دعوة مرسى بعدم الانحياز
فى ظني أن أهم ما جاء فى كلمة الرئيس محمد مرسى فى قمة عدم الانحياز، ليس ما اهتمت وركزت عليه وسائل الإعلام المصرية، من إدانته للنظام السوري فى قلب إيران، أو ثناءه على الرسول والصحابة أجمعين، أو دعمه للقضية الفلسطينية، أو حديثه عن إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، فجميع هذه القضايا سبق وتناولها الرئيس محمد مرسى فى العديد من تصريحاته المحلية، بل مطالبته بالتغيير فى آليات المنظمات العالمية، حيث دعا إلى إصلاح وتوسيع مجلس الأمن بصورة جديدة وبشكل شامل، وأكد أنه لم يعد مقبولا ضعف تمثيل عضوية إفريقيا فيه، وطالب بمعالجة سلبيات استخدام حق الفيتو الذي يعطل المنظمة الدولية عن اتخاذ كثير من المواقف.
أعتقد ان دعوة مرسى هذه تعد أهم ما قيل فى افتتاح المؤتمر، لأنه لا فائدة من تجمع مثل هذا يضم معظم الدول النامية والفقيرة، إذا لم يفرض إرادته على الدول الكبرى والغنية، وان يؤخذ برأيه في مجلس الأمن وفى الأمم المتحدة، وقد سبق ودعوت من هنا مصر إلى التفكير جديا فى توجيه فكر وإستراتيجية هذا التجمع، وقلت بعد أن دخلنا عصر الدولة العظمى الواحدة، فلم يعد هناك معنى لفكرة عدم الانحياز، فقد انهار الاتحاد السوفيتي، ولم يبق على الساحة سوى دولة واحدة عظمى هي الولايات المتحدة الأمريكية، واقترح البعض على دول عدم الانحياز أفكاراً مثل تعزيز قيام ديمقراطية عالمية، والتشجيع على حوار الحضارات، والاستمرار في النضال من أجل وقف الحروب كأداة لحل النزاعات، وبعد فترة من الفشل والتهميش للحركة اقترحت مصر ضم مجموعة الـ 77 للحركة، لتصبح أكبر تجمع للدول النامية، وقد تأسست مجموعة الـ 77 عام 1964 ، وعقدت أول اجتماع لها بالجزائر، وتهدف إلى ترقية المصالح الاقتصادية لأعضائها، وخلق قدرة تفاوضية في نطاق الأمم المتحدة، وقد تم تشكيل لجنة للتنسيق بين حركة عدم الانحياز والمجموعة.
واللافت للانتباه أن سياسة الحركة والمجموعة القائمة والمتوقعة تقع في فخ التبعية، حيث تقوم وظيفة هذه التكتلات ضمن نطاق سياسة الأمم المتحدة وليس في مواجهتها أو بموازاتها، حتى أن هذه الدول لم تفكر ولم تخطط حتى في فرض سياسات
أظن أنه حان الوقت لإعادة النظر في فكرة عدم الانحياز وفى عضوية مصر بالمجموعات والتكتلات المماثلة والموازية، من الضروري أن نحسبها بمنطق المكسب والخسارة، ما الذي نحققه سياسيا واقتصاديا؟، هل عضويتنا بها أو بأي مجموعة أو حركة تحقق مكاسب سياسية أو اقتصادية للشعب المصري؟.
[email protected]