بطاقة حمراء
حملت بطاقة الانتخاب في يدي ووقفت علي باب اللجنة بشكل تمثيلي أقرأ في اللافتات المعلقة والأسماء المرشحة، كان الاقتراع في حجرة نظار مدرسة الأقباط الاعدادية، كانت هي المدة الأولي التي اشارك بها في الانتخابات، أذكر بعض تفاصيل هذا اليوم جيدا، منذ 34 سنة كنت طالبا في المرحلة الثانوية، طرق باب المنزل أحد الأشخاص لا أذكر هويته جيدا، قال إنه يتبع قسم شرطة أول طنطا، سلمني كارنيه أحمر، وقعت في كشف بالاستلام وعرفت منه أن الكارنيه هو بطاقة الانتخاب، سعدت جدا بها وشعرت أنني أصبحت بالفعل من الرجال، هذا الشعور سبق وأحسست به لكن بسعادة أكبر عندما استخرجت أول بطاقة شخصية، عرضت بطاقة الانتخابات علي جميع أصدقائي وجيراني، كانت البلاد علي وشك الدخول في انتخابات مجلس الشعب وربما المحليات، وكانت المحامية آمال أبوزيد(علي ما أتذكر اسمها) تعتزم خوض الانتخابات عن حي الصاغة الذي كنت أسكن به، وكانت آمال شقيقة أحد زملائي بالمدرسة، وسمعت أيامها أن المرشحين هم الذين يسعون إلي اصدار البطاقات الانتخابية للشباب لكي يدفعوهم للتصويت إلي جانبهم، وهذه الحكاية احبطتني جدا حيث كنت اتفاخر بأنني الوحيد الذي يحمل بطاقة حمراء من بين زملائي وأصدقائي وأشقائي، قيل إنهم يذهبون إلي قسم الشرطة ويتطلعون علي كشوف أسماء أبناء الحي الذين بلغوا سن الاقتراع، ويدفعون رشوة للصول(مساعد الشرطة) أو الشاويش المسئول ويستخرجون البطاقات، تغاضيت عن هذه الظنون ووصفتها بمبررات الحاقدين، عندما أوشكت الانتخابات سألت: ماذا أفعل داخل اللجنة؟، شرح لي بعض من سبقوني في حمل البطاقة خبرتهم السياسية في الانتخابات، الليلة السابقة ليوم الاقتراع تقمصت شخصية السياسي المحنك، وفرضت موضوع الانتخابات علي حديثي في البيت مع اخوتي وفي الشارع مع أصدقائي، لدرجة أصابتهم بالملل من التكرار واللت والعجن، في المساء أعد الملابس التي سوف أذهب