رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بعضنا سذج.. وبعضهم فاسدون

بعض العاملين في المجال الإعلامي يعلمون جيدا أن هناك نسبة، قد تكون كبيرة أو قليلة، من الذين يتبعون الأجهزة الأمنية المختلفة، وأنهم وصلوا إلي مراكزهم هذه بفضل تعاملهم مع هذه الأجهزة، وبعضنا يعلم كذلك أن هناك نسبة مماثلة أو هي نفسها من غير الشرفاء الذين يستغلون وظيفتهم، كصحفي أو اعلامي، في التربح وفي ابتزاز المصادر، وهناك اتفاق بين أغلب الصحفيين والاعلاميين علي بعض الأسماء التي تتصدر المشهد الإعلامي، لكن أن يصل الحد إلي أن بعض أو أغلب المسئولين يتشككون في نية كل من يكتب ضدهم، هذا بالنسبة لي هو الجديد، حيث إنني لم أتخيل أبدا أن أحد المسئولين يبحث حول سيرة وأخلاق من ينتقده قبل أن يتصل به، لكنه حدث وقد تيقنت من هذا بنفسي، منذ أيام كتبت بعض السلبيات التي تخص جهات بعينها، اتصل بي بعض المسئولين من هذه الجهات، وأخبروني أنهم سألوا عني جيدا قبل أن يتصلوا بي، وأنهم تأكدوا من نظافة يدي وتاريخي، وأنني من الشخصيات الساذجة التي تكتب من أجل الوطن والمواطن.

وعرفوا أيضا أنني بعد خمس وعشرين سنة من العمل في الصحافة أسكن في شقة ايجار جديد لعدم قدرتي المالية علي استئجار أو تملك شقة، وصارحوني بما جمعوا عني من معلومات، وأبدوا ارتياحهم واطمئنانهم، ودهشت جدا لسؤالهم عن سيرتي ونواياي وتاريخي، وأوضحت لهم اندهاشي هذا: لماذا السؤال؟، قالوا لي: لكي نعرف كيف نتعامل معك، وفهمت ضمنا أنهم تأسفوا بشدة لتيقنهم أنني ساذج ومن الذين يحاربون طواحين الهواء، وفهمت أيضا أنهم كانوا يتمنون أن أكون علي غير ما عرفوا، لماذا؟، لكي يسهل عليهم إقناعي بعكس ما كتبت وتراجعي عنه، فقلت لبعضهم: القانون يعطيك الحق في الرد، وأنا وغيري ملزمون بنشر ردكم

أو نفيكم في أعمدتنا، حتي لو كان نفيكم غير صحيح، وهنا لا مجال للتفتيش في السيرة واليد والنوايا، أكدوا لي أن غير الساذج لن ينشر مرة أخري ضدنا وسيظل صديقا لنا، اما الساذج من أمثالي قد تأتيه معلومات أو مستندات ويكتب مرة ومرات، ومن الصعب تدجينه أو إقناعه بعكس ما بين يديه من معلومات، وبالطبع سذاجة مثل هذه تسعد أي كاتب لسببين، الأول: نظافة سيرته وصورته امام من يكتب ضدهم، ثانيا: أن هناك بعض الزملاء الصحفيين علي يقين من سذاجته وهؤلاء مشكورون نقلوا ما يعرفونه عن سذاجته لمن كتبت ضدهم، ومع وجاهة هذه الأسباب إلا وأنني حزنت وأسفت جدا بعد معرفتي أنهم عرفوا أنني ساذج من بين سذج كثيرين، وسبب حزني وأسفي أن هناك من يتشككون في نوايا الصحفيين والإعلاميين، أو أن القاعدة بين المسئولين أصبحت هي التفتيش في سيرة وسذاجة الذين ينتقدون أو يعرضون للسلبيات، وبالطبع هذا يعود لعوامل كثيرة، منها التربية وغياب القانون وفساد النظام، وفساد بعض المسئولين، لكن مما يؤسف له أن بعض من يتصدرون المشهد الإعلامي قبل وأثناء وبعد الثورة غير سذج بالمرة والله المستعان.

 

[email protected]