عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دولة هزمتها جماعة متطرفة

كل ما نعرفه حتى اليوم أن جماعة متطرفة هزمت الدولة فى شمال سيناء، ليس هذا فقط بل إنها كذلك طعنت أكبر مؤسساتها فى كرامتها وكبريائها، وهى الجيش والشرطة والرئاسة والمخابرات العسكرية والمخابرات العامة وجهاز أمن الدولة أو الأمن الوطنى، وما يؤسف له أن العالم أجمع أصبح يراقب ما يقع على أرض سيناء وهو لا يمتلك سوى الدهشة والحيرة والسخرية في آن واحد: كيف تهزم جماعة جيشا؟، كيف تنتصر عصابة على دولة؟.

قبل شهور مع العالم اجمع سلسلة من الانفجارات لخط الغاز الواصل إلى إسرائيل والأردن، تخللها سلسلة من الاعتداءات على بعض الكمائن الأمنية، بعد فترة بسيطة تصاعدت الأحداث واستيقظنا مع شعوب العالم على مذبحة رفح التى راح ضحيتها شبابنا وهم يتناولون وجبة الإفطار فى رمضان الماضى، قيل أيامها إنها مجموعة تمول من الموساد الإسرائيلي، وقيل إنها مجموعة من السلفيين التكفيريين، وقيل إنهم بعض الشباب السيناوى والفلسطيني الذين يعملون بالتهريب.
قبل أن ندفن شهداءنا أعلن الرئيس مرسى عن القصاص، وقال لن ترك من فعلوا هذه الجريمة بدون عقاب، وأمر القوات المسلحة أن تثأر من المجرمين، وبالفعل تم الدفع بجنود ودبابات وعربات مجنزرة وطائرات إلى شمال سيناء، وقيل لنا إن وحوش الفلا سوف يقضون بالعملية نسر على جميع المتطرفين والمهربين والمجرمين فى سيناء، وسمعنا بعدها عن قتلى وعن وقائع تم القبض فيها على بعض المتطرفين، من هم؟، ما هى جنسيتهم؟، إلى أي تيار إسلامي ينتمون؟، ما هى الأدلة على إدانتهم؟، قيل لنا إن قيادات العملية نسر ليس من سلطاتهم الإجابة عن هذه الأسئلة، وإن الأوراق أصبحت فى يد وزارة الداخلية، وسمعنا بعد ذلك ان قيادات سلفية مثل ياسر برهامى وغيره سافروا إلى سيناء لإجراء مفاوضات مع المتطرفين من السلفيين، وقيل إن رئاسة الجمهورية دخلت فى مفاوضات مع السلفيين المتطرفين، وذكر على فترات متفرقة وقائع اعتداء لمجهولين على كمائن ثابتة وقوات متحركة، واستنتج البعض فشل العملية نسر، وهذه الاستنتاجات لم تعجب قيادات الجيش ونفوا بشكل حازم وقاطع فشل العملية نسر، وأكدوا نجاحها فى السيطرة على الوضع فى سيناء، وسربت بعض الأخبار التى تؤكد هروب بعض أو معظم المتطرفين إلى غزة أو ليبيا.
بعد أيام السكون صدمنا بواقعة الاعتداء على سيارة شرطة، ونقلت الأخبار استشهاد وإصابة بعض أولادنا الجنود، أين كانوا؟، وما هى نوعية الأسلحة التى كانوا يتسلحون بها؟، وأين قوات الجيش التي دفع بها إلى هناك؟، ومن الذى فتح النار على جنودنا؟، ولماذا لم نسمع عن إصابة أو موت

أحد المهاجمين؟، ولماذا لم يتم القبض عليهم؟، وماذا عن الذين قيل إن قوات نسر قد ألقت القبض عليهم فى فترات سابقة؟، العلم عند الله، لكن المؤكد هذه المذبحة أثارت أولادنا فى الشرطة من أفراد وأمناء ومندوبين، فقاموا بمحاصرة مديرية الأمن وطالبوا بعزل مدير الأمن، وتضامن معهم زملاء لهم فى القاهرة والأقاليم وطالبوا بتسليحهم بأسلحة مناسبة وطبيعة الأوضاع في سيناء، استجاب وزير الداخلية وعزل مدير الأمن ومدير المباحث، وأسرع الفريق السيسى إلى سيناء وأكد تحمل القوات المسلحة المسئولية مرة أخرى، ونشر قوات بأسلحة ثقيلة عبر الطرق والمدن لتأمين قوات الداخلية والمواطنين، كيف؟، وهل التأمين بالمرافقة؟، هل تأمين المدن والطرق بنصب كمائن على الطرق.
ما نعرفه عن التأمين هو تطهير المنطقة من الأخطار التى تهددها، بإلقاء القبض على المجرمين والكشف عن هويتهم وأيديولوجيتهم ومخططاتهم، وليس بنوم المواطنين فى حماية الجنود والدبابات والعربات المجنزرة، وما خبرناه فى سيناء أن هذه الكمائن لم تحم المواطنين، كما أنها كانت مستهدفة من المتطرفين، وهو ما يعنى أن هذه الكمائن لم تستطع حماية أفرادها ولا أجهزة المخابرات نجحت فى جمع معلومات تساعد على رسم خطط للتأمين، لهذا نحن نتساءل: لماذا تسعى قواتنا المسلحة إلى هزيمة جديدة؟، لماذا ترغب فى الفشل؟، لماذا تصر الدولة على أن تهدر هيبتها على يد مجموعة متطرفة؟، لماذا تستخدم قدراتها المتاحة؟، أين أجهزة المخابرات العامة والعسكرية؟، وأين جهاز أمن الدولة؟، وأين الطائرات التى تقوم بتصوير المناطق المشبوهة؟، وأين الأقمار الصناعية التى قيل إنها تصور المياه والمعادن فى بطن الأرض؟، هل نظل فى هذه الخيبة لفترة طويلة؟، هل سنفجع مرات أخرى باستشهاد أولادنا فى الجيش أو الشرطة؟.
[email protected]