عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لماذا لم يهرب مبارك؟

لماذا لم يهرب الرئيس حسنى مبارك بعد تنحيه إلى السعودية أو دولة الإمارات؟، ولماذا لم يهرب علاء وجمال مبارك؟، لماذا فضل مبارك وأولاده أن يزج بهم إلى السجون بدلا من التمتع بثرواتهم خارج مصر؟، لماذا اختاروا ان يقضوا المتبقي من عمرهم فى مهانة وحرمان وتقييد حرية بدلا من الحياة وسط أسرهم وأصدقائهم؟،

ما الذى يدفع بإنسان إلى أن يخاطر بحياته وبحريته أو أن يتنازل عنهما؟، هل مبارك وأولاده لم يكونوا على يقين من محاكمتهم وربما إعدامهم؟.
قبل أكثر من عام طرحت هذه الأسئلة وحاولت بقدر المتاح من معلومات أن أقف على إجابة وللأسف كل ما توصلت إليه وقتها أن الرئيس مبارك يريد أن يموت ويدفن في وطنه مثلما قال في الخطاب الذي ألقاه قبل ساعات من موقعة الجمل، فهو قد كبر في السن، وأصبح في سن الشيخوخة، وصحته لم تعد تساعده، والأيام المتبقية من حياته لم تعد كثيرة، والأفضل له أن يموت ويدفن في بلده بدلا من الموت في المنفى، واعتقدت أن الرئيس مبارك اتخذ هذا القرار بناء لقناعات خاصة به، مثل أنه كان من أبطال وقيادات حرب أكتوبر المجيدة، وأنه قدم لمصر الكثير، وأن الشعب المصري بطيبته قد يتذكر له هذا ولن يتنكر له، أضف إلى هذا أن كرامة مبارك وقناعاته جعلته لا يتقبل فكرة أن يعيش حياة الطريد أو الهارب أو المجرم فى أى بلد من البلاد، أنا مصري وعشت وتربيت وأخطأت فى مصر وبلدى وأولاد بلدى أولى بى، وأعتقد كذلك أن مبارك على يقين بأن الأخطاء التي وقع فيها لا تصل إلى حد الجريمة، وأن ما قدمه فى تحرير سيناء وفى بناء مصر تشفع له جميع خطاياه.
إذا كانت هذه مبررات بقاء مبارك فى البلاد وعدم هروبه للخارج، فماذا عن أولاده وأسرهم؟، لماذا لم يهرب جمال وعلاء مبارك بعد الثورة إلى خارج البلاد؟، ولماذا أصرا على البقاء رغم تأكدهما أن الشعب الثائر سوف يقدمهما للمحاكمة؟، لماذا اختارا أن يقضيا بقية حياتهما فى السجن بدلا من التمتع بأموالهما فى الخارج؟
كل التوقعات كانت تؤكد أن أبناء الرئيس سوف يحملون ما خف وزنه وينجون بحياتهم بعيدا عن الشعب الثائر إلى بلد المنفى، لكن الواقع جاء على خلاف ذلك، أسرة الرئيس لم تهرب

وفضلت أن تواجه اتهامات بالتربح وسرقة أموال الشعب، واستغلال النفوذ، والاشتراك في قتل المتظاهرين إلى غير ذلك من الاتهامات السياسية والمالية، والمتوقع أن تصدر ضدهما أحكام تجعلهما يقضيان السنوات المتبقية لهما داخل السجن، وهو ما يعنى القضاء على هذه الأسرة بالكامل وتشرد أولادها الصغار.
هذه الصورة كما قلت لم تكن بعيدة عن ذهنية جمال وعلاء وسوزان مبارك، ولا عن زوجيتهما، فلماذا لم يهربوا خارج البلاد؟، لماذا اختاروا البقاء؟، لماذا فضلوا الحياة داخل زنزانة على الحياة الرغدة؟، هل لثقتهما في براءة ذمتهما المالية؟، هل لأنهما لم يشاركا في عمليات فساد؟، هل لأنهما لم يكونا ثروات مشبوهة؟، لماذا اختار جمال وعلاء وأسرتهما والسيدة سوزان مواجهة هذه الصورة السوداء؟.
قبل أكثر من عام ظننت أن هناك اتفاقية أبرمت بين المجلس العسكري والرئيس مبارك برعاية إحدى الدول العربية، وأن هذه الاتفاقية تضمن سلامة الرئيس مبارك وسلامة أولاده وأسرتهم، واعتقدت أيامها أن المجلس العسكرى سوف يعمل على تنفيذ هذه الاتفاقية، لهذا قرر علاء وجمال مبارك البقاء بجانب والدهما ومواجهة جميع الاتهامات التى ستوجه لهما.
هذا التحليل قد يظل صحيحا فى حالة استمرار المجلس العسكرى، لكن ماذا بعد عزل طنطاوى وعنان وتفكيك المجلس العسكري الحاكم؟، من الذى يضمن العمل بالاتفاقية إذا كانت موجودة بالفعل؟، وهل الاتفاقية أبرمت مع المجلس العسكرى فقط أم كانت جماعة الإخوان طرفا فيها؟، لماذا قرر مبارك وأولاده البقاء فى مصر؟، لماذا قبل المخاطرة بحياتهم وحياة أسرهم؟، لماذا فضلوا أن يعيشوا المتبقى من عمرهم داخل زنزانة؟.
[email protected]