رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاتبة يهودية يمنية تتساءل

أرسل لي بعض الأصدقاء مقالاً لكاتبة يهودية من دولة اليمن تدعى نجاة النهاري، المقال بعنوان: كيف يسلم اليهودى وهذا حال المسلمين؟، تستنكر فيه الكاتبة حالة الانقسام والشقاق بين المسلمين بسبب المذهب والأيديولوجيا، وتتساءل: إذا كنتم تتقاتلون بسبب اختلافكم الفكري والمذهبي فماذا ستفعلون فى اليهود والمسيحيين؟، وإذا كنتم تكفرون بعضكم البعض فلماذا تدعون غير المسلمين للدخول فى الإسلام؟، إلى أى مذهب يعلن إسلامه؟، لأهمية المقال أنشر بعض فقرات منه:

كثيرون وجهوا لي الدعوة للتخلي عن معتقدي اليهودي ودخول الإسلام، وكثيرون أيضاً يلعنونني كل يوم ويصفوني بالكافرة، ويقولون إن غير المسلمين مصيرهم إلى نار الله، بعث لي أحد الأصدقاء قصة جميلة عن النبي محمد ويهودي كان يسكن جواره ويلحق به الأذى والنبي يصبر عليه، وعندما مرض اليهودي زاره النبي فخجل اليهودي من أخلاقه ودخل الإسلام... عندما قرأتها فهمت أن تصرفات وأخلاق النبي محمد كانت هي مقياس اليهودي للإعجاب بالإسلام واعتناقه قبل حتى أن يقرأ ما في القرآن.. ولحظتها تساءلت مع نفسي: يا ترى بماذا المسلمون اليوم سيغرون اليهودي لدخول الإسلام..؟!
أرجو ألا تغضبكم صراحتي، فأنا أحاول أن أفهم الإسلام على طريقة اليهودي الذي أسلم بسبب تصرفات النبي قبل كلام القرآن، وسأناقش الموضوع بثلاث نقاط:
أولا: المسلمون اليوم مذاهب متعددة وكل مذهب يعتبر الآخر «كافراً» ويحل قتله.. فلو أردت - كيهودية- دخول الإسلام فهل أدخله من باب «السنة» أم «الشيعة» أم المذاهب الأخرى؟ وأي منها أعيش فيه بسلام ولا يحل قتلي أنصار مذاهب الإسلام الأخرى؟!
تحدثت لصديقتي المسلمة في بيروت عن دعوات الأصدقاء لدخول الإسلام، وأثناء النقاش فوجئت بأن المسلمين يرددون كلاماً مقدساً للنبي محمد بأن المسلمين سيتفرقون الى (70) فرقة كلها سيعذبهم الله في النار باستثناء فرقة واحدة ستدخل الجنة. فسألت صديقتي عن اسم هذه الفرقة، فقالت: إنها لا تعرفها ولا يوجد مسلم يعرفها لكن كل فرقة تدعي أنها هي المقصودة!!
تساءلت مع نفسي: يا ترى إذا أراد يهودي دخول الإسلام فعند أي فرقة يذهب ليتحول إلى مسلم؟ ومن من علماء المسلمين يعطيه ضماناً أكيداً بأنه سينضم للفرقة الصحيحة التي لايعذبها الله؟! فهذه مغامرة كبيرة وخطيرة جداً.
ثانيا: المسلمون اليوم يتقاتلون فيما بينهم في كل مكان، ويذبحون بعضهم البعض بطرق بشعة جداً.. فكيف يقتنع اليهودي بدخول الإسلام إذا وجد المسلم يقتل أخيه بسبب الدين نفسه، بينما لا يمكن أن يسمع أحدكم أن اليهود يقتلون بعضهم البعض بسبب الدين، بل على العكس إسرائيل أقامت دولتها بسبب الدين.
قبل يومين قرأت تقريراً تم تقديمه للأمم المتحدة من دول عربية مسلمة يتحدث عن

(80) ألف مسلم تم قتلهم في سوريا خلال سنتين فقط بأيدي المسلمين سواء من النظام أم المعارضة. ورأيت مقطع فيديو لأحد مقاتلي المعارضة وهو يخرج قلب جندي ويأكله- أي مسلم يأكل قلب أخيه المسلم..!!!
كما كنت قرأت إحصائيات عن عدد القتلى في العراق خلال الحرب الأهلية (المذهبية) تقدرهم بأكثر من 280 ألف عراقي غالبيتهم العظمى مسلمون وقليل جداً بينهم مسيحيون.
سأكتفي بهذين المثلين، وأترك لكم التفكير والتأمل والتساؤل كيف يمكن لليهودي أو المسيحي أن يقتنع ويطمئن قلبه لدخول الإسلام إذا كان هذا حال دول المسلمين؟ مع إني واثقة كل الثقة بأن ما يحدث ليس من تعاليم الإسلام لأن جميع الأديان السماوية تدعو للسلام.
ثالثا: عندما دعا النبي محمد الناس للإسلام فإنه أغراهم بالحرية والعدل والخلاص من الظلم والجهل والفقر لذلك تبعه الناس، لكن اليوم عندما يدعو المسلمون اليهود لدخول الإسلام بماذا يغرونهم؟
لنكون صريحين وصادقين: فمعظم دولنا العربية الإسلامية يعمها الفقر والجهل والظلم وانتهاكات حقوق الإنسان وتفتقر للتنمية والقوة الاقتصادية، ولولا ذلك لما قامت ثورات الربيع العربي. بينما الدول التي يديرها مسيحيون ويهود ممن يعتبرهم البعض (كفاراً) أصبحت هي من تغري المسلمين للهجرة إليها والعمل أو العيش فيها.. بل هي من تصنع للمسلمين حتى ملابسهم الداخلية.. وأرجو المعذرة لذلك فليس القصد السخرية وإنما اعتراف ومصارحة بالواقع الذى يعيشه العالم اليوم!
صحيح أنا يهودية لكنني أحترم الإسلام وأجد فيما يحدثني عنه المسلمون دستوراً عظيماً للحياة الإنسانية، وتمسكي بعقيدتي ليس كفراً كما يعتقد البعض، فقد بعث لي أحد الأصدقاء بنص من القرآن يؤكد أنه لم يكفر أصحاب الأديان ويقول هذا النص ((ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون))!
[email protected]