رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التدخل الأجنبي فى سورية

قبل عامين احتضن حزب الوفد المعارضة السورية، كانت أيامها ثورة الشعب السورى ضد بشار الأسد فى بدايتها، كان الشعب الثائر يواجه الرصاص بحناجره وصرخاته المتعطشة

للحرية والديمقراطية، لم تكن الأحداث فى سوريا تلفت الانتباه بالقدر الكافى، وكانت الأحداث فى مصر مازالت تحتل العناوين الأولى فى نشرات وصحف العالم، وسط زخم ثورة يناير وتحولاتها فكر حزب الوفد فى احتضان المعارضة السورية وجمعهم فى ائتلاف واحد يختارون من بينهم شخصاً يخاطب العالم باسم أغلبية الشعب السورى، وذلك مثلما فعل الحزب مع المعارضة الليبية وكان أول كيان عربى يعترف بالمعارضة، ليس هذا فقط بل استضاف قيادات المعارضة فى ليبيا الشقيقة فى مقر حزب الوفد، وأعلن يومها من مقر الدقى عن ائتلاف المعارضة الليبية.
فى شهر سبتمبر 2011 حضرت مع رئيس الحزب وبعض قيادات الهيئة العليا، أحد اللقاءات مع قيادات المعارضة السورية، وكان على رأس الحضور المناضل السوري هيثم المالح شيخ الحقوقيين، وحضرت كذلك لقاء آخر عقد بفندق بيراميزا شارك فيه الكاتب السوري محيى الدين اللاذقانى، وكان المطلب الأول للفريقين مساندة الشعب المصرى لشقيقه الثائر فى سورية، لأن هذه المساندة خاصة من القاهرة سوف ترفع معنويات الشعب الذى تسفك دماؤه على الأسفلت برصاص جيشه الوطني، وقد تمنى الفريقان أن تعلن هذه المساندة فى مليونية بميدان التحرير، يرفع فيها الشباب والسيدات والفتيات والأطفال والشيوخ علم سورية، ونهتف جميعا: الشعب السوري يريد إسقاط النظام، الشعب السوري يريد محاكمة السفاح بشار.
لن أخفي عليكم سقوط دموعي وأنا أرى المناضل  السورى هيثم المالح شيخ الحقوقيين، وهو يبكى بعزة وصلابة الأطفال الذين قتلوا بأيدى رجال الأمن والجيش، المالح كان أحد المعتقلين فى سجون السفاح السورى، وحكى خلال اللقاء عن بشاعة ما يجرى فى مدن وريف سورية، ودهشت من حجم الأرقام التى ذكرها عن الشهداء والمعتقلين والفارين، قال إن عدد المشردين(أيامها عام 2011) بلغ 24 ألفا، وعدد المعتقلين قارب على المائة ألف، وأبكينا عندما أشار إلى استخدام النظام السورى كل أنواع السلاح ضد الشعب بدلاً من أن يواجه العدو الذي يحتل الجولان، وأكد المالح أن 85 % من دخل سوريا هو لصالح بشار الأسد وبطانته الحاكمة، وأن 60 % من الشعب السوري تحت خط الفقر ، وأن النظام السوري قتل 130 طفلاً حتى الآن، ولا يكتفى بهذا بل يقوم بتدمير المواد الغذائية وتخريب خزانات المياه لمعاقبة الشعب الذى يطالب بالحرية والتغيير، مستخدما فى ذلك حوالى 50 ألفاً من الشبيحة «البلطجية»، ومقابل قيام هؤلاء الشبيحة بقتل الأبرياء واغتصاب النساء يصرف بشار الأسد لكل منهم ألف ليرة يومياً، طالب المالح أن تقوم الأحزاب  والقوى السياسية فى مصر بالضغط على

الجامعة العربية وعلى الحكومة المصرية لسحب سفير مصر من دمشق و طرد السفير السوري من القاهرة ، واللاذيقانى تمنى من الأحزاب والائتلافات والقوى السياسية المصرية أن يساندوا شعبه الثائر في سورية، لأنهم هناك محبطون من مواقف الحكام العرب، وينتظرون سماع أصوات إخوانهم فى القاهرة والإسكندرية والسويس والمحلة الكبرى وأسيوط ومرسى مطروح وهم يطالبون بسقوط السفاح بشار .
فى لقاءات أخرى اقترح آنذاك قيادات المعارضة أن يساندهم حزب الوفد فى التدخل الأجنبى، فقد كانوا يسعون أيامها إلى استدعاء الجيوش الأوروبية والأمريكية لضرب بشار والجيش السورى مثلما فعل حلف الناتو فى ليبيا الشقيقة، وأذكر أننى رفضت هذه الفكرة وبشدة، وقلت لهم فى حوارات جانبية: سورية ليست ليبيا، ونحن نحتاج سورية وجيشها واقتصادها بعافيتها وقوتها، لا نريدها حطاما وركاما وأطلالا ونساء متشحات بالسواد يبكين على الشباب والأطفال والشيوخ والبيوت والحوانيت والحارات والذكرايات، وانحاز رئيس الحزب لرأى مع أن بعض الشخصيات الوفدية أبدت مرونة فى التدخل، وللتاريخ انتهز أول مؤتمر صحفى عقد مع قيادات المعارضة وأعلن مساندته للشعب السورى الشقيق فى مطالبته بحقوقه فى الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وأكد رفضه التام إلى التدخل الأجنبى فى الشأن السورى.
بعد أسابيع من تولى الرئيس محمد مرسى سمعنا عن فتح باب السفر إلى سورية لمن يطلقون عليهم بالمجاهدين لكى يحاربوا فى صفوف المعارضة، وسمعنا بعودة بعضهم تحت مسمى الشهداء، أيامها حذرت هنا من خطورة مشاركة الشباب المصرى فى الشأن السورى، وطالبت أجهزة الأمن المصرية بمتابعة هؤلاء الأشخاص.
اليوم نجدد موقفنا من سورية الشقيقة ونرفض وبكل قوة التدخل الأجنبى فى الشأن السورى، ونطالب العالم أجمع ان يعلن رفضه إلى تدمير مدننا وبيوتنا واقتصادنا وعافيتنا فى سورية، كما نطالب الحكومات العربية بأن تتصدى للمخطط الأمريكى الصهيونى الرامى لتدمير سورية.


[email protected]