رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دعوة نور لموسى والشاطر

دعوة العشاء التى جمعت عمرو موسى وخيرت الشاطر فى منزل د.أيمن نور وضعت أيدينا على العوار الذى تعانى منه الحياة السياسية المصرية، ولك ان تقول إن هذه الدعوة كشفت بشكل واضح الازدواجية والعدائية فى تفكير بعضنا او معظمنا.

منذ أن كشف عن دعوة العشاء والمواقع الإخبارية والفضائيات لم تهدأ من التصريحات، جاء أول تصريح منسوبا لحمدين صباحى مرشح الرئاسة عن اليسار المصرى، وحمدين استنكر بشكل عدائى اللقاء، وتحدث عن عمرو موسى وكأنه تلميذ فى مدرسة الإنقاذ الابتدائية المشتركة، وأعلن أمام طابور المدرسة أنه يجب ان يعاقب، حمدين صباحى وأنا لا أشك فى ثقافته ولا عقليته ولا إخلاصه، سبق وصرح فى أزمة سد النهضة تصريحا متسرعا مثل هذا، طالب بمنع عبور سفن الدول التى تمول السد، وكان يعنى بها الصين وانجلترا، وهذه الدعوة العنترية تخالف قانون الملاحة الدولى، كما أنها تكون ذريعة لاحتلال مصر، ولو كان صباحى فى الرئاسة ونفذ هذه الفكرة لكنا الآن تحت احتلال دول اليورو الأوروبى ناهيك عن إسرائيل.
التصريحات الرافضة لدعوة العشاء تتالت وتنوعت وكثرت وجميعها فى صياغة واحدة، لدرجة أن جميع الفضائيات تناولت الدعوة بشكل عدائى جدا، وكأن عمرو موسى كان يتناول العشاء مع نتنياهو أو مع شارون، والطريف أن معظم الذين تحدثوا عن دعوة العشاء هاجموا عمرو موسى وأيمن نور ولم يتعرضوا لخيرت الشاطر، كما أن معظمهم طالبوا جبهة الإنقاذ بفصل عمرو موسى، إضافة إلى اتهامات الخيانة والعمالة التى وجهت لأيمن نور صاحب الدعوة.
المدهش أن احدا ممن صرحوا وانتقدوا وهاجموا وسبوا، ولا أحد من الصحفيين والإعلاميين الذين فتحوا القضية، توقف للحظة وتساءل: ما العيب فى ان يلتقى سياسى معارض مع آخر فى الحكم؟، وما هى الاضرار التى ستقع على المعارضة عندما تلتقى بالحكومة؟، وهل المعارضة ان تغلق على نفسك وتعلن مقاطعة من هم فى الحكومة؟، هل المفترض ان يخاصموا مثل الأطفال منهم هم فى الحزب الحاكم؟.
البعض يرى قياسا أنه طالما جبهة الإنقاذ قد قاطعت حوارات الرئيس مرسى فمن الضرورى أن تقاطع من هم فى حزبه أو جماعته أو عشيرته، وفى رأيى هؤلاء، وهم كثر، أن الجلوس مع الشاطر أو غيره يعد خيانة وطعنة فى ظهر المعارضة.
وبالطبع هذا القياس خاطئ، لأن مقاطعة حوارات الرئيس لها مبررها وظروفها وجميعنا نقرها ونتفق عليها، فالرئيس لا يبحث عن حوار ولا عن فائدة تصله منه، بل يحاول أن يستغل هذه اللقاءات لصالحه ولصالح جماعته وعشيرته أمام العالم، بعبارة أخرى أنه

يحاول ان يظهر للعالم أنه متوافق مع المعارضة ولم يقصها.
والشاطر أو الكتاتنى أو غيرهما صحيح يحسبان على رئيس الجمهورية لأنهما من قيادات العشيرة، لكنهما فى النهاية ليسا جزءا من الرئاسة، الأول يمثل الجماعة والثانى يمثل الحزب والجلوس معهما أو مع غيرهما من الأمور الطبيعية التى يجب أن تقع يوميا أو مع كل أزمة.
ما قام به أيمن نور من ترتيب لهذه الدعوة يحسب له وليس ضده، لأن الأصل فى العمل السياسى التشاور والحوار والتباحث وتبادل الرأى وغير ذلك من المفردات الدالة على الجلوس، والشاذ فى الفكر التخاصم والإقصاء والمقاطعة، وسواء كانت الفكرة لأيمن نور أو بإيعاز من الشاطر أو من موسى، فنجاح أيمن نور فى جمعهما يحسب له، لأن الحوار سيسهم بشكل كبير فى الوصول لنقط اتفاق نحتاجها جميعا، صحيح نحن ضد حكم المرشد، ونسعى لتغيير النظام لكن هذا لا يمنع على الإطلاق ان نجلس ونستمع إلى بعضنا البعض.
لقاءات الرئيس مرسى لو كانت جادة ومثمرة لذهب إليها الجميع وساعتها ما كنا لسنسمع اتهامات مثل التخوين أو العمالة أو محاولة شق الصف أو الطعن فى الظهر، وما كنا كذلك لنرى ونسمع البعض يطالب بمدر عمرو موسى وأيمن نور على أرجلهما فى الفلقة.
وتعالوا نفترض: مرسى يدعو المعارضة على أسس ومبادئ جديدة وجادة، ويقدم للمعارضة ضمانات حقيقية للحوار ولتنفيذ ما يتفقون عليه، ما هو موقف المعارضة من هذه الدعوة؟.
ما أردت ان انبه إليه أننا لا يجب ان نحول اختلافنا إلى خصومة، لأن هذه الخصومة تتحول بمرور الأيام إلى كراهية، والكراهية تولد العنف والغباوة، ومصر لن تخرج من عثرتها هذه بقضاء احد الفريقين على الآخر.

[email protected]