عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

استفتاء وحيد حامد

للكاتب السيناريست العبقرى وحيد حامد مشهد فى فيلم طيور الظلام لا يجب أن ننساه أبدا، وهو المشهد الذى وضع فيه حامد أيدينا فى مرحلة مبكرة على عدم حيادية بعض القضاة خاصة المتبنين للخطاب الديني المتأسلم، وانحيازهم في أحكامهم إلى أبناء عشيرتهم.

هذا المشهد العبقرى تذكرته بالأمس وأنا أتابع حركة التصويت على الدستور فى لجان مصر المختلفة، حيث نقلت لنا وسائل الإعلام والفضائيات استبعاد بعض القضاة من الإشراف واستبدالهم بقضاة آخرين لقيامهم بالتدخل فى عملية التصويت.
في استفتاءات وانتخابات سابقة ذكرت وقائع مماثلة قام فيها بعض القضاة بالتدخل فى العملية التصويتية، وأيامها تم استبعادهم من اللجان واستبدالهم بقضاة آخرين محايدين، وعلى ما أذكر نشر فى الصحف أيامها أن المجلس الأعلى للقضاة سوف يقوم بالتحقيق مع القضاة، بعد ذلك لم يذكروا لنا ماذا تم مع هؤلاء القضاة؟، وهل انتهت التحقيقات إلى ادانتهم؟، وما هى العقوبة التى وقعت عليهم؟، وهل قاض بمثل هذه السلوكيات يصلح للحكم بين المواطنين دون التحيز لأبناء عشيرته او رفاقه فى الأيديولوجية؟.
بالأمس كشف الدكتور شريف بدر رئيس مركز معلومات دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، أنه تم إبلاغ غرفة العمليات المنعقدة حاليا بالمركز لمتابعة سير العملية الانتخابية بجميع محافظات مصر، عن حدوث بعض التجاوزات فى بعض اللجان الانتخابية، وقيام بعض القضاة بحث المواطنين على التصويت بـ «لا» على الدستور. 
وقد ذكرت الفضائيات أن قاضياً فى إحدى لجان إمبابة قام بطرد الناخبين من اللجنة بدعوى أن الاستفتاء باطل، وفى مصر الجديدة رددوا أن أحد القضاة الملتحين قام أيضا بطرد الناخبين وقام بتسويد البطاقات بـ لا، وذكر أن آخر أيضا فى مصر الجديدة كان يوجه الناخبين للتصويت بـ لا..
وحيد حامد وضع أيدينا فى وقت مبكر «عام 1995» على هذا العوار، وجمع المحامى الانتهازي فتحى نوفل«عادل إمام» بالمحامى الإخوانى على الزناتى«رياض الخولى» فى مشهدين أمسك فيهما بالصورة العفنة للمجتمع فى ظل حكم الحزب الوطنى، قبل المشهدين قدم مشهد القراءة، وهو المشهد الذى اكتشف فيه فتحى نوفل أيديولوجية القاضى «محمود البزاوى» الذى سينظر قضية المومس موكلته«يسرا»، حيث تابع أسئلته وأحكامه فى القضايا المتقدمة عنه فى الرول، وتأكد أنه ينحاز للخطاب الدينى الإخوانى، خرج من القاعة واستدعى زميله فى الكلية على الزناتى من حجرة المحامين ووقفا فى مشهد رائع بطرقة يتفقان على براءة المومس، وقررا أن يقف الزناتى أمام ابن

عشيرته الجالس على منصة القضاء «البزاوى»، ويستجيب الزناتى ويحصل بالفعل على براءة للمومس التي ضبطت متلبسة.
عبقرية وحيد حامد في هذا المشهد، مشهد الاتفاق على البراءة، ليست فى أنه وضع أيدينا على عدم حيادية بعض القضاة، أو أن بعض الحكام تتأثر بأيديولوجية القاضي، خاصة المنتمى للخطاب المتأسلم، بل عبقرية حامد فى استعراضه للعفن الذي ضرب أغلب مؤسسات الدولة خلال سيطرة الحزب الوطني.
إذا كانت الأخبار التي تناقلتها الفضائيات والمواقع الخبرية عن قيام بعض القضاة بالتدخل في العملية التصويتية بتوجيههم الناخبين للتصويت بـ لا أو بالتصويت بـ نعم، إذا كانت هذه الوقائع بالفعل صحيحة، فالمجلس الأعلى للقضاة مطالب بأن يكشف لنا عن أسماء هؤلاء القضاة، وأن يعلن فيما بعد عن نتائج التحقيقات معهم، ويعلن كذلك في حالة إدانتهم عن العقوبة التى وقعت عليهم، ونأمل أن تكون العقوبة فى حالة الإدانة هى استبعادهم عن منصة القضاء، لماذا؟، لأننا لا نثق فيمن تدخل فى التصويت «بـ لا أو بـ نعم» بألا ينحاز فى حكمه لأبناء عشيرته أو لصالح رفاقه فى الأيديولوجية.
المفترض أن نطهر القضاء ممن يؤدلجون الأحكام، لأن انحيازهم هذا سوف يكرس لفتنة وإلى تقسيم المواطنين إلى فرق حسب الأيديولوجية والخطاب الديني، وربما أيضا حسب العرق والديانة والمذهب.
استدراك: كشف المستشار أحمد الزند رئيس نادى القضاة، أنه جرى مراجعة كشوف الاستفتاء، ليخرج من بينهم الخلايا النائمة التى تعمل لصالح الإخوان، وأكد أن القضاة استطاعوا أن يجتثوا حوالى 138 خلية لمنعهم من أن يحظى أحد منهم بهذا الشرف، ومنهم ابن محمود مكى وبنت أخت محمود الخضيرى.
 

[email protected]