رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

200 جنيه معاش

قرأت تصريحات البدرى فرغلى عضو مجلس الشعب السابق ورئيس اتحاد أصحاب المعاشات المستقيل، حول لقائه بالدكتور حازم الببلاوى رئيس الحكومة، فى حضور الدكتور احمد البرعى وزير التضامن، ولفت انتباهي بشدة طيبة فرغلى التى تبدو فى تأكيده أن الدكتور الببلاوى رئيس الحكومة اندهش جدا عندما علم من فرغلى أن المعاشات بالمليارات بدون فائدة الـ 8%، واستشعرت بأن فرغلى يحاول ان يبحث عن مبرر لإهمال الحكومة لـ 9 ملايين من الذين أضاعوا عمرهم وصحتهم فى خدمة الوطن، معظمنا للأسف يفعل مثل البدرى فرغلى مع رؤسائه ومع من يحبهم، يؤكد للآخرين أنه لم يكن يعلم بالمشكلة، وأنه فوجئ واندهش وظهرت علامة الأسي أو الغضب على وجهه، وقال: معقوله بالهاء؟! أو قال: مش معقول، وأطال فى مش، أو قال: إزاى الكلام ده.

معظمنا عندما تكون هناك أزمة فى العمل أو مع من هم أقوى ماديا أو معنويا أو اجتماعيا، مع من هم فى السلطة، نخرج من مقابلاتهم ونقول ما قاله البدرى فرغلى، ونحاول أن نكذب أية اتهامات توجه لهم، ونواجه كل من يشكك فى تأكيدنا بعدم معرفته، ونحن فى قرارة أنفسنا نعلم علم اليقين أنه كاذب، ونعلم أيضا أنه هو المتسبب الحقيقي للأزمة، وأنه استمع إلينا لكي يتلاعب بنا ويسوف ويزرع الفتنة بيننا، نعلم أنه يستخدمنا كأدوات ويسحبنا لكي ننضم إلى فريقه الفاشل أو الفاسد أو المتسلط أو المتسيد.
أغلبنا يعلم هذا ويعلم كذلك أنه بنقل دهشة المسئول هذه للآخرين فهو قد انتقل من صفوف المعارض أو من صفوف المطالبين إلى صفوف المبررين، قد يواجهنا أحدهم ونحن ننقل دهشته أو جهله بقوله: عرف يضحك عليك، أو بقوله: ده جر رجليك، وقد يكون أحدهم هذا قاسيا فيواجهنا بقوله: ده اشتراك بقى!!
عندما نعود إلى المنزل نحكى عن المقابلة، وحفاوة فى استقبالنا، ونؤكد رغم عدم تصديقنا: ظلمناه، ده ما يعرفش حاجة، ونحكى بفخر: قام وأنا ماشى سلم على ووصلني لحد الباب.
وعندما نختلى بأنفسنا نحزن ونلوم أنفسنا بأننا على حافة الخيانة لمطالب الأغلبية، ربما لم تكن خيانة بالمعنى الحرفى للكلمة، لكنها فى النهاية أشبه بالخروج عن الصف، ومحاولة زرع الفتنة والانقسام، بعضنا يستسلم ويفرح بالباب الذى فتح أمامه لكي ينضم كأداة، وبعضنا ينفض عن أذنيه كل ما سمعه، وفى الصباح يقف في مقدمة الصفوف، وبعضنا قد يطالب بمهلة اختبار للمدهوش ربما أصلح ونفذ المطالب.
ما أدهشني أنا بالفعل وبجد في تصريحات البدرى فرغلى تأكيده للببلاوى بحضور البرعى، أن حوالي 5 ملايين من أصحاب المعاشات يصرفون معاشا شهريا أقل من 200 جنيه، فلو صحت هذه المعلومة فهذا يعنى أن أغلب المعلومات التي أعرفها عن أصحاب المعاشات تحتاج إعادة نظر، حيث إننى قبل تصريح البدرى فرغلى هذا كنت

أظن أن أدنى معاش يتقاضاه الموطن المصرى هو سبعمائة جنيه، وهو المبلغ الذي قد يتقاضاه أى مواطن ينهى خدمته ولم يستكمل سنوات السخرة التى أقرها القانون وهى الـ 36 سنة.
ومعلومة الـ 200 جنيه هذه إن صحت يعنى أن حكومة الببلاوى هذا يجب إعدام أعضائها وزيرا وزيرا، فكيف نترك مواطناً يعيش بـ 200 جنيه هو وأسرته؟، ماذا يفعل بها؟، وما الذى سيأكله هو وأسرته طوال الشهر؟، وكيف سيسدد ايجار الشقة وفواتير المياه والكهرباء والغاز؟، وهل الـ 200 أو الـ 700 أو الـ 1000 جنيه سوف تمكنه من أن يأكل ويشرب ويسكن ويركب المواصلات ويذهب للطبيب ويشترى العلاج أو يشترى الملابس الصيفية والشتوية؟، وماذا لو تعطلت حنفية الحمام أو السخان أو البوتاجاز؟
سؤال أخير:  هل معنى أن هناك 5 ملايين يصرفون معاشاً أقل من 200 جنيه فى الشهر، أن هناك ملايين آخرين يقاضون أقل من 500 جنيه فى الشهر؟، هل معنى هذا أن أصحاب معاش التضامن الاجتماعي يصرفون أكثر ممن أضاعوا سنوات من عمرهم فى خدمة الدولة؟، هل معاش التضامن الاجتماعي الذي رفعته الحكومة مؤخرا بنسبة 50%، ولها الشكر على ذلك، أصبح هذا المعاش ضعف من يصرفون 200 جنيه مقابل خدمة الدولة لعدة سنوات!.
اقتراح: أنصح الـ 9 ملايين الذين يتقاضون معاشاً أن يقاطعوا انتخابات الرئاسة والبرلمان، وأقترح ان ينزلوا إلى ميدان التحرير ليعتصموا ولا يفكوا اعتصامهم قبل أن تعلن الحكومة عن الحد الأدنى للمعاش بما لا يقل عن 2000 جنيه لكل مواطن، وان تخفض الحكومة سنوات الخدمة من 36 سنة إلى 30 أو 25 سنة خاصة أن أغلب أولادنا عثروا على وظيفة بعد سنوات طويلة من تخرجهم، كما أقترح عليهم ان يطالبوا الحكومة بإعداد قانون يمنح المتقاعد معاشاً يتساوى مع آخر مرتب (على الشامل) تقاضاه قبل تقاعده.

[email protected]