عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حفلات مبايعة السيسى

هل الفريق السيسى يحتاج إقامة موالد وحفلات ومهرجانات لتجمل صورته للشعب؟، من الذي يمول حفلات «بايعناك ورشحناك»؟، وما الذي ينتظره منظمو هذه الحفلات مستقبلا؟، وما الذى دفعهم لتنظيمها؟، وما الفرق بين منظمى هذه الموالد ومنظمى حفلات مبارك ومرسى؟

الصورة التي تناولتها بعض وسائل الإعلام أول من أمس لمجموعة من الأطفال من دار أيتام بملابس صيفية يقفون فى عز البرد ويحملون صور الفريق السيسى، كانت من الصور المؤلمة جدا على نفوسنا ولا تختلف كثيرا ولا قليلا عن صور الأيتام الذين كانت «الإخوان» تستغلهم خلال اعتصامهما فى رابعة العدوية.
بطبيعتي أتجنب قراءة أو مشاهدة هذه الموضوعات، لسبب بسيط جدا وهو أنني ضعيف جدا من الناحية الإنسانية، مع قراءة هذه الموضوعات أو مشاهدة بعض الصور ينشط خيالي بدرجة كبيرة، وأتخيل نفسي أحد أفراد الصورة أو احد أبطال الواقعة، ومع كل شخصية ينسج خيالي قصصاً وسيناريوهات لا نهاية للمأساة بها، أدعمها بكلمات وصور في غاية القتامة والسواد، وخلال نسجى للمشاهد أجهش في البكاء لدرجة الانهيار، ويرتفع الضغط في دمى وضربات قلبي تزداد سرعتها، وأصاب بأزمة قلبية أو بذبحة صدرية بسبب بعض شرايين القلب المسدودة، وترفع حالة الطوارئ في البيت، ويناولني أولادي حبة «دينيترا» أضعها تحت لساني، وقرص إسبرين أطفال أمضغه، وحبة ضغط وأخرى لتوسيع الشرايين أبلعهما، وأنطق الشهادة وأكرر عليهم وصيتي:
ــ ادفنوني مع والدي في بلدتي أو بمدافن الصدقة هنا، وأسرعوا في استخراج الأوراق لكي تصرفوا معاشي من التأمينات والنقابة، صحيح مجموع المبالغ تصل بالكاد ألف جنيه، لكنها فى النهاية تعبر عن الظلم والقهر والفساد الذى عشنا فيه تحت حكومات سرقت جهدنا وأموالنا وصحتنا وعمرنا، حتى احلامنا قاموا بمصادرتها علينا وعلى أولادنا، وأهم بند في الوصية: العزاء على المقابر، ولا تقيموا شادرا لترشيد النفقات، وفى نهاية الوصية تبلغ المأساة ذروتها، وأعتذر لهم عن فشلي طوال سنوات عملي هذه في ترك أي شيء، حتى القبر لم أتمكن من شرائه.
جابر القرموطى أنقذني من جميع السيناريوهات المأساوية، فقد عرض الصورة وقام هو باللازم، استضاف مدير دار الأيتام، وأحد المسئولين بوزارة الشئون الاجتماعية، كما قامت المسئولة عن المؤتمر الذى يبايع السيسى بعمل مداخلة تبرأت فيها من وقوف الأطفال بملابس صيفية على الرصيف فى عز البرد، وحكت أنها شاهدت المنظر، وكانت تظن أن الأطفال جاءوا مع أولياء أمورهم فسعدت كثيرا،

لكنها بعد فترة علمت من أحد مساعديها أن الأطفال لدار أيتام، ماذا فعلت بعد ذلك؟ لم تقل لنا، كما أنها للأسف لم تتحرك (فى رواية حضورهم مع أولياء أمورهم) عندما شاهدت الأطفال فى عز البرد يغنون للسيسى ـ رضى الله عنه وأرضاه ـ الذى تقيم له الحفل الكبير، ولم تراجع أولياء أمورهم فى ارتداء الأطفال هذه الملابس، ولم تدعهم لدخول القاعة لحمايتهم من البرد، السيدة الفاضلة التى كانت تشرف على حفل ومولد مبايعة الفريق السيسى لم تتأثر من مشاهدة الأطفال يرتجفون من البرد، وسعدت جدا لأن مجموعة من أولياء الأمور الأفاقين جاءوا بأولادهم يبايعون السيسى فى مولد الهانم.
الخطأ الذى وقع فيه الإعلامى النابه جابر القرموطى هو أنه لم يسأل السيدة صاحبة مولد مبايعة السيسى، عن مصدر تمويل الحفل؟، وما الهدف من إقامته؟، وهل هذا المولد هو الذى سيدفع المصريين إلى التصويت لصالح السيسى؟، هل المولد الذى نصبته هو الذى سيجعل الدول التى تراه مغتصباً للشرعية بطلا؟، ما هو الهدف الحقيقي من هذه الحفلات والموالد التى تبايع الحكام؟، ومن الذى يمولها؟، وما الفرق بين الموالد والحفلات التى كانت تقام لمبايعة مبارك ومرسى عن مولد السيسى؟
نحن قمنا بثورتين لكى نتخلص من كل هذه الصور، لأننا لن نريد رئيسا أو مسئولا تقام له الولائم والموالد والحفلات لتجميل صورته، السيسى تحديدا أعماله وما قدمه للشعب المصرى لا يحتاج مولداً لمبايعته أو لتجميل صورته، ارحمونا بقى، الأطفال اليتامى الذين نشفوا من البرد كانوا أولى بالأموال التى أنفقوها على مولد مبايعة السيسى.

[email protected]