رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مادة للحلاقين فى الدستور

فاجأني ميدو الحلاق بقوله: بقولك ايه يا أستاذ كل مهنة عملت لنفسها مادة فى الدستور، احنا مادتنا فين؟
ـ بتقول ايه؟

ـ بقول لسعادتك: هم الحلاقين مش زى المحامين والقضاة والصحفيين والشرطة والجيش والفلاحين والعمال ورجال الدين والسلفيين وبتوع الضرائب والجهاز المركزى للمحاسبات..
ـ مش فاهم
ـ يا أستاذ كل رئيس مهنة عمل لزملائه مادة بالدستور والأستاذ عمرو موسى مشهاله، اشمعنى بقى الحلاقين
ـ هو أنتم عايزين تعملوا لكم مادة فى الدستور؟
ـ آه، طبعا
ـ بتكلم بجد؟
ـ وربنا يا أستاذ، مش الدستور ده بتاعنا كلنا
ـ بس إنتم مالكوش رابطة أو نقابة أو اتحاد
ـ هو يعنى علشان ملناش رابطة يتاكل حقنا فى الدستور
ـ لا، ويتاكل ليه
ـ طيب بصفة حضرتك كاتب وصحفى كبير وكلمتك مسموعة، يا ريت بقى تطالب لنا بمادة زينا زيهم
ـ هيبقى فيها ايه يا ميدو
ـ تحافظ لنا على حقوقنا
ـ تقصد أسعار الحلاقة
ـ لا يا باشا، زى ماهم عملوا لنفسهم يعملوا لنا
ـ عملوا إيه
ـ كل واحد أعلن استقلال مهنته، وخلوا لهم حصانة وحرية في أداء المهنة، ده حتى اللى يغلط فيهم يحاسبوه فيما بينهم، ما يروحش القسم ولا النيابة.
ـ خلص يا ميدو وقول عايزين المادة تقول ايه؟
ـ ان احنا نبقى أصحاب القرار ومشاكلنا ما تروحش بره
ـ مش فاهم
ـ عايزين تحافظ الحكومة على كرامتنا
ـ هو حد مس كرامتكم فى حاجة
ـ مش القصد، لا مؤاخذة مش احنا اللى بيطاطى لنا رئيس الجمهورية والقاضى والصحفى ووكيل النيابة وضابط الشرطة والوزير والمدير والخفير، واحنا اللى بنحلق لهم رؤوسهم وبنزينهم
ـ آه، وايه دخل ده بالدستور
ـ الناس دى كلها عملوا مواد فى الدستور على ما سمعت بتخليهم أسياد نفسهم، هم اللى يحلوا مشاكلهم بعيدا عن الحكومة
ـ يا أخى انت زهقتنى ورفعت لى الضغط، انت عمال تلف وتدور، انتم عايزين مادة فى الدستور
ـ آه
ـ بتنص على ايه؟
زى مثلا لما يقع خلاف بين الحلاقين يتم حله فيما بينهم، ولما يقع خلاف مع زبون لا يأخذنى إلى قسم الشرطة، ويدوا لشيوخ الحلاقين الفرصة لحل المشكلة
ـ إيه تانى؟
ـ تحمينا من مفتشى وزارة الصحة، ولما نروح القسم فى مشكلة يعاملنى

حلو».
بعد ان فلت برأسى من بين يدى ميدو الحلاق، تذكرت قصة طريفة قرأتها منذ سنوات طويلة ربما فى نهاية الأرب للنويرى أو عقد الجمان لبدر الدينى العينى، وقعت فى عصر المماليك، ملخصها أن احد المقربين من حاكم مصر كان أصلع، وفى إحدي الجلسات اقترح على الحاكم ان يصدر مرسوما يجعل منه ملك القرع فى بر مصر، وبالفعل اصدر الحاكم المرسوم وأصبح أحد رجاله الصلع هو ملك القرع، الطريف فى القصة ان ملك القرع بنص مرسوم الحاكم، قام باستغلال المرسوم أسوأ استغلال، حيث قام بفرض ضريبة على كل مصرى أصلع، واشترى مقراً يدير لمملكة القرع، وقام بتعيين بعض المعاونين له من القرع لتحصيل الجباية التى فرضها، كما نجح فى ان يحصل على حصانة ضد المحتسب و العسس، كما أعفى من دفع الضرائب التى كانت تفرض على المصريين.
قبل أن أنسى، أرفع مطلب ميدو الحلاق إلى السيد عمرو موسى، وأطالبه بدراسته، والاتصال بميدو الحلاق أو ارسال لجنة إليه تستمع إليه ولبعض الحلاقين، خاصة وأننى أشك فى أن جامع القمامة قد تحدث مع محمد بواب العمارة فى مادة للزبالين، ورد عليه محمد البواب بمادة للبوابين، إلى ان تتضح الصورة بشكل جيد، وأجلس مع الزبال والبواب، رجاء أن تنشر مادة الحلاقين قبل التصويت عليها لكى تناقش بين المواطنين،  مثلما فعلتم مع مواد حبس الصحفيين والاعلاميين والفنانين والكتاب.

[email protected]