رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضابط وعسكري

«أستاذ علاء.. بعد التحية.. بالطبع تتابع ما ينشر يوماً بعد يوم فى وسائل الإعلام من حوادث اعتداء على رجال الشرطة، هذه الحوادث يا أستاذنا جعلت شباب الضباط والأمناء والأفراد يفكرون ويتساءلون: ما هو المقابل؟، ما الذى يعود علىّ عند اصابتى برصاصة أو سكين قد تعجزني أو تزهق روحي؟، ما الذي سيجعلني أطارد هذا المجرم أو امنع آخر من ارتكاب جريمة؟، ما الذي يجعلني أطيع الأوامر وأنزل أتصدى للمتظاهرين فى الشوارع أو افصل بينهم أو أحمى المنشآت من اقتحامهم لها؟

أنا وزملائي نقدم أرواحنا وأجسادنا وما الذي يعود علينا؟، ما الذي استفدناه؟، حب الوطن؟، وماذا عن أولادي وبيتي وزوجي وأسرتي؟، من ينفق عليهم وأنا عاجز طريح الفراش؟،
يا أستاذ علاء لا تقل لى «حب الوطن فرض على»، لأننى سأقول لك «نحن جميعا نحب الوطن»، لكن عندما يرفع بعض أبناء الوطن راية النصر ويهللون ويكبرون لإصابتك أو لوفاتك، أكانوا من المدنيين أو من الإسلاميين، هل تطالبني هنا بحب الوطن والتضحية من اجل هؤلاء؟، لماذا تطالبني بأن أقدم حياتي لكي أحميك وأنت عندما أعجز أو أموت تعلن فرحك وتشمت فىّ وترفع رايات النصر؟، أى حب وفداء وتضحية تطالبني بها والوطن عندما أصاب يرمى لى «قرشين على الجزمة» ويتركني أعانى شظف الحياة أنا وأسرتي بمعاش لا يكفيني أسبوعاً؟، كيف تطالبنى بالتضحية والوطن لم يساعدني بأسلحة وأجهزة تمكننى من أداء وظيفتى.. أستاذ علاء ..أطيب تحياتي.. ضابط شرطة».
«أستاذ علاء عريبى ..تحية طيبة، أنا مجند فى الأمن المركزى، عسكرى من عشرات العساكر الذين تراهم يرتدون الخوذة ويمسكون بعصا ودرع، أنا من العساكر الذين تراهم قبل الثورة يقفون طوال النهار فى تشريفة رئيس الجمهورية أو احد ضيوف البلاد، وتراهم يقفون في الاستاد يؤمنون مباريات كرة القدم، وأنا أيضا الذي يقف طوال النهار فى البرد والحر بإشارة المرور، أنا الذي تراه يوميا بعد الثورة يلبس الخوذة ويمسك الدرع ويقف لكى يحمى المنشآت الحكومية، أنا الذى يقوم المتظاهرون يوميا بسبي بأمي وأبى، أنا الذي أضرب يوميا فى الميادين والشوارع بالحجارة

والشوم والخرطوش، أنا الذي أشم الغاز مثلكم ولا أجد من ينقذني أو يسعفني بكمامة أو شربة ماء، أنا الذي أستيقظ فى الفجر ارتدى ملابسي العسكرية وأحمل درعى وخوذتى، أنا الذي يقومون بشحنى وزملائي بالعشرات فى عربة سيئة التهوية، أنا الذي يقف طوال النهار أمام الاتحادية او فى محمد محمود أو قصر العيني أو القائد إبراهيم او بجوار ميدان الأربعين او ميدان الشون أو غيرها من الشوارع والميادين والمنشآت، أقف مستعدا فى حالة انتباه، مطيعا للأوامر بدون طعام أو شراب، أنا الذى اسمع الهتافات والشتائم طوال النهار، هل تذكرتني؟،
أستاذ علاء..أنا لى أسرة كادحة مثل سائر الأسر، ولى أشقاء تعلموا ويحملون شهادات متوسطة وجامعية، وأنا كنت أعمل مع والدي في الأرض، نستيقظ في الصباح نجتمع على وجبة الإفطار بعدها نحمل أدواتنا ونجر بهائمنا ونذهب للغيط، نعمل طوال النهار وفى المغرب نجمع أدواتنا ونجر بهائمنا ونعود للدار، نغتسل ونبدل ملابسنا ونجتمع على العشاء، وكنا مثلكم تماما نجلس بعد العشاء نحكى ونضحك أو نشاهد برامج التليفزيون، عندما بلغت سن التجنيد تركت أسرتي وذهبت لكى أخدم وطنى وهناك تم توزيعى على الأمن المركزي.. ما الذنب الذي اقترفته لكى أهان كل هذه الإهانة؟، لماذا يتربصون بى ويقتلوننى؟، لماذا يزرعون فى طريق سيارتى أنا وزملائي المتفجرات؟، لماذا يتربصون بنا ويقنصوننا بالرصاص؟، لماذا يريدوننى ميتا أو عاجزا»؟

[email protected]