عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كراهية موريس صادق

هل الفيلم المسىء للرسول عليه الصلاة والسلام صنعه موريس صادق كراهية فى النظام الحاكم السابق أم الحالي(جماعة الإخوان المسلمين)؟، هل قام بعرضه هذه الأيام لزرع فتنة بين المصريين بعد الثورة أم تأكيدا على كراهيته للحاكم ولديانته وعرقه ولغته؟، هل مشكلة موريس كانت مع النظام السابق أم مع المصريين؟.

قبل زيارة الرئيس مبارك إلى أمريكا في عام 2010، وصلتنى رسالة من موريس صادق صاحب الفيلم المسيء للرسول الكريم، المدهش في الرسالة أن موريس صادق أشهر المصريين فى دول المهجر عنفا وكراهية ونقدا للنظام الحاكم وللمصريين ، ينافق الرئيس مبارك، ليس هذا فقط بل يرحب بزيارته للولايات المتحدة الأمريكية، ويشيد بحكمة الرئيس في تجنب الحروب، وحكمته فى رعاية الشعب المصري والعمل من اجل مصلحة البلاد، لماذا يا موريس؟، ما الذي جعلك تغير موقفك من مصر وحاكمها؟، هل أجهزة الأمن المصرية نجحت في تحييد موقفك خلال الزيارة؟، ما المقابل؟.
رسالة موريس تضمنت مقالة تحت عنوان: «مرحبا بالرئيس مبارك بواشنطن من اجل السلام لمصر»، كتب موريس خبر سفر الرئيس إلى واشنطن بدعوة من الرئيس أوباما للمشاركة في إعادة بدء مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وأنهى المقال بقوله»: ورغم إننا نختلف مع الرئيس مبارك فى سياساته الداخلية ضد 22 مليون قبطى يعيشون عصر الاضطهاد والتمييز العنصرى واستبعادهم من المشاركة السياسية والوظيفية...رغم هذا نقول: مرحبا سيدى الرئيس مبارك فى واشنطن من اجل مصر، فليعلم الشعب المصرى ، ان مصلحة مصر فوق الجميع وفوق الحناجر العالية التي لا ترعى مصلحة الشعب المصرى ويرغبون فى حرب مع إسرائيل لا يقدرون قيمة السد العالى اذا ضرب فى حرب لا يبالون بشبابنا وحياتهم».
وموريس صادق لم يكتف بهذا بل كتب فى نهاية المقال فقرة باسم الجمعية القبطية الأمريكية يرحب فيها بالرئيس مبارك، قال فيها: «إن الجمعية الوطنية القبطية الامريكيه بواشنطن، تثق فى حكمة الرئيس مبارك من اجل سلامة وحماية الشعب المصرى من خطر الحرب والمجاعة، فليوفقك الله يا سيادة الرئيس من اجل كل المصريين».
بعد قراءة نص رسالة موريس انتابتني حالة من الدهشة: ما الذى استجد لكى يتحول موريس صادق إلى النقيض؟، هل نظام حسنى مبارك أعلن توقفه عن لعبة التمييز الدينى؟، هل قررت أجهزة الأمن عدم اضطهاد المصريين المسيحيين؟، هل ستسمح لهم ببناء وترميم الكنائس التى يحتاجونها؟، هل سيسمح لهم تولى مناصب قيادية؟.
موريس صادق للذين لا يعرفونه مثل العشرات أو الآلاف من المصريين والعرب والأمريكان والأوروبيين

الذين لا يمتلكون قدرة كبيرة على التفكير، ويغلب على تفكيرهم العاطفة، وهذه الشخصيات غير مرتبطة بالعرق أو الديانة أو الجغرافية أو اللغة أو الثقافة، بل بالقدرة على رؤية الأشياء بحيادية، حيث تقودهم أفكار الغير وتتحكم فيه العاطفة، وللحق منه المسلم والمسيحى واليهودى والبوذى حاد وعنيف فى كراهيته، لا تستطيع ان تميزه عن المتطرفين المسلمين الذين كفروا وأحلوا الدماء، اللهم سوى من خلال الديانة والقدرة على المواجهة للحاكم، المتطرف المسلم يصنع خطابه السياسي وفقهه الديني الخاص، وفى حالة عجزه السياسي فى مواجهة الحكام ونظامه، يستخدم فقهه الخاص، فينسحب من المجتمع ويهرب إلى الجبال أو إلى دولة مهجر ويعلن الجهاد على الحاكم ونظامه، المتطرف المسيحي فى حالة عجزه يهرب لدولة المهجر ويحاول الإطاحة بالنظام الحاكم من خلال خطابه السياسي، بعد فترة من الفشل يتحول الخطاب السياسي لدى البعض إلى إحساس بالكراهية، فيكره خطاب الحكام وديانته وأصوله وجذوره، وتمتد الكراهية لدى البعض الآخر (الأكثر تشددا وتطرفا وضيقا فى الأفق) إلى كل من هم من جنسية أو ديانة أو حتى الذين يتحدثون بلغة الحاكم، فيبدأ فى محاربة وتشويه كل ما هو مقدس لإغاظته أو للنيل منه.
السؤال الذي يجب أن يطرح اليوم: هل الفيلم الذى أسهم موريس فى إنتاجه كان من بقايا كراهية موريس صادق لنظام مبارك أم أنتج خصوصاً ليعلن كراهيته للنظام الجديد وهم جماعة الإخوان المسلمين أم أن الحالة وصلت بموريس إلى الكراهية لكل ما هو عربى ومسلم؟، هل هذا الفيلم صنع وروج له بسبب الكراهية أم تنفيذا لأجندة سياسية خارجية من أجل زرع الفتنة بين المصريين بعد الثورة؟.
[email protected]