رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تهجير المسيحيين صناعة سلفية

في شهر فبراير الماضي اجتمع بعض قيادات التيار السلفي وجماعة الإخوان المسلمين في قسم شرطة العامرية بالإسكندرية مع راعى الكنيسة وبعض الأسر المسيحية في قرية البياضية، حضر الاتفاقية على ما أذكر مأمور القسم ورئيس المباحث، ينص المحضر لأول مرة فى تاريخ مصر على تهجير ست أسر مسيحية من قرية البياضية بسبب خلافات مع مسلمين،

قيل إن قسيس القرية أجبر خلال الجلسة على قبول هذا الاتفاق العرفي، وقيل له: إن عملية التهجير خوف على حياة الأسر المسيحية، وفهمت يومها مما حكى أن عدد الأسر ست، وأن سبب عملية التهجير نشوب خلاف بين المسلمين والمسيحيين في القرية بسبب علاقة (عاطفية أو غير شرعية) نشأت بين شاب مسيحي وفتاة مسلمة، حرر المحضر مشايخ التيار السلفى وقيادات الاخوان المسلمين بالعامرية، نص المحضر على التالى:
«بسم الله الرحمن الرحيم .. محضر صلح .. انه في يوم الأربعاء 1/2/2012، تم الاتفاق بين كل من: اللجنة وهم: عصام مسولينى، وأحمد جلال، وخالد الرقاص، وخالد فاروق، وعبدالحليم حميدة، وحسين أحمد صالح، ورأفت مسولينى، وهم وسطاء بين الطرف الأول وأهالي النهضة لحل الإشكال والنزاع القائم وذلك على البنود التالية:
1ـ خروج أبو سليمان من المنطقة درء للمفسدة وحفاظا على حياته هو وأولاده.
2ـ تتحمل اللجنة مسئولية إحضار مشترين للمنازل الخاصة بأبى سليمان خلال ثلاثة شهور، وتتحمل تحصيل مبالغ الكمبيالات الخاصة بأبى سليمان عن طريق وكيل له بمكان محدد، وتساعده اللجنة في ذلك.
3ـ في حالة حضور مشترين عن طريق أبو سليمان يتم تسليم المنزل للمشترى وذلك مسئولية اللجنة وحماية ممتلكات أبو سليمان حتى البيع.
4ـ الرجوع في أمر البيع والشراء والتثمين يتم برئاسة الشيخ شريف الهوارى على معيار متوسط ثلاثة منازل فأكثر بسعر المنطقة.
5ـ المحكمون يتولون التحري وبذل الجهد فى معرفة الجاني والمجني عليه ومعرفة مقادير الإصابات حسب الأحكام الشرعية، وكذلك التوصل إلى الفاعل الحقيقي فى عملية إتلاف ممتلكات أبو سليمان وغيره، ويقوم بذلك المحكمون برئاسة الشيخ شريف الهوارى.
6ـــ فى حالة إخلال اللجنة بمسئوليتها السالفة يتم تسليم المنازل للطرف الأول دون اعتراض من أحد... تم ذلك فى حضور الموقعين أدناه: 1ـ الأستاذ نادر مرقص، 2ـ حسين مصطفى حسين، 3ـ أسفارون خليل سليمان أبو سليمان، 4ـ الأستاذ بشاي رسمي بخيت، 5ــ القمص بقطر رشيد، 6ـ محمد عمران عبدالمجيد، 7ـ إبراهيم عبدالفتاح، 8ـ عصام مسولينى، 9ـ احمد جلال، 10ـ خالد الرقاص خالد، 11ـ أبوبكر الجرارى، 12ـ حسن أحمد».
هذا هو نص المحضر الذي تم على أساسه تهجير الإخوة المسيحيين من ممتلكاتهم

بقرية البيضة التابعة لمدينة العامرية بالإسكندرية، وقد تم تحرير درءا للمفسدة، ويفهم من البند الخامس أن اللجنة أعطت لنفسها سلطة التحري وكشف الجاني، ويتضح من البند ذاته أن اللجنة ستحتكم إلى الشريعة وليس القانون فى تقدير الإصابات.
يومها أبديت انزعاجي الشديد من سيطرة مشايخ التيار السلفى على مقدرات الأمور، وتنحيتهم الدولة والقانون وفرض فقههم وخطابهم الدينى على المواطنين، وتساءلت: كيف يحدث هذا في مصر؟، ومن الذي أعطى لأعضاء الإخوان والسلفيين حق عقد اتفاقات من شأنها تهجير بعض المواطنين من ممتلكاتهم؟، وهل مصر ستدار بعيدا عن الدستور والقانون؟، هل مصر في ظل الأغلبية الحالية ستحكم بالجلسات العرفية؟، هل سيصبح من الطبيعي تهجير الأسر المصرية المسيحية من ممتلكاتها؟، هل ننتظر أن تتطور عمليات التهجير من التهجير القسرى الداخلي إلى النفي خارج الوطن؟.
منذ شهر أو أكثر تكررت الواقعة فى دهشور، ونشب خلاف بين أسرة مسيحية وأخرى مسلمة، انتهت الواقعة بتهجير جميع المسيحيين من البلدة، ومنذ أسبوع فقط تكررت الواقعة فى مدينة رفح، وتم تهجير تسع أسر مسيحية، والسبب؟، بعض المتطرفين فى التيار السلفى استيقظوا صباحا وقرروا اخلاء رفح من المسيحيين، كتبوا ورقة تأمرهم بالرحيل، وألصقوها على جدران وأبواب منازل ومحلات المسيحيين بالبلدة،: ارحلوا أو تقتلوا.
خلاصة القول إن مشايخ التيار السلفى فى الاسكندرية بمشاركة بعض قيادات جماعة الإخوان المسلمين فى مدينة العامرية، هم الذين وضعوا مبدأ تهجير المواطنين المسيحيين من منازلهم وبلدانهم، وفتواهم لم تشمل الفرد الذى أخطأ، ولا حتى الفرد وأسرته، بل جميع الأسر المسيحية فى البلدة، لماذا؟، درءا للمفسدة، أية مفسدة؟، الله أعلم؟، وهل ستصبح العادة أن نأخذ بفتاوى مشايخ السلفيين؟، وهل ستغيب الدولة ويتنحى القانون؟.
[email protected]