عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أكره المحظورة

كثيرا ما يسألني البعض: لماذا تكره جماعة الإخوان المسلمين بهذا القدر؟، لماذا تهاجمهم بشكل دائم؟، وهذا السؤال يوجهه لى البعض من داخل الجماعة أو من خارجها، حتى أنني فوجئت بالدكتور السيد البدوي رئيس الحزب يطرحه على سبيل المزاح خلال جلسة ضمت بعض قيادات الإخوان المسلمين؟، وغالبا ما كنت أقابل السؤال بابتسامة قائلا: طالما جلسوا في الحكم المفترض أن يتحملوا النقد، كما إننا إذا لم نهاجم الجماعة هنهاجم مين؟،

والملفت أننى بسبب كثرة طرح السؤال طرحته على نفسى بالفعل: هل أنا أكره الجماعة فعلا؟، ولماذا؟، ولكي أصل إلى إجابة واضحة وحاسمة، عدت إلى ما كتبته ضد جماعة الإخوان وضد الجماعة السلفية، وقرأت بعناية شديدة ما كتبته؟، ولماذا؟، وحاولت ان أضع يدى على مفردات او شعور قد يفهم منه الكراهية، وللأسف لم أضبط نفسى متلبسا بكلمة أو شعور كراهية، واكتشفت أنني بشكل عام أرفض الأيديولوجية، واننى أرى أن الأيديولوجية الدينية عندى على درجة واحدة مع الأيديولوجية الفكرية، المتبنى فيهما يلغى عقليته تماما ويرتدى قالب الأيديولوجية، وأن وظيفته خلال عملية التبني تتلخص في التبعية الفكرية والنفسية، ينفذ بشكل آلي دون تفكير أو مناقشة، أو كما يقال يمتثل لمبدأ السمع والطاعة، وأظن أن تركيبتي الذهنية والنفسية جبلت علىّ ألا تسلم نفسها لإنسان أو لفكر بعينه، كما أننى أعتقد أن المتبنى لأيديولوجية «دينية أو سياسية» هو فى النهاية مثل الإنسان الآلي ينفذ ما يطلب منه، حتى لو كان المطلوب تنفيذه غير واضح او مفهوم بالنسبة له، فهو ينفذ لأنه يرى أن فى تنفيذه حكمة أو مصلحة غائبة هو لا يراها.
هل هذا كافيا لكى اكره أو أهاجم أو انتقد «عمال على بطال» لأتباع الأيديولوجية الدينية؟، هل اعتقادى أن المتبنى مجرد آلة يجعلنى أقع فى فخ الكراهية أو حمل معول لهدم هذه الآلية؟، لا أخفى عليكم عدت مرة أخرى لما كتبته عن أصحاب الأيديولوجية الدينية والفكرية، واكتشفت والحمد لله اننى لم أقع فى هذا الفخ، بل أنني فى معظم كتاباتي انتقد بعض المواقف أو الآراء أو القرارات، حتى المقالات التى جاءت فى صياغة تحذيرية من أخونة أو أدلجة، كانت للفت الانتباه لخطورة الأدلجة، على سبيل المثال وسائل الإعلام، والدستور، والتعليم، ومؤسسات الدولة وغيرها مما قد لا ينفع على الإطلاق أدلجته.
إذا كان الحال على ما أوضحت فلماذا اعتقد البعض أنني أكره الجماعة وتوابعهم؟، لماذا يواجهني البعض

بسؤال الكراهية؟، أظن ان السبب وراء هذا هو تعدد المقالات التى كتبتها ضد الجماعة وتوابعها، تنوع وتعدد هذه الكتابات جعل المأدلجين يعتقدون الكراهية أو مناصبة العداء.
لماذا لم تكتب مقالا واحد لمناصرة الجماعة؟، الحقيقة هذا السؤال فى غاية الوجاهة، لأنه يعنى أننى لا أرى سوى السلبيات او السيئات أو السوءات، وأظن أننى ملت للتصديق، فعدت لما كتبته خلال العامين المنصرمين واحتفظت به على الكمبيوتر، وأخذت أقرأ وأفتش بقلق وخوف من ان أضبط نفسى بالفعل أحد كتاب السيئات او السوءات او السلبيات، لكن بحمد الله وفضله عثرت على العديد من المقالات التى دافعت فيها عن هذه الجماعة، وبحمد لله كنت من الذين طالبوا النظام السابق بفك أسر المحظورة، والسماح لها بالعمل السياسى العلنى، وكانت آخر مقالة لى فى هذا الشأن نشرت فى سنة 2010، وكانت بعنوان «خانة المحظورة» ودعوت فيها الرئيس مبارك بأن نخرج جماعة الإخوان من خانة المحظورة إلى الفضاء السياسى، وان نساعدهم على تشكيل حزب سياسى، وكان هذا المقال بمناسبة تولى المرشد الثامن محمد بديع، قلت:
«من الأفضل ندفع هذه الجماعة للعمل إلى النور، وأن نخضعها للقوانين والأعراف السائدة بدلا من تركها فى خانة المحظورة لبعض المتشددين يعودون بها إلى ذهنية الجاهلية، فما الذي سيترتب على خروجها في شكل حزب له برنامجه السياسي وليس الديني، إذا كانت الدولة ترى في أجندة الجماعة ما يهدد سلامة الوطن، عليها أن تعلن هذا على العامة، أما إن كانت مخاوفها من قوتها التنظيمية وقاعدتها الشعبية، فالحكومة مطالبة بإعادة النظر في اصرارها على اعتقال الجماعة داخل خانة المحظورة.
[email protected]