مذكرات لواء شرطة
أظن أن بعض قيادات الشرطة لو عكفوا علي كتابة مذكراتهم سوف يضعون أيدينا علي مادة مهمة جدا ونحن نسجل تاريخ مصر خلال فترة بعينها، خاصة وأن مشاهداتهم وذكرياتهم هذه ترصد لجوانب وشرائح ووقائع لا يحيط بها سواهم، مثل كواليس بعض الجرائم السياسية والاجتماعية، ومثل كواليس جرائم المال العام، ومثل كواليس فساد القيادات السياسية، واللواء سفير نور نائب رئيس مجلس الشعب السابق، وأحد قيادات حزب الوفد حاليا، أحد ضباط الشرطة الذين يجب أن يفكروا جديا في كتابة مذكراتهم أو حتي ذكرياتهم، فقد اشتغل في العديد من التخصصات الشرطية، ويمتلك العشرات بل المئات من الحكايات كان شاهدا عليها، كما أنه يمتلك قدرة وبراعة علي الحكي لا يمتلكها الكثير من أمثاله، وقد تعرفت علي بعض ما تختزنه ذاكرته عن قرب خلال رحلتنا مع الوفد الشعبي إلي السودان الشقيق، فقد كنا نجتمع علي مائدة العشاء مساء ويحكي لنا عن كواليس بعض الوقائع التي كان شاهدا عليها، هذه الوقائع تمس شخصيات كبيرة في النظام السابق، وتكشف عن جانب من شخصياتهم ربما سمعنا »تناتيف« صغيرة عنها، اللواء سفير نور بحكم عمله بالقرب من بعض وزراء الداخلية السابقين حضر وشاهد وسمع كواليس في غاية الأهمية، تؤكد حجم الفساد والخراب الذي كانت تعيشه البلاد، وتكشف عن الحياة القذرة التي كان يعيشها من كانوا يتولون تسيير أمور هذا البلد، من هذه الحكايات الجرسونيرة التي كان يمتلكها ممدوح إسماعيل صاحب قضية العبارة الشهيرة، هذه الجرسونيرة عبارة عن دور كامل في أحد الفنادق، مساء يتجمع فيها قيادات الحكومة والحزب الوطني وبعض الفنانات، يحتسون الخمر ويناقشون مصير الشعب، اللواء سفير حكي عن رئيس وزراء في عهد الرئيس مبارك كان يحتسي الخمر في هذه الجرسونيرة حتي الثمالة، أو حسب حكيه: كانوا يشيلونه