رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بقاجا أجف أجع

في فيلم «شهر عسل بدون إزعاج» بطولة حسن يوسف وناهد شريف ومحمد عوض، أتذكر جملة قالها العبقرى أمين الهنيدى، أظن انها تصف الحالة القانونية والدستورية التى نعيشها فى ظل حكم الجماعة، الهنيدى ادعى المرض لكى يضمن بقاء ابنه بجواره، احضر له الابن(حسن يوسف) طبيبا ليكشف عليه، سأله الطبيب، عما يشكو منه؟، قال الهنيدى باللهجة الصعيدية: «بقجا أجف أجع»، بلهجة أهل بحرى:» كل ما آجي أقف أقع».

مصر فى حكم الإخوان كما وصف الهنيدى، كل ما تقف تقع، ما ان تبدأ وتحاول التقدم تعود إلى حالة الصفر من جديد، لماذا؟، لأن الجماعة ليس بها إنسان رشيد، ولا عقلية تفكر بشكل وطني، كما أنها جماعة خالية تماما من الكوادر المؤهلة ثقافيا وعلميا لإدارة أي شيء.
هذا ليس انطباعا شخصيا، ولا حكما متعجلا، ولا رأيا متربصا كارها، ولا مما سيصفون ويذمون ويسبون، بالفعل الجماعة حتى ساعة كتابة المقال تدور فى حالة الصفر.
ربما هناك مشاريع قد تضره مستقبلا وهذا ما نأمله ونتمناه، وربما اكتسب بعضهم خبرة قد نراها لاحقا، وقد تقدم الجماعة شخصيات جديدة تمتلك أدواتها وثقافتها، قد يكون الكثير، لكن ما نعيشه على ارض الواقع مؤلم، ودليلنا على ما قاله أمين الهنيدى:» بقجا أجف اجع»، القوانين ومشاريع القوانين التي تصدرها وتعتزم الجماعة إصدارها، جميعها تخالف الدستور.
الجماعة لا تثق سوى فى العشيرة، فدفعت بمن تظن او تثق بانه فقيه قانونيا ودستوريا، وسملته ملف التشريع، وللأسف الجماعة لا تلتفت للأخطاء التى وقعت فيها، ولا تعترف بالأخطاء فى الأساس، وتعزو الأخطاء إلى الآخرين من خارج العشيرة، هم: عملاء، ممولون من الخارج، متربصون، حاقدون، منفسنون.. والعديد من المفردات الأخلاقية التى تجعلهم يهربون من مواجهة انفسهم أو من تجميل صورة العشيرة فى عيون الآخرين.
الجماعة تعلم جيدا انها تقع فى أخطاء فادحة بسبب قلة ثقافة وخبرة كوادرها، لكن للأسف قررت عدم الاعتراف بهذه الأخطاء أو السلبيات ظنا من قيادتها أن الاعتراف يعنى بالضرورة التنازل عن السلطة، الاعتراف بالضرورة هو تسليم الحكم لآخرين من خارج العشيرة، وهذه الخطوة سوف يترتب عليها الكثير من الكوارث، أولى هذه الكوارث: إقصاؤهم من المشهد السياسي، الثانية: تقديمهم لمحاكمات مماثلة للتى يحاكم فيها الرئيس مبارك، ثالثا وهو الأهم: العودة مرة أخرى إلى السجون والمعتقلات.
الجماعة يجب ان تعيد النظر وبشكل جاد فى الشخصيات التى أسندت إليها ملف التشريع، فليس إبعاد صبحى صالح وغيره عن الملف التخلص منه أو هدم منطق العشيرة، أو

عدم الاعتراف بما قدمه للعشيرة، مصر أهم واكبر بكثير من العشيرة ومن الجماعة، وعلى قيادات العشيرة أن يستعينوا بشخصيات من خارج الجماعة وتسند إليهم ملف التشريع، ولكى تستشعر الأمان تجاههم عليها أن تضع بينهم أحد أفرادها، لكن ان يترك ملف التشريع لشخصيات قليلة الخبرة والثقافة من داخل العشيرة او شخصيات تسير فى ركب العشيرة أو شخصيات من فلول العشيرة فهذا سوف يؤخر مصر كثيرا، كما أنه وهو الأخطر سيجعلها تهدر أموال شعبها ووقته فى اعادة وتكرار مشاهد سياسية اكثر من مرة.
قلة الخبرة وضعف الثقافة هو الذى ادى إلى فتح الباب امام العسكريين للتصويت، وقلة الخبرة والثقافة هى التى ستجعلنا نكرر الانتخابات البرلمانية، وقلة الخبرة والثقافة هى التى ستدفعنا لتكرار انتخابات الشورى، وقلة الخبرة والثقافة هى التى تجعلنا نعيد صياغة القوانين مرة بعد المرة.
إلى متى سنظل فى حالة» بقااجف اجع»؟، لماذا تصر جماعة الإخوان على تأخير مصر واضاعة كل هذا الزمن منها؟، هل الجماعة تتعمد ان تبقى مصر فى حالة الصفر»بقجا اجف أجع»؟، هل حالة:»بقجا أجف أقع» هى خطة تقوم الجماعة بتنفيذها لخدمة اجندة ما؟، لمصحة من تهدر مصر وقتها وأموالها وشبابها ومستقبلها؟، لمصلحة من تعيد مصر مشاهدها السياسية أكثر من مرة؟، لمصلحة من تظهر مصر بتاريخها فى صورة البليد أو الشخص الغبى الذى يفشل أكثر من مرة فى أداء مشهد سياسى واحد؟، لماذا لا تعترف الجماعة بنقص كوادرها وتستعين بأهل الخبرة؟، لماذا لا تفكر الجماعة فى التخلى عن فكرة العشيرة من أجل الوطن؟، لما لا تحاول الجماعة ان تمد يدها للمصريين وتبعدنا عن:» بقاجا اجف أجع»؟.

[email protected]