رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حزب نساء الثورة

ماذا لو اتحدت نساء مصر في حزب أو ائتلاف ضد الرجال؟، هل سيتبني الحزب أجندة سياسية أم نسوية ؟ هل من الممكن أن يغير هذا الحزب النسوي الخريطة السياسية في البلاد؟، وهل سيقبل الرجال فكرهن ويسايرهن؟ هل ستأخذ الحكومة بفكر الحزب خضوعا لحكم الأغلبية؟، ماذا لو حشد هذا الحزب خمسة ملايين امرأة وفتاة في ميدان التحرير وميادين محافظات مصر وطالبن بالدستور أولا؟، ماذا لو أن حزبهن نزل انتخابات مجلس الشعب وحصل علي نصف المقاعد؟، هل لو حصل علي أغلبية المقاعد تتولي امرأة رئاسة المجلس؟، وهل لو حصل علي أغلبية المقاعد سنتركهن لتشكيل الحكومة؟

أسئلة كثيرة دارت في ذهني عندما اطلعت علي صفحة اتحاد نساء الثورة التي دشنتها بعض ناشطات حزب الوفد علي الفيس بوك، وقد دعتني إحداهن لدخولها وإبداء الرأي في الفكرة وأجندتها، ولا أخفي عليكم أعجبت جدا بالفكرة، لكنني انزعجت بشدة عندما تذكرت أن عدد النساء في مصر أكثر من عدد الرجال، وأن انضمام النساء والفتيات إلي هذا الاتحاد سوف يؤكد أغلبيتهن، وربما خلال الزمن يفكرن في النزول من الانترنت إلي شوارع المدينة، ويقمن بتحويل الاتحاد الفيس بوكي إلي حزب سياسي أغلبيته من النساء، تماما مثل حزب الإخوان المسلمين، أغلبيته أعضاء من الجماعة، ساعتها سوف تقع البلاد في مأزق كبير، لأن هذا الحزب النسوي سوف يضم الأغلبية السياسية(بحكم تفوق عدد النساء عن الرجال)، وهذه الأغلبية بالطبع لها رؤيتها وأجندتها، وقد تكون هذه الأجندة مغايرة، وربما مضادة للأجندة الذكورية السائدة في الأحزاب وفي جماعة الإخوان والجماعات السلفية والكنسية وفي مكاتب الحكومة، ومن الطبيعي أن يؤدي هذا الاختلاف إلي حالة من الارتباك السياسي، وقد يؤدي إلي تغيير في الخريطة السياسية بشكل كبير، حيث سيفرض الحزب النسوي أجندته، سواء بأغلبيته في صناديق الاقتراع أو في تولي المناصب داخل البرلمان أو عند تشكيل الحكومة، وأغلب الظن أن سيطرة المرأة علي البرلمان سوف يدفعها إلي تعديل أو تغيير الدستور بما يتوافق ومتطلبات النساء وبرنامجهن الحزبي، وهنا سنشهد فصلا جديدا في العمل السياسي بالبلاد، وربما فصولا من الصراع بين الرجال علي اختلاف إيديولوجيتهم ومرجعيتهم السياسية والدينية وبين النساء، فالرجال غالبا لن يتقبلوا الأمر بسهولة، صحيح قد يخضع بعضنا(مثلما نخضع في البيوت) لرغباتهن وأجنداتهن، وقد يستسلم بعضنا تحت مبرر الديمقراطية والتعددية والشفافية، لكن البعض الثالث وهم الأغلبية سوف يرفضون تماما سيطرة المرأة اجتماعيا في المنزل

وسياسيا في الشارع، وفي ظني أن أول سلاح سيرفعه الرجل لإجهاض الأغلبية النسوية في البرلمان أو في المحليات أو في ميدان التحرير أو في غيرها، هو سلاح الكتب السماوية، حيث سيستشهد كل منهم بالنصوص الدينية التي لا تسمح بولاية المرأة علي الرجل، وهذه النصوص متوفرة في اليهودية والمسيحية والإسلام علي حد سواء، وجميعها تفضي إلي عدم صلاة المرأة بالرجال، فما بالك بولايتها السياسية، في سفر التكوين (بالوجع تلدين أولاداً، والي رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك 3 : 16)، وفي سفر اللاويين:» إذا حاضت المرأة فسبعة أيام تكون في طمثها، وكل من يلمسها يكون نجسا للمساء ــ 15: 19»، وفي رسالة كورنثوس الأولي:» رأس كل رجل هو المسيح، وأما رأس المرأة فهو الرجل ــ بوليس 11 : 3»، وفي  الرسالة الأولي إلي كورنثوس 14 : 34 ، ترجمة الفانديك : «لتصمت نساؤكم في الكنائس لأنه ليس مأذونا لهنّ أن يتكلمن، بل يخضعن كما يقول الناموس، ولكن إن كنّ يردن أن يتعلمن شيئا فليسألن رجالهنّ في البيت لأنه قبيح بالنساء أن تتكلم في كنيسة»، وفي تيموثاوس الرسالة الأولي : «لا أسمح للمرأة أن تعلم ولا أن تغتصب السلطة - من الرجل - ولا تتسلط ، وعليها أن تبقي صامتـــة ، لأن آدم كون أولا ثم حواء، ولم يكن آدم هو الذي انخدع بل المرأة انخدعت، فوقعت في المعصية ـــ 2: 12 ـ 14». وفي القرآن قوله تعالي: «الرجال قوامون علي النساء بما فضل الله بعضهم علي بعض وبما أنفقوا من أموالهم» ــ النساء 34.

[email protected]