رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكومة مؤقتة بصحيح

حاولت كثيرا أن أقنع نفسى بأن حكومة جدو ببلاوى غير مصابة بمرض المؤقتة، وأنها سوف تقاوم المرض ولن تستسلم له مثل الحكومات التى أدارت البلاد بعد ثورة 25 يناير، فقمت بمتابعة أخبارها وقراراتها وأغفلت تماما ما يقال إنها: ضعيفة، مرتعشة، مصابة بالزهايمر، معظمهم تجاوزوا سن التقاعد ومستجداته منذ سنوات..

وللحق كنت أشفق عليهم فى بداية الأمر بسبب جسامة الأزمات والمشاكل التى تواجهها البلاد، خاصة وأن أى حكومة ستتولى مهمة إدارة البلاد فى توقيت مثل هذا من تاريخ مصر، مطالبة فى المقام الأول بتطبيق، ولو بشكل مؤقت، مطلب أساسى ورئيسى هو العدالة الاجتماعية، خاصة فى الأجور والمعاشات، وقلت فى نفسى: إن هذه الحكومة لو وضعت آلية لتطبيق العدالة الاجتماعية فى الأجور والمعاشات فقط، فإنها تكون قد قدمت للبلاد وللشعب انجازا كبير؟
وأقنعت نفسى كذلك بأن هذه الحكومة ليست مطالبة بنقل البلاد إلى الصورة التى رسمتها الثورة فى مطالبها، بل إنه يكفيها أن تضع الآليات لعملية التحول السياسى والاقتصادى والاجتماعى والثقافى، على سبيل المثال فى(اقتصاديا) أن تضع البنية الأساسية لبعض المشروعات الاقتصادية الكبيرة التى تستكمل خلال السنوات القادمة، مثل مشروع محور قناة السويس، ومشروع توشكى، واستزراع أراضى الوادى الجديد، واقامة مشروعات استثمارية وتعليمية وحضارية فى محافظات الصعيد وشبه جزيرة سيناء.
فحكومة جدو ببلاوى مطالبة بأن تقدم الدراسات اللازمة للمشروعات وتفتح الباب للمستثمرين لتنفيذ هذه المشروعات(الطرق، التعليم، المواصلات، المصانع، الاستصلاح..) فى المناطق التى تختارها وليس فى المناطق التى يحددها المستثمر.
بعد متابعة جادة لقرارات حكومة جدو ببلاوى وأخبار وزرائها، اكتشفت أن هناك بالفعل بعض الوزراء يعملون ويواجهون المشاكل التى تواجههم يوميا، مثل: السياحة، التربية والتعليم، البترول، الكهرباء، الشرطة، الجيش.. قد نختلف مع أداء كل وزير، وقد نرى أن عدم توفر الميزانية اللازمة سوف تعيق جهدهم، لكنهم فى النهاية يواجهون بشكل يومى المشاكل والأزمات على أرض الواقع.
فى المقابل اتضح انه هناك بعض الوزراء مجرد صورة فقط، لم يقدموا ما يماثل 1% من الضوء الإعلامى الذى سلط ويسلط عليهم، على سبيل المثال، وزير السندوتشات، أو نائب رئيس الوزراء لشئون الوجبات السريعة، ما الذى قدمه هذا الرجل غير عربة الكبدة التى يقترح وقوفها امام المدارس؟، سبق وتحدث عن المصالحة مع جماعة الإخوان، ورفض اقتراحه فأمسك فى مشروع السندوتشات

المدرسية.
مثال آخر: وزير التعليم العالي، أو كما يسمونه فى الشارع وزير الاستقالات، ما الذى قدمه سوى تهديده بالاستقالة عمال على بطال؟، ماذا فعل للجامعات ولمستوى التعليم الجامعى والخاص فى البلاد؟، هل فكر فى إدخال مصر إلى منظومة انتاج المعرفة؟.
مثال ثالث: وزير الشئون الاجتماعية الذى ينفض فى وجوهنا صباحا ومساء تراب ميدان التحرير، ما الذى قدمه لأصحاب المعاشات؟، يقسم بأنه رفعها إلى سبعمائة جنيه، ما الذى يفعله رب أسرة بالسبعمائة جنيه؟، وماذا يفعل بـ3 آلاف جنيه مع زوجه وشباب فى التعليم؟، هل بعد أن خدم مصر 25 أو 30 سنة مصر تلقيه فى سلة المهملات هو وأسرته بسبعمائة جنيه؟، مصر تقول له بعد هذا العمر عليك ان تطعم أولادك من صندوق الزبالة؟، لماذا لم تفكر فى موارد تنقذ 9 ملايين متقاعد من التشرد والنزول إلى قاع المجتمع؟.
مثال رابع: وزير المواصلات، تخيلوا هذا الرجل بعد ان تولى وزارة المواصلات اكثر من مرة اكتشف هذه الأيام فقط ان شبكة السكة الحديد فى مصر انتهى عمرها، وتخيلوا ما الذى اقترحه فخامته، حسب نص الخبر الذى نشرته الوفد أمس للزميل والصديق محمود شاكر، الوزير أكد انه يفكر فى إعداد دراسة لسكة حديد بديلة فى الطريق الصحراوى، وأنه بعد ان ينتهى منها سوف يطرحها على مجلس الوزراء(لم يحد وزراء جدو ببلاوى أم جدو القادم)، ليس هذا فقط، بل إن الوزير قال أيضا: إن الدراسة سوف تطرح على مجلس الشعب، يعنى من الآخر: موووت يا حمار.

[email protected]