فلول النظام
في الخرطوم وجوبا سئلنا: ما الذي يحدث بين المصريين المسيحيين والمسلمين في مصر؟، كنت أعذر الدكتور السيد البدوي شحاتة بصفته رئيس الوفد الممثل لقيادات وممثلي الأحزاب والمجتمع المدني والشعبي المصري، عندما كانوا يوجهون إليه هذا السؤال، وكان يحاول بقدر الإمكان طمأنة العالم أن هذه الحوادث لا تمثل الشعب المصري، وأننا سوف نقضي عليها بقطع الأيادي التي تعبث بعنصري الأمة، والحقيقة نحن كنا نكرر بصياغات أخري ما كان يعلنه الدكتور البدوي في المؤتمرات الصحفية، وكنا نؤكد لأهالينا في الخرطوم وأم دورمان وفي جوبا عاصمة الجنوب السوداني، أن فلول النظام السابق هو الذي يحاول إجهاض الثورة، يخططون في الخفاء إلي نشر الفوضي والجريمة والفتنة، يحاولون بأموالهم التي سرقوها منا أن يضغطوا علي الشعب لكي يطالب بعودة النظام الفاسد مرة أخري، وبعضنا كان يؤكد وجود أياد خفية خارجية تعبث بالوطن وبأبناء الشعب الواحد، وأن بعض الدول المجاورة تنفق بسخاء علي الجماعات السلفية والدينية وأيضا علي البلطجية، وبعضنا رأي أن العدو الصهيوني يلعب في الساحة المصرية لصالح حسني مبارك، وكنا نقول الكثير في محاولة منا لنفي تهمة الفتنة عن ذهنية الشعب المصري، لكن عندما نتوقف قليلا أمام السؤال بعيدا عن المبررات المتداولة بيننا اعلاميا وسياسيا وحكوميا، نكتشف أن الصورة ليست مكتملة، وأن المبررات التي ترجح عبث أياد خفية، كانت داخلية(فلول النظام) أو خارجية(دول صديقة واخري غير صديقة)، هي تديننا نحن أولا، صحيح هي تنفي عنا فكرة الفتنة والفوضي، لكنها تؤكد غياب مفهوم الدولة والمؤسسة الحاكمة، فكيف يخترق كل هؤلاء بلادنا ويعبثون بحرية في مصيرنا؟، وإلي متي سنعلق فشلنا علي شماعة فلول أو أياد قذرة؟، وهل الفلول أقوي من المجلس العسكري ومن الحكومة؟، وهل ستظل الفلول تتحكم