رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تحالف الأمة المصرية

قرأت قبل أسبوع أو أسبوعين أن حزب الوفد دخل في تحالف مع العديد من الشخصيات، قيل إن عددهم خمسين شخصية عامة، وقيل إن الهدف من التحالف هو مواجهة ابتلاع جماعة الإخوان والسلفيين للدولة والتأكيد على أن يعبر الدستور الجديد عن دولة مدنية، وسمعنا أن الشخصيات المؤسسة لهذا التحالف سوف تعلن بعد أيام عن المبادئ السياسية التى تجمعوا حولها، وتردد أن حزب الوفد هو الذي دعا إلى هذا التحالف، وجاءت هذه الدعوة في الأسبوع الأخير من شهر رمضان المبارك،

واستجاب للدعوة بعض الرموز السياسية القديمة والحديثة، ذكر منها شخصيات بقامة عمرو موسى، ود.مصطفى الفقى، ود.فايزة أبوالنجا وزيرة التعاون الدولي السابق، والمهندس حسب الله الكفراوي، ود.على السلمى نائب رئيس الوزراء السابق وآخرين، وقد عقد أول اجتماع لمجموعة الخمسين أو لأعضاء التحالف بمقر حزب الوفد، وتم الاتفاق خلال الاجتماع على نشر مبادئ التحالف عقب عيد الأضحى المبارك، وقد توقع البعض ألا تخرج هذه المبادئ علي المبادئ التي سبق واتفقت عليها الأحزاب فى بداية الثورة ووقع عليها حوالي أربعين حزبا، وقيل كذلك إنها لن تخرج علي مبادئ وثيقة الأزهر الشريف، وسمعنا ان البعض عزا إنشاء هذا التحالف إلى مخاوف القوى السياسية من أخونة الجماعة للدستور ولمفاصل الدولة بمساعدة القوى الإسلامية وبعض الشخصيات المستقلة التي تبحث عن نصيب على جميع الموائد، وقيل إن مجموعة الخمسين اجتمعوا فى هذه الجبهة لكى يخوضوا الانتخابات البرلمانية القادمة بمبادئ الدولة المدنية ضد جبهة الإسلاميين التي تتزعمها جماعة الإخوان المسلمين، وقيل أيضا إن هذه الجبهة تشكلت بهدف التصدي إلى اللجنة التأسيسية إذا نقضت دعائم الدولة المدنية بالدستور.
لا أخفى عليكم لقد تابعت بقدر ليس بيسير الأخبار والتصريحات التي نشرت وترددت حول مجموعة الخمسين أو ما أطلق عليها تحالف الأمة المصرية، لكن للأسف لم أفهم جيدا مغزى أن ينشئ أو يدعو حزب بقامة وتاريخ الوفد إلى تحالف مع شخصيات بعينها، ما أعرفه أن التحالفات تقام بين أحزاب وينضم إليها شخصيات، أو أن تعقد بين شخصيات فيما بينها، أما أن يقام التحالف بين حزب وبين شخصيات هذا ما لا أفهمه، لماذا؟، وعلى مبادئ من؟، وهل ستنضم هذه الشخصيات إلى الحزب؟، هل ستعمل تحت راية ومبادئ الحزب؟، وهل حزب الوفد سيشارك فى التحالف بأحد أعضائه أم بقياداته؟، والسؤال الأكثر تعقيدا وصعوبة: من الذي سيقود أو سيدير التحالف؟، هل سيديره ممثل حزب الوفد أم أحد أعضاء التحالف من المستقلين؟، من الذي سيقوده إذا كانت قيادات حزب الوفد هي التي تشارك في التحالف

باسم الحزب؟.
الذي أعرفه جيدا عن تاريخ حزب الوفد ويعرفه الصغير قبل الكبير عنه، أن الشعب المصري ورموزه الوطنية أطلقوا عليه بيت الأمة، صحيح قد أطلق هذا المسمى على منزل سعد زغلول باشا، لكنه امتد بعد ذلك كمسمى لحزب الوفد، وذلك إشارة إلى انه الحزب السياسي الذي تستظل به جميع القوى السياسية فى البلاد، حيث لا فرق بين اليسار واليمين، بين المسيحي والمسلم، بين الفقير والغنى، بين الفلاح والعامل، وبين الباشا والأفندي، بين السني والشيعي والأباضى، وبين الأرثوذكس والبروتستانت والكاثوليك، فى بيت الأمة تطرح جميع الأفكار والمبادئ والشعارات من اجل مصر، ومن أجل سيادة الشعب، ومن اجل الدولة المدنية.
والغريب فى أمر هذا التحالف ما تردد حول بعض الأسماء، حيث ذكر أن بعض الأسماء من فلول النظام السابق، وبعضها من الذين شاركوا فى حكومات تسيير الأعمال، وبعضها شارك لكى يجد لنفسه موضع قدم يعيده للحياة السياسية، وقيل إن بعض الشخصيات شاركت لكي تجلس بكل فخر واعزاز في المساء ببرامج التوك شو تستعرض كيف دعت، أو فكرت، أو شاركت فى لم شمل مجموعة الخمسين، ودورها الخارق فى وضع مبادئ التحالف، ولا مانع من استشرافها مستقبل التحالف بعد سقوط دولة الإخوان.
أغلب الظن أنني ضد مجموعة الخمسين، لهذا ادعو قيادات حزب الوفد لأن تعيد النظر فى المشاركة بهذه المجموعة، وإذا كانت هناك ضرورة لإقامة تحالف أرى من المنطقي أن يقام بين كيانات وقوى، ولا مانع أبدا أن تنضم إليه شخصيات، حزب الوفد أكبر من أن يشارك في تحالف يرأسه أو يديره شخصية مستقلة مهما كانت قامتها أو تاريخها، وحزب الوفد أكبر من أن يكون طوق نجاة لبعض من بددوا تاريخهم.
[email protected]