رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فلول النظام


في الخرطوم وجوبا سئلنا: ما الذي يحدث بين المصريين المسيحيين والمسلمين في مصر؟، كنت أعذر الدكتور السيد البدوي شحاتة بصفته رئيس الوفد الممثل لقيادات وممثلي الأحزاب والمجتمع المدني والشعبي المصري، عندما كانوا يوجهون إليه هذا السؤال، وكان يحاول بقدر الإمكان طمأنة العالم أن هذه الحوادث لا تمثل الشعب المصري، وأننا سوف نقضي عليها بقطع الأيادي التي تعبث بعنصري الأمة، والحقيقة نحن كنا نكرر بصياغات أخري ما كان يعلنه الدكتور البدوي في المؤتمرات الصحفية، وكنا نؤكد لأهالينا في الخرطوم وأم دورمان وفي جوبا عاصمة الجنوب السوداني، أن فلول النظام السابق هو الذي يحاول إجهاض الثورة، يخططون في الخفاء إلي نشر الفوضي والجريمة والفتنة، يحاولون بأموالهم التي سرقوها منا أن يضغطوا علي الشعب لكي يطالب بعودة النظام الفاسد مرة أخري، وبعضنا كان يؤكد وجود أياد خفية خارجية تعبث بالوطن وبأبناء الشعب الواحد، وأن بعض الدول المجاورة تنفق بسخاء علي الجماعات السلفية والدينية وأيضا علي البلطجية، وبعضنا رأي أن العدو الصهيوني يلعب في الساحة المصرية لصالح حسني مبارك، وكنا نقول الكثير في محاولة منا لنفي تهمة الفتنة عن ذهنية الشعب المصري، لكن عندما نتوقف قليلا أمام السؤال بعيدا عن المبررات المتداولة بيننا اعلاميا وسياسيا وحكوميا، نكتشف أن الصورة ليست مكتملة، وأن المبررات التي ترجح عبث أياد خفية، كانت داخلية(فلول النظام) أو خارجية(دول صديقة واخري غير صديقة)، هي تديننا نحن أولا، صحيح هي تنفي عنا فكرة الفتنة والفوضي، لكنها تؤكد غياب مفهوم الدولة والمؤسسة الحاكمة،  فكيف يخترق كل هؤلاء بلادنا ويعبثون بحرية في مصيرنا؟، وإلي متي سنعلق فشلنا علي شماعة فلول أو أياد قذرة؟، وهل الفلول أقوي من المجلس العسكري ومن الحكومة؟، وهل ستظل الفلول تتحكم

في توجيه دفة الأحداث؟، وإلي متي؟، وما هي تشكيلة هذه الفلول؟، هل هم بعض ضباط أمن الدولة الفاسدين؟، هل هم بعض نواب الحزب الوطني المخلصين لقياداتهم؟، هل هم بعض رجال الأعمال الذي أثروا من فساد الحكم؟، هل الفلول الداخلية تشكيل عصابي وسياسي يضم بعض رجال الأعمال وضباط أمن الدولة وأعضاء الحزب الوطني؟، إذا كانت الفلول، وهي مجرد فلول، بهذه القوة، فما هي فائدة مؤسسات الدولة؟، وما هي وظيفة الحكومة؟، وما هي قدرة المجلس العسكري الحاكم؟، وإذا كانت الفلول، وهي مجرد فلول، ستظل ماسكة بدفة الأحداث في الشارع المصري.. علي الحكومة الرحيل، وعلي المجلس العسكري أن يتنحي عن قيادة البلاد خلال هذه الفترة، لأن البلاد في حاجة إلي قيادة قوية تحمي قبل أن تعاقب، وإلي قيادة يهابها المواطن لا أن يتجرأ عليها بسبب ضعفها أو لبطء قرارها أو لعدم فهمها جيدا لما يدور حولها، ما حدث في حي إمبابة أشعرنا بالخجل أمام أولادنا وبين أخوتنا في السودان، وحاولنا بقدر ما نملك تبريره، لكن هل نحن مجبرون علي تكرار هذه المبررات كثيرا؟، وهل علينا ان نستعد لاختلاق مبررات جديدة لأحداث مستقبلية؟.

[email protected]