رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مذكرات لواء شرطة

 

أظن أن بعض قيادات الشرطة لو عكفوا علي كتابة مذكراتهم سوف يضعون أيدينا علي مادة مهمة جدا ونحن نسجل تاريخ مصر خلال فترة بعينها، خاصة وأن مشاهداتهم وذكرياتهم هذه ترصد لجوانب وشرائح ووقائع لا يحيط بها سواهم، مثل كواليس بعض الجرائم السياسية والاجتماعية، ومثل كواليس جرائم المال العام، ومثل كواليس فساد القيادات السياسية، واللواء سفير نور نائب رئيس مجلس الشعب السابق، وأحد قيادات حزب الوفد حاليا، أحد ضباط الشرطة الذين يجب أن يفكروا جديا في كتابة مذكراتهم أو حتي ذكرياتهم، فقد اشتغل في العديد من التخصصات الشرطية، ويمتلك العشرات بل المئات من الحكايات كان شاهدا عليها، كما أنه يمتلك قدرة وبراعة علي الحكي لا يمتلكها الكثير من أمثاله، وقد تعرفت علي بعض ما تختزنه ذاكرته عن قرب خلال رحلتنا مع الوفد الشعبي إلي السودان الشقيق، فقد كنا نجتمع علي مائدة العشاء مساء ويحكي لنا عن كواليس بعض الوقائع التي كان شاهدا عليها، هذه الوقائع تمس شخصيات كبيرة في النظام السابق، وتكشف عن جانب من شخصياتهم ربما سمعنا »تناتيف« صغيرة عنها، اللواء سفير نور بحكم عمله بالقرب من بعض وزراء الداخلية السابقين حضر وشاهد وسمع كواليس في غاية الأهمية، تؤكد حجم الفساد والخراب الذي كانت تعيشه البلاد، وتكشف عن الحياة القذرة التي كان يعيشها من كانوا يتولون تسيير أمور هذا البلد، من هذه الحكايات الجرسونيرة التي كان يمتلكها ممدوح إسماعيل صاحب قضية العبارة الشهيرة، هذه الجرسونيرة عبارة عن دور كامل في أحد الفنادق، مساء يتجمع فيها قيادات الحكومة والحزب الوطني وبعض الفنانات، يحتسون الخمر ويناقشون مصير الشعب، اللواء سفير حكي عن رئيس وزراء في عهد الرئيس مبارك كان يحتسي الخمر في هذه الجرسونيرة حتي الثمالة، أو حسب حكيه: كانوا يشيلونه

مرابعه من كثرة السكر، وذكر ان أحد رجال الرئيس كان علي علاقة بفنانة كبيرة، وكان يعشق تراب أقدامها، عاشرها لسنوات، وعندما تركها وتزوج ذهبت للرئيس مبارك واشتكت له، وحكي عن شخصية اخري من المقربين للرئيس وأسرته، كان يهوي الفنانات الدرجة الثانية والثالثة، وقيل إنه كان يستمتع عندما كانت تسبه أو تهدر كرامته وكرامة اللي خلفوه، نصحنا اللواء سفير نور ونحن في طريقنا إلي أم درمان أن يكتب مذكراته، ورفض خوفا علي أولاده، فاقترحت عليه أن يسجلها علي شرائط كاسيت ويتركها للأجيال القادمة، وأيضا رفض الفكرة خوفا علي حياة أولاده وأحفاده، في ظني أن العديد من ضباط الشرطة، خاصة الذين كانوا يعملون في مراكز حساسة يستطيعون ان يكشفوا عن الوجه القذر لبعض قيادات مصر، وأظن أيضا أنهم يمتلكون حكايات تساعدنا كثيرا في رسم صورة الماضي أمام الأجيال القادمة، مثلما فعل أديبنا الكبير توفيق الحكيم رحمة الله عليه في يوميات نائب في الأرياف، ومثل اللواء حسن طلعت في كتابه" في الأمن السياسي"، وفؤاد علام في" الإخوان وأنا"، وحمدي البطران في"مذكرات ضابط في الأرياف"، ومثل المذكرات التي تركها لنا اللواء حسن أبو باشا وزير الداخلية الأسبق.

[email protected]