بين الخرطوم والقاهرة مرارة
هل نجح وفد قيادات أحزاب المعارضة والمجتمع المدني والنخب السياسية والشعبية برئاسة الدكتور السيد البدوي في رحلته إلي السودان؟، هل كانت هذه المبادرة ضرورية؟، ما الذي ترتب عليها من نتائج؟، هل ستزلل بعض العقبات السياسية والاقتصادية والأخوية بين الشعبين؟.
لا أخفي عليكم أنني لم أكن أعرف أن العلاقات السياسية بين النظامين المصري والسوداني كانت علي هذا النحو من السوء، حيث فوجئت في الخرطوم بحجم من المرارة غير متوقع مازال معششا في نفوس وصدور بعض القيادات السياسية، كشف عنه بعض القيادات صراحة بذكر بعض الوقائع، ومر عليه البعض الآخر مرور الكرام في جملة سريعة دون تفصيل أو مكاشفة، وهو ما دفع الدكتور البدوي وبعض قيادات الأحزاب يكررون في معظم اللقاءات بعض العبارات التي تطالب بأن ننسي الماضي، ونفتح صدورنا وقلوبنا للمستقبل، حيث إن المرارة التي تحملونها في السودان من النظام الحاكم، الشعب في مصر قد ثار عليها، والحقيقة كانت الاستجابة سريعة لطي الصفحة، لكن المرارة الحقيقية التي يحملها البعض من النظام السابق، لم تكن في بعض المواقف السيئة التي كانت تقع بين الحين والآخر، بل كانت بسبب غياب الدور المصري في الملف العربي والإفريقي، وانسحاب مصر وانكفائها علي ذاتها بعيدا عن قيادة المنطقة، حتي أن الصادق المهدي رئيس حزب الأمة خلال لقائنا معه أكد هذا الغياب، وقال مستنكرا: كنا نقبل أن تنشغل مصر بذاتها عن الدول العربية، وتقول مصر أولا، لكن لا نقبل أبدا أن تفعل مصر نفس الشيء مع السودان، لأن مصر والسودان شعب واحد، والخصوصية التي تربط السودان بمصر لا تقبل انصراف مصر وانشغالها بذاتها عن الهم السوداني، وغياب الدور المصري كما كان موجعا للإخوة في السودان، أصبح مخجلا لنا ونحن نستمع