صحافة العبيد
هل الحوار الذي أجرته جريدة الجمهورية أمس مع وزير الاتصالات ماجد عثمان مدفوع الأجر؟، هل هو مادة إعلانية سددت وزارة الاتصالات قيمته لقسم الإعلانات بالجريدة؟، هل المقدمة التي كتبت للحوار يوافق عليها محمود نافع رئيس تحرير الصحيفة؟، هل الزملاء بالجريدة يتفقون مع وصف هذا الوزير بأنه من الثوار؟، هل مازالت الجريدة تعمل بذاكرة وسياسة سمير رجب، ومحمد علي إبراهيم؟، هل ستظل الجريدة تتبني سياسة النشرة الحكومية؟، هل ستستمر في صحافة تلميع المسئولين والوزراء في الحكومة؟، هل ستهدر أموال الشعب في صحافة العبيد؟.
أعلم جيدا أن الزميل محمود نافع رئيس تحرير الجمهورية من الشخصيات نظيفة اليد، وأعلم جيدا أنه يمتلك قدرات وخبرات مهنية كبيرة، وأعلم كذلك أن جريدة الجمهورية مليئة بصحفيين وكتاب شرفاء وأصحاب خبرات ومهارات عالية وكبيرة جدا، لكن أن يجري حوار مع وزير الاتصالات لتلميعه أو لكي نغسل تاريخه فهذا يجب أن نتوقف أمامه، من حق الجريدة أن تجري حوارا مع أي شخصية، حتي لو كانت هذه الشخصية من فلول النظام الفاسد، ولها أن تطرح عليه ما تري، لكن ليس من حق الجريدة أن تغسل تاريخ وسيرة هذه الشخصيات، وليس من حقها كذلك أن تنسب له ما لم يقم به، أعني أنه ليس من حق الجريدة أن تخدع القارئ وتجمل الصورة المشوهة.
لكي لا أطيل عليكم، صباح أمس نشرت الجريدة حوارا مع ماجد عثمان وزير الاتصالات، أدار الحوار رئيس التحرير محمود نافع، وشارك فيه العديد من الزملاء الأكفاء بالجريدة، كتبت الجريدة علي لسانها ولسان جميع العاملين بها في أول جملة من مقدمة الحوار التالي:" واحد من الوزراء الذين جاءوا من ميدان التحرير رغم كل ما يقال ويثار حوله من شكوك واتهامات وانه من فلول الحزب الوطني المنحل". ونحن نسأل الزميل محمود نافع هل توافق علي هذه الجملة؟، وهل ماجد عثمان جاء من ميدان التحرير؟، هل رأيت ماجد عثمان في ميدان التحرير يهتف ضد حسني وجمال مبارك؟، ما هو دليلك علي أنه جاء من ميدان التحرير إذا كنا لم نره في ميدان التحرير؟، وهل الزملاء في الجريدة الغراء يوافقون علي هذا الكذب؟، هل يقبلون تنظيف تاريخ هذا الوزير؟، ولماذا؟، وما
الزميلة الجمهورية لم تكتف بهذا بل أنها أكدت وأعلنت تعاطفها وبشدة مع ماجد عثمان، لأن شائعات الإقالة لا تجعل ماجوده ينام، نامت عليه حيطه هو وجميع الشخصيات والوزراء من أمثاله.
يا أستاذ محمود هذه الصحافة تسمي بصحافة العبيد ، وكان لها أساتذتها خدام النظام، والثورة قامت ضد النظام وضد عبيده وخدامه، ونحن نأمل أن يكون هذا الحوار مادة إعلانية قامت وزارة الاتصالات بتسديد قيمته، لأننا لا نقبل أن تظل جريدة مثل الجمهورية بالكفاءات والخبرات الموجودة بها، تقدم لنا صحافة سمير رجب، ومحمد علي إبراهيم وغيرهما ممن رفعوا لواء صحافة الخدم والعبيد في صحفنا الحكومية.