38 سنة خدمة والمعاش ألف جنيه
مشكلة أصحاب المعاشات ليست صغيرة ولا بسيطة، وتجاهل الحكومة لها أو التعامل معها بمنطق حكومات النظم السابقة سوف يكون له أثره الخطير على خريطة الطريق، فما الذي سيستفيده 9 ملايين متقاعد من المشاركة في تمكين نظام حاكم جديد لا يفكر في كيفية انتشالهم من الفقر؟، ما الذي يجعل أولاد وزوجات المتقاعدين يدلون بأصواتهم لصالح الدستور أو لبرلمان من المدنيين أو لرئيس ووالدهم لا يجد ما ينفقه عليهم؟.
سبق وتناولت مشكلة 9 ملايين متقاعد، واقترحت أن تقوم الحكومة بتحديد حد أدنى للمعاش لا يقل عن ألف و500 جنيه، وأن تقوم الحكومة بوضع آلية جديدة لتحديد المعاش، على أن يصرف آخر مرتب قبل التقاعد هو مكافأة المعاش، لأنه ليس من المعقول ولا المقبول ولا من المنطقي ولا من الإنساني أن يكون راتبي 3 أو 4 أو 5 آلاف جنيه وفى يوم وليلة يقال لى راتبك أصبح 500 أو 600 أو 700 أو 1000 جنيه وعليك أن تدبر حياتك بها أنت وأولادك، كيف؟، وماذا أفعل بها؟، هذه حياتك وليست حياتنا.
بعد أن قدم المواطن شبابه وسنوات عمره لخدمة الوطن في شيخوخته يلقى فى سلة المهملات، وتجبره الحكومة على مغادرة الطبقة المتوسطة والنزول إلى الطبقة الأشد فقرا، حيث يحرمون من معظم ما اعتادوا عليه في المأكل والملبس ونمط الحياة، لأن دخل الأسرة الشهري تم تخفيضه إلى أقل من الربع. هذه الأسرة هل من المنطقي أن تدلى بصوتها لحكومة أو لنظام سوف يبقى عليها فى نفس شريحة الفقر والأشد فقرا؟، هل من المعقول أن يشاركوا فى وصول أى منهم إلى الحكم؟، بالطبع: لا.
ولكى لا يكون حديثنا مرسلا أعرض لرسالة تلقيتها من جابر عبد الصادق محمد
مشكلة جابر لم تقف عند المعاش فقط، بل وصلت إلى أن الهيئة التى خدمها 38 سنة من عمره لم تقم بصرف مكافأة نهاية الخدمة(10 شهور على الشامل)، لماذا؟، المواطن جابر لا يعرف، لهذا أرسل لى خطاب استغاثة رفعه إلى رئيس الهيئة:
«السيد المهندس / رئيس الهيئة العامة للطرق والكباري والنقل البري.. بعد التحية.
مقدمه لسعادتكم / جابر عبد الصادق محمد
وتفضلوا بقبول فائق التقدير والاحترام..مقدمه لسعادتكم/جابر عبد الصادق محمد