رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الرئيس مرسى بموائد سيتى ستار

في شهر رمضان الماضي بعد انتخاب الرئيس محمد مرسى بأيام أو بأسابيع، دعيت إلى حضور اجتماع لبعض النخب المصرية فى فندق بمول سيتى ستار بمدينة نصر (لا أتذكر اسم الفندق)، ذهبت إلى هذا اللقاء مع بعض الزملاء الأصدقاء فى جريدة وحزب الوفد،

وكان أحدهم قد سبق وأقنعني بأهمية حضور هذا اللقاء للوقوف على ما يدور على الساحة السياسية، وذكر أننا سنستمع ونناقش الوضع الحالي مع الدكتور سعد الدين إبراهيم الذي سيعرض رؤيته بعد أن ركبت جماعة الإخوان المشهد السياسي، قبل الموعد ربما بعشر دقائق كنت والأصدقاء فى الفندق، استفسرنا عن القاعة المخصصة للاجتماع وأرشدونا إلى الطابق الأول وكان قد سبقنا بعض الحضور، بعد فترة جلس الجميع حول مائدة مستطيلة، ربما استوعبت خمسين أو مائة شخصية من بعض النخب المصرية فى الفن والسياسة والإعلام والثقافة والجامعة، تصدر الجلسة الدكتور سعد الدين إبراهيم وجلس بجواره الإعلامي توفيق عكاشة، والبرلماني السابق محمد أبوحامد، وكان من بين الحضور الكاتبة لميس جابر والفنانة سماح أنور، وتحدث الدكتور سعد الدين إبراهيم واستمعت منه لأول مرة قصة وساطته بين الأمريكان وجماعة الإخوان، حيث ذكر أنه هو الذي فتح قناة اتصال بين قيادات جماعة الإخوان وبين الإدارة الأمريكية، بعد أن طلب منه قيادات الجماعة، وأنه بدأ هذه الوساطة وهو داخل السجن، وأعلن سعد الدين خلال الجلسة رفضه ركوب جماعة الإخوان المشهد السياسي، ورفضه التام لانفراد التيارات المتأسلمة بالحكم فى مصر، واقترح أن نعمل جميعا على توعية الشعب المصري وتنبيهه لخطورة الفاشية الدينية، كما اقترح أن نعمل جميعا على إسقاط د.محمد مرسى من الحكم، وكانت الخطة المقترحة أن نجمع أكثر من 300 ألف مصري في ميدان التحرير وان يعتصموا لمدة ثلاثة أيام فقط، خلالها يستطيع هو أن يتصل بالإدارة الأمريكية ويدفعها إلى اعلان تأييدها لمطالب المتظاهرين.
وقد مررت الكلمة بعد ذلك للراغبين حسب أولوية الطلب، وكان أغلب الحضور مع رفض ركوب التيار الإسلامي للحكم فى مصر، واتفقوا كذلك حول فكرة عزل الرئيس مرسى من الحكم، واستخدم البرلماني السابق محمد أبوحامد فى حديثه كلمتي «طرد»، و«العنف»، إذا أنه كان مع الإطاحة بالدكتور مرسى بأى وسيلة كانت، حتى لو استخدم العنف في الإطاحة به، وقد وافقه بعض أو أغلب الحضور على مفردات الإطاحة والطرد، وأخذ كل منهم يوضح مساوئ سيطرة الإسلاميين على البلاد.
أذكر أنني عندما طلبت الكلمة لم استخدمها فى توجيه بعض الأسئلة للدكتور سعد الدين لكى تكتمل في ذهني الصورة، على سبيل المثال سعيت إلى أن يؤكد ما ذكره عن مساندة الإدارة الأمريكية للمظاهرات التي

تحشد فى التحرير ضد الرئيس مرسى، وأيضا الفترة الزمنية التي تعلن فيها الإدارة الأمريكية مساندتها بعد بدء المظاهرات، وأذكر أنني أيامها عن قناعة حقيقية رفضت تماما اقتراح أبوحامد «حتى لو استخدمنا العنف»، وقلت: نسعى لعزله بالصندوق وليس بالعنف، لأن هذا العنف قد تراق فيه دماء الكثير من شبابنا وأهلينا، وأعلنت اتفاقي معهم حول خطورة المتأسلمين على المشهد السياسي.
وأذكر أنني كنت أيامها مع منح محمد مرسى فرصة يدير فيها ونرى ماذا سيقدم، خاصة أن البلاد كانت فى حاجة شديدة إلى الاستقرار أمنيا واقتصاديا وسياسيا، ومحمد مرسى لم يكن قد جلس فى كرسيه سوى بضعة أيام قلائل، ولم يفعل شيئا نستطيع أن نحكم عليه، أو كما يقال: لم نأكل شيئا لكى نشرب عليه.
وبعد ساعتين ربما أكثر انتقلنا إلى غرفة مجاورة لتناول وجبة السحور، وقد استكملنا الحديث حول الموائد، وطرح البعض فكرة تبنى حزب الوفد فكرة الإطاحة بمحمد مرسى، وبالطبع لم نعد أحدا بذلك خاصة وأننا لم نكن نتفق مع ما طرحه أبوحامد من استخدام عنف، فقد كنا جميعا مع إبعاده بشكل سلمى.
لا أخفى عليكم أننى لم أكن من الذين قاموا باختيار محمد مرسى، وكنت ممن كتبوا ودعوا إلى عدم انتخابه واختيار خصمه احمد شفيق، ليس قناعة بأحمد شفيق، ولا ثقة فى قدراته، بل لأنه كان للأسف الخيار الوحيد لإقامة دولة مدنية ديمقراطية تؤمن بالإخوان في الوطن قبل الإخوة في الدين، وكان رأيي هذا معلنا ومكتوبا بشكل واضح وقاطع وصريح فى مقالاتي التي كتبتها أيام الانتخابات، حتى أنني أطلقت على مرسى أيامها المرشح أبوكرتونة، ونبهت لخطورة استخدام الإخوان والتيار الإسلامي كراتين الزيت والسكر والأرز والسمن والمكرونة فى شراء أصوات الفقراء.. وللحديث بقية.
[email protected]