رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نائب المحافظ يكذب ع الهواء

بعد أن قامت الثورة وأطحنا بالنظام السابق وبطانته ورجاله، هل من الممكن أن نقبل مسئولا يكذب على الشعب؟، هل نوافق على أن يغير أحد المسئولين الحقائق؟، هل سنسمح لرئيس الجمهورية بأن يعين احد الشخصيات التي تخفى الحقائق وتغيرها عن الشعب؟

، وإذا كان الكذب حراما لدى المواطن البسيط، فما هو حكم الكذب وتغيير الحقائق في شرع جماعة الإخوان المسلمين؟، هل تغيير الحقائق وإخفاء الوقائع وإنكارها يسمى كذبا في اصطلاحات جماعة الإخوان أم فهلوة وشطارة؟، وما هي نوعية هذا الكذب؟، هل هو كذب أبيض أم كذب أسود؟، وما هو عقاب من يكذب في الفقه الإخوانى؟، وهل عقاب المواطن البسيط يتساوى مع عقاب المسئول فى الدولة؟، وهل يجوز طبقا لفقه جماعة الإخوان ان يظل أحد المسئولين يمارس وظيفته بعد ان يتورط في واقعة كذب على المواطنين؟، وهل قمنا بالثورة لكي نأتى بشخصيات تشارك في إدارة البلاد على شاكلة من أزحناهم مع النظام السابق؟
مساء أول من أمس كان الإعلامي حافظ الميرازى يستضيف عددا من أهالي شمال سيناء، تناولوا فى البرنامج بعضا مما يعانى منه أهالينا هناك، وتطرق الحديث إلى ذكر واقعة تهجير تسع أسر مسيحية من مدينة رفح إلى مدينة العريش، وتم الاتصال بنائب محافظ شمال سيناء د.على قطامش، وسأله الميرازى عما قدمته المحافظة للأسر المهجرة، وانتظرنا لكي نسمع دور الأمن، وحديثا عن هيبة الدولة، وكلاما عن المواطنة وحقوق المصري القبطي في أن يعيش آمنا وليس خائفا ومهجرا من مكان لمكان بسبب ضعف الدولة وقوة شوكة المتطرفين، لكن فوجئنا جميعا بمن فينا الميرازى وضيوفه من أهالي شمال سيناء، بأن نائب المحافظ ينكر الواقعة تماما، ويؤكد على الهواء مباشرة أنه ليست هناك أسر مسيحية تم تهجيرها، واتهم وسائل الإعلام بالكذب واختلاق الواقعة.
كلام نائب محافظ شمال سيناء نزل كالصاعقة على أهالى سيناء الذين يجلسون فى الاستديو، كما نزل كالصاعقة على المتابعين للبرنامج وأنا منهم، معقولة؟، هل يصل الأمر بوسائل الاعلام إلى الكذب وتزوير وقائع واختلاقها لهذه الدرجة؟، وماذا عن كاهن الكنيسة بسيناء الذى صرح بانتقال الأسر المسيحية؟، وماذا عن بعض الأسر التى اتصلت بوسائل الاعلام؟.
بعد لحظات من صدمة المفاجأة وجه الميرازى كلام نائب المحافظ إلى الحضور، فأكد أحدهم ان عدد الأسر التى تم تهجيرها 11 أسرة وليست 6 أسر فقط، وأن عدد أفراد الأسر حوالى 45 فردا، وقال: إن محافظ شمال سيناء قام بتوقيع قرار بنقل الموظفين منهم إلى وظائف اخرى من رفح إلى العريش، وحكى آخر أن الواقعة بدأت بخطاب سيئ الخط ركيك الصياغة وصل إلى أحد البقالين، أمره فيه بان يغلق المحل

وأن يرحل عن رفح هو وجميع المسيحيين، الرجل لم يهتم واعتبر الخطاب مداعبة من احد الغلساء ثقلاء الدم، بعد أيام من تجاهله الخطاب وعدم ابلاغه نص التهديد لجميع الأسر المسيحية فى البلدة، أطلق المتطرفون على دكانه النار، وهنا عرف ان التهديد حق، فأسرع إلى الكنيسة وإلى باقى الأسر المسيحية وأبلغهم بنص خطاب التهديد، وتسلمت اجهزة الأمن نسخة منه، وتم الاتفاق مع اجهزة الأمن على تهجيرهم من منازلهم إلى مدينة العريش، وتمت عملية التهجير فى حراسة الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة، وقام محافظ شمال سيناء بإصدار قرار بنقل الموظفين منهم إلى مدينة العريش.
الإعلامي حافظ الميرازى وجه الكلام لنائب المحافظ فتلعثم وقال: نحن عملنا لجنة وهننزل البلد نرى الوضع على الطبيعة، وبعد ان شكره الميرازى وخرج من الخط سخر أهالي سيناء من كلامه وبرروا ما قال بأنه ربما لم يكن يعلم بالواقعة لأن قرار تعيينه صدر قبل ثلاثة أيام، وأنه لم يتسلم وظيفته بعد، وقيل انه أول مسئول من أبناء سيناء يتولى هذا المنصب.
بحثت عن الرجل واكتشفت الآتي: د.عادل قطامش هو أول نائب مدني من أبناء محافظه شمال سيناء، وهو مسئول المكتب الإداري لمحافظة شمال سيناء وعضو مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان المسلمين ومدير ادارة المجازر بشمال سيناء وحاصل علي بكالوريوس العلوم الطبية البيطرية عام 1985م  من جامعه الزقازيق.
هذا هو الرجل الذى اختاره الرئيس مرسى من أبناء سيناء لتولى منصب نائب محافظ شمال سيناء، وقد اختاره من ضمن جماعة الإخوان المسلمين، وصدر قرار تعيينه يوم الأحد الماضي، وذهب إلى ديوان المحافظة واستقبله المحافظ واستلم عمله، ومساء أول من أمس كذب على الهواء مباشرة وأنكر واقعة تهجير الأسر المسيحية واتهم وسائل الإعلام بالكذب، هل هذه هى الثورة؟.
[email protected]