إخييه ده معفن
ثمة سؤال كما يقولون : واقف زى اللقمة فى الزور»، من زمان قوى كان نفسى أطرحه واعثر على إجابة عنه، هذا السؤال لا يقف فى «زورى» أنا لوحدى، بل فى زور الملايين من المصريين، وأظن أنك لو طليت فى زور أي مصري ستراه محشورا فيه، صحيح قد يختلف حجمه وأثره من شخص لآخر، وربما تراه بالعين المجردة أو بميكروسكوب، لكن لو نبشت في أي زور مفتوح هتسمع «صراخ» وتأوهات بخلاف الرائحة العفشة التى تشمها من بعد، ما هو هذا السؤال؟.
قبل أن أقول لكم ما هو السؤال، أحب أن أؤكد أن الكثير منا يخشى طرحه فى العلن، لماذا؟، لكى لا يتهم بالحقد والنفسنة، لأن أقل رد سوف ينطق به من يمسهم السؤال:» دا أنت حاقد بقى، أو يقول:» أيه النفسنة دى، ولأن أغلبنا لا يحب أن يضع نفسه فى صورة الحاقد، أو فى هيئة المنفسن فإنه كلما نأح عليه السؤال قفل حلقه وسكت، لكن بصراحة الموضوع أقصد السؤال تضخم بشكل مؤسف جدا خلال الشهور الماضية، ولم يعد أحد منا قادرا على احتمال آلامه ولا رائحته العفشة.
لا أخفى عليكم فقد فكرت أكثر من مرة في التخلص منه، وفى أحد الأيام قررت بالفعل أن أمد يدى في زوري وأشد فيه لحد ما يطلع، وفى آخر لحظة كنت أتراجع، أحضر كوب ماء واضع فيه فنجاناً من المياه دافئاً وأضيف للمياه معلقة كبيرة من مضمضة كتبها لى الطبيب، بعد ما أتغرغر عدة مرات يهدأ الألم وتخفت الرائحة العفشة ويعود السؤال إلى الحجم الذى أتحمله فيه محشورا في زورى، وقد تكررت هذه الواقعة عدة مرات، وأذكر أنني فى أحد المرات كان السؤال على لسانى، ربما بسبب تضخمه بشكل كبير، وربما بسبب الرائحة العفشة التى أصبحت لا تطاق، وربما لكثرة الصديد الناتج عن التهابه، ويومها تعاطيت مسكناً شديداً المفعول، واتصلت بأحد الأطباء من أصدقائي ووصف لى نوعاً من المضاد الحيوي كل ست ساعات، ومهدئاً للأعصاب، بالإضافة للمسكن والمضمضة ثلاث مرات، مع مطهر لرائحة الفم، ومشيت على القرص لمدة أسبوع وبحمد الله اختفت الرائحة العفشة، وعاد السؤال إلى حجمه الذي أتحمل حشره في زورى.
بعد تكليف هشام قنديل بالوزارة شعرت أن الرائحة العفشة رجعت مرة أخرى، بعدها بيوم بدأت أشعر بآلام شديدة فى زورى، وقفت أمام المرآة وفتحت فمى على الآخر، وضربت بطارية قلم على زورى:» يا ستار يا رب، أيه ده، ليه يا ربى