رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

موظفون لإخفاء التجاوزات المالية

 

لماذا تقوم بعض الوزارات والهيئات بتعيين أحد المتقاعدين من موظفي الجهاز المركزي للمحاسبات؟، لماذا تعتمد المصالح الحكومية والمؤسسات والشركات الكبيرة في حساباتها علي موظف سابق بالجهاز المركزي؟، هل لدرايته ومهاراته في اخفاء التجاوزات المالية والإدارية؟، هل لكي يساعدهم علي تستيف أوراقهم الحسابية بعيدا عن عيون الرقيب؟.

الذي يتابع أقسام الحسابات أو قائمة المستشارين في بعض الهيئات والوزارات سيكتشف وجود بعض الموظفين السابقين بالجهاز المركزي للمحاسبات، ويكتشف أن هؤلاء الموظفين تم تعيينهم بدرجة مستشار أو مراجع بمكافأة كبيرة جدا، ولأنك مثلي لا تمتلك خبرة كبيرة في فهم الأسباب والمسببات، فتسأل بسذاجه: لماذا تتم الاستعانة بموظفين تقاعدوا من أعمالهم؟، لماذا لا يتم الاعتماد علي شباب الخريجين؟، هل لأنهم علي صلة قرابة بأحد المسئولين أم جاءوا بتوصية كبيرة؟، يرد عليك من طعنته بالسؤال: لأنه خبرة .. والحسابات تحتاج بعض الشخصيات التي تمتلك خبرات كبيرة في ضبط الميزانية، وهذه الخبرات لا يمتلكها الشباب، لكن عندما تنتبه إلي أن هذا الموظف كان من موظفي الجهاز المركزي للمحاسباتـ تعتقد بسذاجة أيضا أنه يمتلك خبرة ومهارات كبيرة بالفعل، لأنه عمل لسنوات طويلة في جهاز خاص بالحسابات، لكن عندما تفوت علي مصلحة أو وزارة أو هيئة حكومية أخري وتجد نفس الموظفين المسنين من نفس الجهاز، من المؤكد ستدعي العلم ببواطن الأمور وستبادر بتكرار ما سمعته من قبل، مؤكدا أن هؤلاء هم الخبرة والمهارة، وقد يسمعك أحد الموظفين العاملين بالحسابات أو بمراجعة الميزانية، فيضحك منك بسخرية ويهمس في أذنك: آه خبرة في تستيف الأوراق وايجاد الحيل لإخفاء التجاوزات، وهنا فقط سوف تفهم لماذا استعانوا بالموظف المتقاعد من الجهاز المركزي للمحاسبات، وتفهم أيضا أنه ليس الوزارات والهيئات الحكومية وحدها التي تستعين بهؤلاء الموظفين الذين يمتلكون مهارات في التستر علي الفساد والتجاوزات، بل إن أغلب رجال الأعمال يعتمدون عليهم في مصانعهم ومؤسساتهم، ولا أخفي عليكم انني انتبهت لهؤلاء الموظفين اصحاب الخبرات والمهارات عندما كتبت عن بعض التجاوزات، استوقفتني بعض الحيل التي ابتكروها في اخفاء أو تبرير

أو التستر علي بعض المخالفات، وسألت بعض العالمين بالأمور، وأكدوا لي أن هؤلاء الموظفين يلمون جيدا بعقلية واسلوب المراقبين الحسابيين في الجهاز المركزي للمحاسبات، وانهم قادرون علي التبرير والتمويه بما يستغلق علي المراقبين، أو انهم يمتلكون قدرة التأثير علي بعض زملائهم في الجهاز فيشجعونهم بمكافآت أو بهدايا أو بالإقناع علي التبرير أو علي قبول المبرر في الأوراق، وقد ضرب لي هؤلاء الأصدقاء مثلا ببعض موظفي مصلحة الضرائب الذين يقدمون خبراتهم ومهاراتهم في اخفاء الأرباح علي الأوراق ابتداء من الشركات والهيئات وحتي محلات السوبر ماركت والبقالة، وقد لا أكون فتشت سرا بقولي: انك إذا ذهبت إلي وزارة التعاون الدولي، فستجد السيدة فايزة أبو النجا تستعين بأحدهم لتستيف أوراق المنح والقروض الأجنبية وميزانية صندوق الأودا، وإذا فت علي وزارة الداخلية فستقابل هناك موظفين من أصحاب المهارات الواسعة والكبيرة في تستيف الأوراق، وكذلك في صندوق التنمية الاجتماعية، وفي العديد من الهيئات والمصالح الحكومية، وستكتشف انهم بدرجة مستشارين ويتقاضون مكافآت كبيرة، وهو ما يشجعك علي اثارة بعض الأسئلة الساذجة: ما الذي يبرره أو يخفيه أو يتستر عليه هؤلاء داخل هذه المصالح؟، ولماذا لجأ بعض الوزراء إلي هذه النوعية من أصحاب المهارات؟، ما الذي يريدون إخفاءه؟، هذه الأسئلة الساذجة نرفعها للدكتور عصام شرف الذي يعمل بنفس آلية وعقلية وأسلوب النظام السابق.

[email protected]