رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عدم تهنئة المسلمين بأعيادهم

 حول رأى الدكتور عبدالرحمن البر عضو مكتب الإرشاد وعميد كلية أصول الدين بالمنصورة، بتحريم تهنئة المسيحيين فى أعياهم التي تخالف العقائد الإسلامية، تلقيت رسالتين، الأولى من احد المصريين المسيحيين والثانية من الشيخ مصطفى راشد، فى الأولى طرح رفقى رسمى السؤال المضاد:

«ماذا لو خرج علينا نفر من الشواذ نفسيا والمرضى عقليا من المسيحيين ليحرموا فى الإعلام تهنئتكم بأعيادكم لأنها خروج على الدين السليم؟، ماهى مشاعرك وأحاسيسك ورد فعلك نحو ذلك؟، مبررات أصحاب هذه الدعوة هى نفس المبررات التي قالها الدكتور عبدالرحمن البر مفتى الإخوان المتشدد، تهنئة المسيحى للمسلم فيها مشاركة فى عقيدته، وهو ما يعنى خروجه من المسيحية، ماهى افكارك نحو هولاء ونحو الدين كله، هل سترد بالعقل والمنطق وتبتسم أم ستحرق بيوت وكنائس الأقباط وتهجرهم من ديارهم؟، وكل هذا يحدث دون ان يقول مسيحى بذلك ويتم التنكيل بهم بكل الصور؟، ورغم المرارة فالأقباط مازالوا  صابرين كى لا تقسم مصر وهذا هو الذى يريده أعداؤنا؟، إن ذلك يذكرنى بقصة الحكيم الذى أتت له امرأتان تتنازعان على طفل مولود فأمر الحكيم بتقسيم الطفل الى نصفين وتعطى كل منهما نصفاً فصرخت إحداهما وقالت أعطه لها انا لا أريده ، والأخرى قالت نعم بل نشطره نصفين فعلم الحكيم من تكون امه؟، هولاء هم الأقباط لا يريدون تقسيم بلادهم حتى لو أخذها كلها الآخر؟، فهل يعى من يعى صبرهم على كل هذا البلاء والابتلاء..أطيب تحياتى..رفيق رسمى».
الرسالة الثانية للشيخ مصطفى راشد قال فيها بعد التحية:
«استمراراً لمسيرة تصحيح التفسيرات والرؤى الخاطئة لنصوص القرآن الكريم ومقاصد الشريعة، لعدم وجود رؤية شاملة لمجمل الكتاب عند البعض، أو لفهم قاصر أو نابع عن رأى شخصى لمزاج أو هوى من مشايخنا القدامى، وكذا لمواجهة من يتاجر بالدين عن جهل أو لطبيعة الشر والعنف الموجودة بداخله ، ولكل من يفتى عن جهل  ورؤية تنم عن قلب أسود ، نحن نجتهد فى تقديم الرأى والفتوى، ورداً على  الفتوى الصادرة من أحد رجال الدين وهو غير مؤهل للفتوى بعدم تهنئة أو مشاركة المسيحيين أعيادهم  نقول:
إن تهنئة المسيحيين وغير المسلمين بأعيادهم هى واجب على كل مسلم لأن الله لم ينهنا عن ذلك، بل على العكس طلب منا أن نقول لكل الناس الكلام الحسن ،كقوله تعالى فى سورة البقرة آية 83 «وقولوا للناس حسناً» ً
كما أنه أُمرنا أن نردَ التحية بأحسن منها فى قوله تعالى فى سورة النساء آية 86 «إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها» وإخوتنا المسيحيون يعايدونا ، وسباقون فى التحية والمحبة ، فكان واجباً علينا ولزاماً شرعياً رد التحية بأحسن منها أو مثلها على الأقل

.
ايضا قد أمرنا الله أن نعامل الناس بالعدل والإحسان فى قوله تعالى من سورة النحل الآية 90 « إن الله يأمر بالعدل والإحسان ) ً(ص).
كما أن الله قد أمرنا أن نعامل غير المسلمين بالبر والعدل طالما لم يقاتلونا فى قوله تعالى فى سورة الممتحنة الآية 8 «لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين» (ص) وقوله تقسطوا إليهم ، أى تعدلوا إليهم ومعهم وتحسنوا معاملتهم بالعدل .
كما أن الرسول (ع) لم ينه عن معايدة غير المسلمين والتعامل معهم وتبادل الهدايا، حيث ورد عن على بن ابى طالب (ض) قال (( أهدى كسرى لرسول الله (ع) فقبل منه الرسول، وأهدى له قيصر فقبل، وأهدت له الملوك فقبل منها )) وهم غير مسلمين.
ايضا الرسول (ع)  كان يعايد ويشارك اليهود أعيادهم ولذلك كان يصوم هو والصحابة يوم كيبور أى يوم الغفران عند اليهود الذى يصومه المسلمون الآن  باسم يوم عاشوراء دون أن يدروا حقيقته التاريخية  .
كما أن الإسلام لم يمنع زواج المسلم أو المسلمة من أهل الكتاب فكيف لزوج مسلم أو زوجة مسلمة لا يقول لزوجته المسيحية أولاتقول لزوجها المسيحى كل عام وانتم بخير على سبيل التهنئة بالعيد ، لذا نحن نفتى بأن التهنئة لإخوتنا المسيحيين وغير المسلمين  هى واجبة على كل مسلم ، وعلى من يفتى بجهل وبدون علم وليس له صلاحيات الفتوى وقلبه ملىء بالسواد والكراهية  أن يتوقف عن الإساءة  لنفسه ولصورة الإسلام فقد جعلتم الإسلام دين الكراهية . .والله من وراء القصد والابتغاء—والله المستعان..الشيخ د مصطفى راشد  أستاذ الشريعة الإسلامية، وعضو نقابة المحامين المصرية واتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى، ورئيس جمعية الضمير العالمى لحقوق الإنسان»

[email protected]