسع جامعة الأزهر فى إنشاء المعاهد الفنية، مثل: معهد التحاليل البيولوجية بكلية العلوم الذي يمنح دبلوماً فوق المتوسط ويخرج فنى تحاليل، معهد إعداد قواعد البيانات بكلية العلوم لتخريج مدخل ومخرج بيانات بالحاسب الآلي، معهد إعداد فني المختبرات لصيانة اجهزة المعامل، المعهد الفني للتمريض، معهد التركيبات الكهربائية بكلية الهندسة لتخريج فنى تركيبات، معهد صيانة المعدات بكلية الهندسة لتخريج فنى صيانة، معهد فصول البنات للرعاية الصحية، هذا بخلاف معاهد مقيمي الشعائر لتخريج المؤذن ومقيم الصلاة، وجميع هذه المعاهد تمنح شهادة متوسطة أو فوق المتوسطة، وإذا أضفنا لها الكليات غير الدينية: هندسة وتربية رياضية واقتصاد منزلى وغيرها العشرات، يمكننا أن نتساءل: لماذا توجد هذه الكليات والمعاهد بالأزهر؟، وهل انشغال الأزهر بالعلوم غير الدينية هو الذي هيأ المناخ لظهور الخطاب الديني المتشدد والمتطرف والتكفيري بين بعض شرائح وفئات المجتمع؟، هل توسعه فى تدريس علوم غير علوم الدين هو الذي جعل دوره يتراجع ويصنع بعض المتشددين والمتطرفين؟

[email protected]