رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أخونة عيد العمال

نشرت بوابة جريدة الأهرام صباح أمس خبرا عن عيد العمال أكدت فيه أن احتفالات عيد العمال سوف تقام فى قصر الرئاسة، يشارك فى الاحتفال حوالي ألف عامل فقط، يقال إنهم سوف يمثلون عمال مصر على مستوى المحافظات، المضحك فى الخبر هو المبررات التي ساقتها الرئاسة للإجابة عن السؤال المنطقي: لماذا؟،

لماذا ستحتفل الرئاسة بعيد العمال في قصر الرئاسة؟، لماذا قررت الرئاسة أن يكون الاحتفال رمزيا ومحدودا؟، هل لأن الرئيس قرر الاحتفال بالعمال التابعين لجماعة الإخوان فقط؟، هل لأن معظم العاملين فى محافظات مصر مستقلون أو يؤمنون بالدولة المدنية؟، لماذا اختصر محمد مرسى احتفالات عيد العمال فى شكلها الرمزي؟، ولماذا اقتصرت دعوات الحضور على العمال التابعين لجماعة الإخوان؟، هل لأن غير التابعين لجماعة الإخوان من الكفار يعيشون عصر الجاهلية؟، ما هى الأسباب الحقيقية لتقويض احتفالات عيد العمال؟
المبرر الذي ذكر داخل الخبر «يفطس» من الضحك، قيل إن الرئاسة ستحتفل به داخل قصر الرئاسة(قصر عابدين) لكى يعطى للاحتفال بعدا جديدا وتقديرا لعمال مصر، هذا البعد فسره جمال المراغى رئيس اتحاد عمال مصر بأن الرئاسة ترسى مبدأ المساواة بين العامل والمسئول، أو حسب مقولته فى الخبر: هو تقليد جديد يرسخ مبدأ انه لا توجد فروق بين العامل والمسئول، مشيدا بحرص الرئيس على أن يكون الاحتفال هذا العام متميزاً.
حاولت بقدر المتاح التوصل لمبرر حقيقى لاختزال عيد العمال فى شكله الرمزى داخل قصر الرئاسة، اتصلت ببعض العالمين ببواطن الأمور، كما اتصلت ببعض المقربين لصانع القرار، وقد اختلفت الأراء منهم من أرجعه إلى أخونة الاحتفال، بمعنى أن الدعوة ستقتصر على العمال التابعين لجماعة الإخوان المسلمين فقط، وبعض العمال المستقلين الذين يميلون للجماعة، وقيل إن جماعة الإخوان قررت من خلال مكتب الإرشاد أن تكرم عمالها فقط فى هذا العيد، حيث سيقوم الرئيس محمد مرسى بناء على تعليمات مكتب الإرشاد بتكريم بعض الأسماء من العمال الذين سيرسل كشفا بأسمائهم، وقيل أيضا ان اختزال الاحتفال فى شكله الرمزى يعود إلى تقارير أمنية أكدت للرئيس محمد مرسى استحالة تأمينه وسط أعداد غفيرة من العمال، وذكر أن التقارير الأمنية أكدت له سهولة قيام البعض باغتياله فى هذا الاحتفال، وأضعف الإيمان ان يرونه بالأحذية ويسبوه بأقذع الكلمات أمام العالم أجمع وتبقى فضيحه، أصحاب هذا الرأى أكدوا ان جهاز الأمن الوطنى (أمن الدولة سابق) هو الذى حذر الرئيس مرسى، وأوصى بإقامة الاحتفال على أضيق الحدود وبين الشخصيات التى يثق بها، هذا التقرير قيل إنه تم رفعه إلى مكتب الإرشاد وتداولوه وانتهوا إلى اقتصار الاحتفال على

العشيرة فقط، حيث يقوم المكتب بإرسال كشف بأسماء بعض العمال التابعين للجماعة إلى الرئاسة ويتم توجيه الدعوة لهم، وقيل إن مكتب الإرشاد هم الذين فكروا فى إقامة الحفل الرمزي فى أحد القصور الرئاسية، ويتم خلال الحفل تكريم أهله وعشيرته من العمال، حيث من المتوقع (حسب رواية بعض الأصدقاء) تكريم أقرب المقربين للرئيس ولقيادات الجماعة، بمعنى آخر تكريم من يقومون على خدمة قيادات الجماعة، بالإضافة إلى بعض العمال الذين تم اعتقالهم.
هناك رواية أخيرة نقلها لى بعض المقربين للجماعة والأجهزة الأمنية، خلاصتها أن اختزال الاحتفال فى شكله الرمزي داخل قصر عابدين، واقتصاره على بعض العمال من التابعين للعشيرة، وتكريم المقربين من قيادات مكتب الإرشاد خلال المقابلة أو الاحتفال، كانت فكرة مشتركة بين جهاز امن الدولة وقيادات مكتب الإرشاد، وأكد أصحاب هذا الرأي أن قيادات مكتب الإرشاد بحثوا مع أمن الدولة فكرة توجيه دعوة لعدد محدود جدا لعمال من خارج التيار الإسلامى لمنع القيل والقال أو لذر الرماد فى العيون، وأنه قد وقع الاختيار على العمال الذين يميلون أو يتقربون للجماعة، كما يبحث مكتب الإرشاد حتى أمس فكرة توجيه الدعوة لشخصيات سياسية كبيرة من المعارضة لحضور لقاء الرئيس بالعمال من أهله وعشيرته لكى يضفى حضورهم مشروعية على إخوان عيد العمال.
هذه الحكايات التى وصلتنى من بعض المقربين للجماعة وللرئاسة وللأجهزة الأمنية، مدى صحتها؟، الله أعلم، لكن المؤكد أن احتفالات عيد العمال هذا العام ستختزل فى شكل لقاء فى قصر الرئاسة بين الرئيس وعشيرته، وأن الرئيس قد يقوم بتكريم بعض العمال من العشيرة، وربما يحضر اللقاء بعض فلول الجماعة من الأحزاب الأخرى لإضفاء مشروعية على أخونة عيد العمال، وكل عام وأنتم بخير.
[email protected]