رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اندماج الأحزاب

هل رؤساء الأحزاب الذين قرروا دمج أحزابهم مع أحزاب أخرى أخذوا موافقة الجمعية العمومية للحزب؟، هل اندمجوا بقرار منفرد أم بموافقة الهيئة العليا؟، وهل موافقة الهيئات العليا كافية في قرار مثل هذا؟.

بداية أسجل تقديري لرؤساء الأحزاب الذين قرروا الاندماج بأحزابهم مع أحزاب أخرى في كيانات جديدة تحمل مسميات أخرى، وهذا التقدير يرجع إلى أنهم تنازلوا عن وهم الزعامة التي يعيشها بعض رؤساء الأحزاب، كما أنهم تنازلوا عن سلطة ومكانة طواعية لكي يتولاها آخرون، ولأنهم قدموا مصلحة الحزب والوطن على مصالحهم الشخصية.
ومع أهمية هذه الخطوة هناك سؤال: هل قرارات الاندماج جاءت بإرادة فردية؟، هل قرروا إلغاء الكيانات والمسميات التي كانوا يترأسونها بدون الرجوع للجمعية العمومية للحزب؟.
كل ما نعرفه وسمعنا عنه أن عملية الاندماج تمت بين بعض الأحزاب الليبرالية، وبين بعض الأحزاب الناصرية، منذ عدة أيام طرح البعض فكرة دمج الأحزاب الليبرالية تحت كيان ومسمى واحد، خاصة أن برامج هذه الأحزاب رغم تعددها تكاد تكون واحدة، فما الداعى لتعدد الكيانات والمسميات، وقد استجاب لفكرة الاندماج بعض قيادات الأحزاب، وبالفعل عقدوا اجتماعاً وقرروا التنازل فيه عن كياناتهم ومسمياتهم، واختاروا مسمى جديداً للكيانات المندمجة، واتفقوا على ان يتولى رئاسة هذا المسمى الجديد عمرو موسى أمين جامعة الدول العربية السابق والمرشح السابق لمنصب الرئاسة، ما هو البرنامج الخاص بالكيان الجديد؟، هل سيختارون أفضل برنامج لأحد الأحزاب المندمجة؟، هل سيعدون برنامجاً توافقىاً من برامج المسميات المندمجة؟، هل سيعدون برنامجا خاصا بالمسمى الجديد؟، هذه الأسئلة مازالت مطروحة ربما نسمع إجابات عنها فى المستقبل القريب.
بعد أيام من إشهار الكيان الليبرالى المسمى حزب المؤتمر المصري، أذيع عن تفكير بعض الأحزاب الناصرية الاندماج تحت مسمى جديد مثل الكيانات الليبرالية، وبالفعل أعلن عبد الحكيم عبد الناصر نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر اندماج أربعة أحزاب ناصرية هي الكرامة، والعربي الناصري، والوفاق القومي، والمؤتمر الشعبي في كيان واحد تحت مسمى «الحزب الناصري»، وقيل إن الهدف من عملية الاندماج هذه هو استكمال مشروع عبد الناصر نحو الحرية والاشتراكية والوحدة، والمسمى الناصرى مثله كسابقه الليبرالى لم يحدد بعد البرنامج الجديد الخاص بالمسمى المتفق عليه، ولم نسمع حتى عن آلية الإدارة فى هذا الكيان.
وبالطبع نحن مع اندماج هذه المسميات، وقد طالبنا أكثر من مرة بتوحيد الصف والانطواء تحت لواء مسمى حزبى

واحد، خاصة ان البرامج كما سبق واشرنا تتشابه وتتقارب حتى فى الصياغات والمصطلحات فى المسميات الحزبية المختلفة.
وإذا كانت فكرة الاندماج من اجل توحيد الصفوف أو بسبب ضعف الموارد، أو بسبب عدم القدرة منفردا على المشاركة فى صناعة القرار سواء بحجز أماكن فى البرلمان أو الشورى أو المحليات، فالسؤال مازال قائما: هل الجمعيات العمومية لهذه الكيانات وافقت على محو المسمى الخاص بهم ورفع مسمى آخر؟، هل سيستفيد من عملية الاندماج قيادات الأحزاب فقط أم أن الأعضاء فى الأقاليم سوف تتاح أمامهم فرصة الإدارة والقيادة داخل الكيان الجديد؟.
فى أغلب الأحوال قيادات الأحزاب يتخذون قرارات منفصلة على اعتبار أن الأعضاء مجرد أعداد أو أنفار يتم شحنهم فى أتوبيسات ويصرف لهم وجبة غداء وينتزع منهم موافقات على القرارات المصيرية أو المهمة حسب اللائحة، وفى أغلب الأحوال تدار الأحزاب من خلال مجموعة من القاهرة، وعندما تجرى الانتخابات تتبدل المجموعة بأخرى تأتى أيضا من القاهرة.
ما أعرفه عن الديمقراطية أن القرار يأتى من القاعدة وليس من القمة، تطرح الأفكار المصيرية أو المهمة على الجمعية العمومية للمسمى السياسى، وتجرى مناقشة ويتم التصويت على القرار، وافقت الأغلبية تروج الأقلية للقرار، وتعلن القيادات الموافقة او الرفض، فى عملية الاندماج للمسميات الليبرالية والناصرية لم نسمع عن أن احد المسميات عقد مؤتمراً لجمعيته العمومية وطرح عليها فكرة الاندماج، وكل ما وصلنا ان بعض الأحزاب طرحت الفكرة على الهيئات العليا، وفى ظنى أن هذا ليس كافيا، وأن قرار مصير مثل هذا يجب قانونا أن تقره الجمعية العمومية.
[email protected]