رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تحية تقدير للمرأة المصرية

لا يختلف اثنان على دور المرأة والفتاة المصرية فى ثورتى مصر بـ 25 يناير و30 يونيو، فقد كانت المرأة هى النواة الأساسية للحشود والاحتجاجات فى الميادين والشوارع، وقد كتبت هنا وتوقعت بعد تولى الرئيس أبوكرتونة الحكم: أن يسقط هو وعشيرته بضربة قاضية من نساء وفتيات مصر، وبالفعل صدقت توقعاتى وقامت نساء مصر بخلع أبوكرتونة وعشيرته، ليس هذا فقط بل إن نساء مصر قررن محو العشيرة وتوابعها من الخريطة السياسية المصرية والعربية والعالمية، وذلك بنزولهن إلى الاستفتاء والتصويت بنعم للدستور، وقد نزلت نساء مصر وفتياتها إلى اللجان ووقفن بالساعات فى انتظار الإدلاء بأصواتهن فى احتفالية لم ولن تراها أية انتخابات أو استفتاءات فى أى بلد من بلدان العالم.

المرأة المصرية أعطت درسا لنساء العالم فى القدرة على رفض الحكومات والأنظمة التى تقهر أسرتها، علمت نساء العالم أن المرأة قادرة على عزل الأنظمة الفاسدة والديكتاتورية والمنظمات الإرهابية التى تتستر خلف الدين، المرأة المصرية أكدت لنظيراتها فى البلدان العربية والأوروبية والأمريكية أن المرأة هى صاحبة القرار والقدرة على حماية منزلها وأسرتها من بطش أى حاكم مهما كانت قوته أو جبروته.
بعد سنوات من اليوم سوف ينشغل الباحثون فى مصر وفى البلدان العربية والأوروبية بدراسة دور المرأة المصرية فى إنجاح ثورتى 25 يناير و30 يونية، ودورها فى القضاء على جماعة الإخوان المتأسلمين وعلى جميع التيارات التى رفعت شعار الإسلام السياسى، والأجيال القادمة سوف تحاول تقديم قراءة تحليلية لهذا الدور وأسبابه، ونظن أن العلوم والنظريات السياسية سوف تدرس فيما بعد دور المرأة فى تغيير الأنظمة سلميا وعبر صناديق الاقتراع. 
ربما سيطرح أيامها بعض الدارسين والمحللين أسئلة تشكك فى قدرة ومبادرة المرأة فى الثورات، خاصة فى مصر، وذلك بإشاعة ذكورية الأفكار الثورية، والتأكيد على استغلال الرجال للنساء فى التظاهر والحشد والتصويت، معتمدين على نموذج ما سمى بحرائر الإخوان، حيث دفع قيادات الجماعة النساء والفتيات إلى الخروج والاحتجاج، ونظن أن هذا التحليل لن يجد ما يدعمه لاختلاف النموذجين،

حيث خرجت نساء الإخوان استجابة لأوامر الأزواج والآباء وقيادات الجماعة تنفيذا لمبدأ السمع والطاعة، كما أنها خرجت لكى تعيد للجماعة سلطتها ونفوذها وخطابها السياسى المتأسلم، ولم تخرج من أجل الحريات أو العدالة الاجتماعية أو من أجل الإخوة فى الوطن.
أما المرأة المصرية فقد خرجت خوفا على أسرتها وعلى بيتها وعلى أقاربها وعلى جيرانها وعلى بلادها، خرجت لكى تضمن مستقبل لبناتها ولذكورها، المرأة المصرية لم تخرج تنفيذا لأوامر الزوج أو الأب بل خوفا من عودة البلاد لأزمنة ولثقافات وعادات وخطاب دينى يعود بالوطن والمواطنين مئات السنين إلى الخلف، المرأة المصرية أزاحت أبوكرتونة وعشيرته لكى لا تجلس هى وبناتها وحفيداتها إلى قفص الحريم، وتطل من مشربيته على مستقبل لن تشارك فيه.
الشعب المصرى بذكاء شديد أجهض المخطط الأمريكى لتفتيت مصر وتدشين خارطة جديدة للشرق الأوسط، وعلم شعوب العالم أن الشرعية والديمقراطية ليست فى الصناديق بل فى إرادة الأغلبية، والمرأة المصرية أكدت للعالم أن الثورة على الأنظمة الديكتاتورية والفاشية ليست بالضرورة بأفكار وأفعال ذكورية، وأن المرأة قادرة على إشعال الثورات وإسقاط الأفكار الديكتاتورية والفاشية والمتخفية وراء شعارات دينية مهما كانت قوة وقدرة وقسوة الذكور التى يرفعونها.
تحية تقدير لكل امرأة وفتاة خرجت فى 25 يناير و30 يونية وقالت: لا، ولكل امرأة وفتاة نزلت فى 14 و15 يناير وقالت: نعم.

[email protected]